27: رَحِيلٌ غَادِر

273 30 64
                                    

"مُباركٌ لكما." تحدَّثت المُوظفة مبتسمة، لتومىء باربرا بامتنان وهِي تخطُو نحو مكتب هَاري. كَان اليَّومُ عبارة عن تبريكات وتهانِيِّ من موظفِي الشَّركة.

دلفت للدَّاخل بابتسامة لطِيفة، ليرفع هَاري رأسَه مِن على الأورَاق ويبَادلها الإبتسام وقد تدَّلت خصلات شعره الطَّوِيلة على كتفَيه. أغلقَت الباب وتقدَّمت نحو مكتبه وهِي تحملُ الملفات المُهمَة.

"مَاذا هناك سيدة ستايلز." إستفزها هارِي بابتسامة لعُوبة، لتُقلب باربرا عينيها وتدُور حول المكتب حتَّى تجلس على حضن هَاري وتُعانق رقبته بكلا ذراعَيها وتتطلع لعينا الأوليڤين خَاصته.

"مُشاكس. كيف أمكنك ترك الخبر ينتشر كالهشِيم في الشَّركة؟" قهقهت مبتسمة قبل أن تمِيل جانبًا لتقبِيل وجنته، خصوصًا غمازتِه.

"أووه، ربما لأنني اخبرتهم.." اجابها قبل أن يدنُو مِن وجهها مبتسمًا.

"أقلَّه لسنا مثل شخصَين فِي هذا العالم تزوجَا دُون علم أحد." أضاف، قبل أن تقهقه باربرا وتلكمه فِي كتفه.

"أوتش سيدة ستايلز!" أنَّ هاري مقهقهًا، لتنهض باربرا مِن على حضنه وتتجه نحوَ الباب.

"مُشتت، ستجعلني أنسَى عملي وكل شيء." عاتبته، قبل أن يُرسل لها قُبلة فِي الهوَاء. هزَّت رأسها ضاحكَة وانصرفت مُغلقة الباب خلفها.

خطَت باربرا نحوَ مكتب لورينَا، حيثُ استبدلت اللائحة الخارجية بـ"مديرة قسم العلاقات العامة، لورينا هوران." حديثًا وقد كان وقعُ الإسم رنانًا على ألسنةِ الجمِيع.

مضَى أُسبوع مُنذ أن أعلنَت لورينَا عن زواجِهَا، ورُغم سرقتها للأضوَاء إلا أن جمِيع موظفِي الشَّركة لم ينسُوا أمر خطوبة مُديرهم هَاري سَتايلز ومُساعدة قسم الأزيَاء باربرا أليفرد.

دَلفت باربرا للدَّاخل وعلى محْيَاها ابتسامة مرحَة، لتتطلع نحوَ لُورينَا التِي تشرُد فِي ملفِ العمَل الذِّي بَين يدَيْهَا.

"أوْه سَيدة هُوران.. كَيف الحيَاة معكِ؟" تحدَّثت باربرا بحيويَة، وهِي تدنُو مِن المكتب المَصنُوع من خَشب المَاهُوجنِي.

"بارب! بِخَير. مَاذا عنكِ؟ مِن الواضح أن التَّهانِيج لم تنتهي للآن." قهقهت لورينَا وقد أغلقت المَلف الذِّي بحوزتها. تبخترت باربرا بتباهٍ وهِي تعبث بخصلاتِ شعرهَا الشَّقراء.

"أنا جيِّدة! صحيح! لا زال هُناك من يهنئني!" ردَّت باربرا وانغمست فِي الحدِيث عن التَّهانِي والهدايا التِي وصلت لهَا مُنذ حفل الخُطوبة قَبل أُسبوعَيْن. أومأت لورينَا باهتمَام وثُمَّ جالت ببصرها نحوَ النَّافذة ليشرُد فكرها بعيدًا.

دموع الغُيوم || N.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن