9: فُرصة ثانية

392 44 22
                                    

"ريَّان. أما زال يسيطر على شركة والدك؟" سألها وهو يحتوي كوبه بين يديه. أومأت دُون أن تنظر لعينيه.

"أجل. لكنه يتهرب غالبًا من العمل ويذهب ليلهو في هولندا غالبًا." أجابته بخفوت، وهي تخشى أن يفضحها خفقان قلبها الغير الطبيعي. إعتدل نايل في جلسته وتطلع للأمام مفكرًا.

"يعنِي، هناك من يدير الأمور هناك.. صديقه مثلًا؟" سألها مِن جديد، أومأت بالإيجاب ونظرت لكوبها عبر أهدابها.

"أجل، صديقه ليام." أجابته بمُهل. ليستكين لحظةً ويدير رأسه نحوها.

"ليام؟ أهذا إيرلندي؟" سألها، لترفع رأسها وتلمح ذقنه، وشفتيه التِي تتحركان متلفظَة بالإسم.

"كلا، إنجليزي. ليام باين.. إنهُ صديق ريَّان منذ الجامعة. لذا هو يأخذ زمام الأمور في الشركة." أجابته وعينيها على ملامح وجهه الحادة. آثار النضج على وجهه إرتسمت بوضوح ليتلاشى الوجه الطفولي.

مرر أنامله في شعره مفكرًا. ثم عاد ينظر نحوها.

"لور.. ما جرى قبل قليل." حمحم بإعتذار. لتنظر هذه المرة في عينيه برجَاء.

"كانت غلطة، وأنا آسفة فلقد.." إسترسلت لقاطعها فورًا.

"كلا، لا أعتبرها غلطة، أنا فحسب لست نادم على تقبيلكِ.. وبالنسبة لليام هذا فسأتكفل بأمره وبريَّان." أجابها بجدية، لتتسع عينيها ذهولًا.

"نايل، كون ريَّان يخونني، وكون نورا تخونك أيضًا.. لا يعني بالمُقابل أن نرد السُّوء بالسُّوء. وإن كانت الزيجة كلها عبارة عن هُراء. لا زلتُ أنتمي لريَّان ولا زالت نورا تنتمي إليك." أجابته بهُدوء بإبتسامة مُنكسرة.

"لور." عارضها وهو ينهض، ليتجه نحو الخزانة فوق الموقد الذِي ينشر بالغُرفة الدِّفء. أخرج من الدَّرج ملفًا وعاد أدراجه نحو الأريكة.

"ألقي نظرة." مدَّ لها بالملف، لتلتقطه وتفتحه. إتسعت عينيها وهِي تقرأ العنوان بالخط الكبير.

"دعوى طلاق؟" همست بغير تصديق، أومأ نايل موافقًا ومال ليريها مكان التوقيع.

"لقد وقعتها.. هذا الصَّباح. وهي أخبرتني بأنه لديها رحلة عمل هذا المساء.. تهربًا منِي." تحدَّث بهدوء، وصوته العذب يعانق أذنيها كترنيمة نوم.

"نايل.. هذا...أنتَ." تلعثمت لورينا ولم تدرِ بما تجيبه، ضحك نايل بخفة لينبض قلبها بعُنف وهي تلمح وجهه يبتسم، يضحك بعد وقت طوِيل.

"ما أعنيه، إنني رجل مطلق الآن." أجابها، ثم مرر يده على يدها بتوانٍ ليأخذ الملف من يدها ويضعه على الطاولة بغير إكتراث.

دموع الغُيوم || N.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن