28: حنِين مُؤرِّق

305 33 70
                                    

مُلاحظة: خلَاص مَا راح يكُون فِيه حُزن، الشَّابتر الماضي كانت آخر حتَّة.

وهالشَّابتر نَار وبداية لنِهاية جمِيلة *تغمز*

استمتعُوا.

* * * *

هدَأ المطر فِي الخارج بعدَ بِضعة ساعَات، إلا أن جُرح لورينَا لم يندمِل. بَقِيت في غُرفة المَعيشة ومَا جرَى يتكرر باستمرَار فِي ذاكرتهَا.. وحِين قرَّرت النُّهوض كَان ذلك مِن أجل الطَّعام. لتعُود كالخائرة القُوى تستلقِي على الأرِيكة.

مُتعب جدًا كَان الحدِيث عن حقِيقة الأمر، ومدِّمر كان رُؤيتها لوجهه البَاكِي. فهِي بكُل بسَاطة عَاودت فتح جُرح قدِيم فِي قَلْبِه.

غطَّت عينيها براحةِ يدها واِنتحَبت بشِّدة بَينما علِقت ذاكرتها على وجهه المُتألِم، الحزِين.. وعيناهُ اللَّتَين كانتَا تُمطران كالغُيوم فِي الخَارج.

تعبها وإرهاقها التَّام جعلاها تغطُّ فِي نومٍ عمِيق على الأريكَة، غيرُ مُكترثةٍ بشَيء. عانقَت الوسَادة ودسَّت رأسها فِيها بينمَا استمرَّت دُموعها بالانهمار من جفنيها المُغلقَيْن.

* * * *

إنحنَى نحوَ الأريكَة، حيثُ ظلَّ يتأمل وجهها الحزِين النَّائم. زمَّ شفتَيه ومرَّر أنامله على وجنتها بعطَف.

"أنا آسف لترككِ وحِيدة فِي وقتٍ أنتِ أحوج فيه إليَّ.." همسَ متمتمًا بصوتٍ مُتحشرج مُتعب. جثَّى على الأرض وهُو لَا يزال يتأمل وجهها النَّائم.

"وإلى وُجودِي بجانبك." تابع بنَدم. ليُمرر أنامله فِي شعرها الأسوَد، عابثًا بخصلاته. قطَّبت لورينَا حاجبيها بإنزعاج طفِيف قَبل أن تسترخِي ملامحهَا.

"أنا آسف جدًا لور." تابع نَايل، لينهض قليلًا ويمِيل نحوَ وجه لورينَا ليُقبِّل جبينها بعُمق.

"يكفِيني بأننا لدينا بعضنا." أضاف بابتسامة صَادقة وعَينيه تلمعَان بحُبور، كبحرٍ صافٍ هادىء بعد عاصفَةٍ هوجَاء.

"أحبكِ حتَّى الرَّمق الأخِير." أردَف لِتستقر شفتَيه على شعرها نزولًا لجبينها. فاجئته بدَّسِ وجهها في عنقه ومعانقتها لرقبته بقُوة.

"أنا أكثر." تمتمت لورينَا بصوتٍ مُرهق، ابتسمَ نايل وتجلَّى تعبير الدَّهشة عن وجهه ليُبادلها العِناق.

"إعذريني. تركتكِ وحِيدة في وقتٍ تحتاجينني فِيه.. لم أقصد أن أصدك." إعترف نايل، لترفع لورينَا وجههَا وتتأمل قسمَاتِ وجهه.

دموع الغُيوم || N.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن