دموع الغُيوم || N.H

6: نصفَ حُب

"ما الأمر؟" تسائل نايل وهو يتطلع لهاري الذِي بقي واقفًا وقد جلست الفتاتان على الكراسي . تنهد هاري بصوتٍ مسموع قبل أن يجيبه.

"لورينَا.. زوجها ريَّان مالكوف. إنهُ سكير وصدقني رجلٌ لعِين حينما أقول ذلك." أجابه هاري متذمرًا وقد عقد حاجبيه بإنزعاج واضح. إحتلت الصدمة وجه نايل للحظات قبل أن يضع قناعه البَارد.

"بالأحرى، زوجها هذا نقمة.. فهو في بعض الأحيان يتعدى عليها." تابع هاري بينما إلتزمت الفتاتين الصَّمت. إتسعت عينا نايل وكاد قناعه أن يسقط ليكشف عن ردة فعله الحقيقية.

"تعني بأنه يتعدى عليها بـ.." أردف نايل بهُدوء لينظر نحوه هاري ببرود.

"يتعدى عليها بكلا المعنييْن. رجل سافل." شتم هاري ليقترب من لورينا.

"تستطيعين البقاء في منزلي هذه الليلة حتى يعود ذلك المجنون لصوابه." لان صوتُ هاري وهو يحادثها. بينما لم ترفع بصرها مُنذ أن جلست بجانب باربرا. زمت لورينا شفتيها فِي خط مستقيم.

"تستطيع باربرا الذهاب معكِ أيضًا.. أما بالنسبة لريَّان فمن الواضح أن الأمن قد أمسكه وقد تكفلوا بشأنه." طمأنها هاري ليضغط على كتفها فِي حركة إسترخاء. لتومىء له قبل أن ينهض هاري ويتجه للباب.

"سأحادثه.. رُبما سيتبعد إن تحدثتُ معه وجهًا لوجه." عاد صوتُه جليدي وهو يمسك مقبض الباب. وخلال لحظة كان الباب قد صُفع للخلف وقد تراجع هاري بضعة خطوات ليظهر ريَّان وهو يتنفس بعُنف وقد تبعثر شعره الأصهب.

تجمدت لورينا وهِي تترقبه يتطلع نحوها بعينينِ مجنونتَين.

"أنتِ! يا عاهرة!" صرخ ليتقدم نحوها وسُرعان ما إرتد للخلف جراء دفع هاري له بقُوة. إستقام نايل وتوجه للرجلَين الموشكَين على الشِّجار.

"كفى!" هتف هاري بغضب وهو ينظر بحقد نحو ريَّان الذي قهقه سريعًا وهو ينهض بتمايل جراء الثَّمالة. إلتقط هاري الهاتف من جيبه وأجرى مكالمة بسُرعة وقد بقي نايل يتابع محاولات السَّكير البائسة للنهوض جراء دفع هاري له.

"الأمن..حالًا غرفة الإجتماعات!" تحدث هاري سريعًا بتزمت قبل أن يغلق هاتقه ويعيده لجيبه. إستند ريَّان ضد الحائط وهو يضحك كالمُختل وقد تبعثرت خصلات شعره على جبينه وفي كل الإتجاهات ليبدو كمتشرد بائس.

"أنا زوجها يا هذا." سخر ريَّان موجهًا حديثه لهاري الذِي قبض على يديه إستعدادًا للإنقضاض على ريان من جديد.

"أنتَ حيوان لعين يا هذا." أجابه هاري بغضب وقد إتسعت فتحتي أنفه من التنفس بغضب. ليقلب ريَّان عينيه وبقي نايل يحاول تهدئة هاري.