دموع الغُيوم || N.H

22: سهرٌ لذِيذ

"إلهي نايل!" ضحكت لُورينَا وهِي تخطُو للمنزل وقد حملت حذائها بيدها، دلف نايل خلفها مُغلقًا الباب خلفه.

"أعلم! لقد سكر هَاري بشِّدة." قهقه غَير قادر عن إخراج الموقف الحرج من رأسه. وضعت لورينا حذائها أرضًا واستمرت بالمشِي عبر الرَّدهة حافية القَدمَين.

"كان عليك رُؤية زَين!" استمرَّت بالضَحك الهستيري. استدارت لتجده على الأرض غير قادر على فك ربطة حذائيه من الضَّحك.

"يا لهُ من مجنون." أضافت، وهِي تعُود نحوه لتنحنِي وقد استلقى نايل على الأرض ضاحكًا، ساترًا فمه بيده.  فكَّت ربطة حذائَيه ونزعتهما لأجله. لتجد جواربه السَّوداء المُخططة بالأبيض وكانت تجد جواربه لطيفة دومًا.

"إلهي نايل، هيَّا انهض." قهقهت لورينَا حابسة موجة أخرى من الضَّحك. مدَّ ذراعه نحوها وهُو يحاول التَّماسك.

"أصدقائنا مجانين لور." أضاف وفورَ ما انتهى من جملته حتَى وقعت ذراعه على الأرض ضاحكًا بشدة من جديد. انفجرت لورينا لحظتها بالضَّحك لتقع فوق صدره وباشر بعناقها.

"إلهي، نحنُ مجنونَين أيضًا." تحدثت ضاحكَة، دمعَت عينا نايل حتى اضطر لإزاحة النَّظارة من عينيه. رفعت رأسها وتطلعت نحوه بعد أن هدأت.

"علينا أن نتماسك عزيزي." أخبرته ومدَّت يدها لأن تمسح دموعه. عضَّ على شفتيه كاتمًا ضحكه.

"هيَّا، لنكُن جديين. يجبُ أن هناك عُقلاء بين مجموعة المجانين تِلك." تابعت وهِي تنهض جاذبة ذراعه معها حتَّى ينهض. ابتسم نايل ونهض ليسِيرا نحوَ غُرفة المَعيشة.

"إذًا، هل كان من الجَيِّد عدم اخبار البقية بأمرِ خطوبتنا؟" سألته بعد أن إستراحا فوق الارِيكة الوثيرة. تطلع نحوها وقد أشغل التلفاز من خلال جهاز التَّحكم.

"أخبرتكِ، سنهرب لكاتب العدل غدًا ونتزوج." قهقه بابتسامة. لتُريح رأسها على صدره.

"تعلم سيغضب الجميع منَّا." أردفت وهِي تُلقي نظرة عمَّا يُعرض بالتِّلفاز.  حرَّك أنامله على ظهرها وقد استقرَّ خدَّه على رأسها.

"لا يهُم أمر الجمِيع، المُهم أنكِ ستكونين هوران مجددًا." تمتم بدفء، لترفع رأسها نحوه وتلتقِ عينيها البُنِية ببحره. تتأملهما بصَمت.

"ماذا؟" سألها نَايل قاطبًا حاجبيه وقد تعثرت نبضات قلبه، لتغدو مضطربة من نظراتها التِي تُعرِّي روحه خلف عَينيه.

رفعَت رأسها قليلًا وأغمضت عينيها حِين إلتقت شفتيها بشفتيه بمُهل، كوَّب وجنتيها فورًا وأغمض عينيه ليُقرِّب وجهه من وجهها.