تقدمت بخطى متثاقلة للداخل، حيث تعالت الأصوات والهمهمات في الأرجاء. لمحت باربرا من البعِيد تقفُ مع فريق التصميم الخاص بالدَّار. إستكانت لورينا عند طاولة الطَّعام وأخذت لنفسها كوبًا من الماء البارد يُرطب حلقها الذِي جف بسبب ما جرى لها.
ظلت تتجول بعينيها بالمكَان، القـاعة المزينة هذا المساء خصيصًا لهذه المُناسبة. جدران رخامية باللَّون الأبيض السكري، والستائر من الساتان بلونٍ ذهبِي لطِيف. الطَّاولات التي وزعت حسب ترتيب المُدير هاري ستايلز كانت أغطيتها بلونٍ ذهبي داكِن، مع بعض الزينة التِي تمايزت بدرجات اللون الذَّهبي الفاتحة فالأغمق.
أكملت تجرعها للكأس الزجاجِي قبل أن تعيده فارغًا و خاويًا، شبيه جدًا بروحها. خطت نحو باربرا التِي سُرعان ما لاحظت مجيئها لتتقدم نحوها مُتجاهلة أفراد فرِيق التصميم وحديثهم.
"أتيتِ!" هتفت باربرا بفرح وباشرت بعناق لورينا. إبتسمت الأُخرى في المقابل ورفعت خصلة بيضاء تدلت على جبينها بعطف.
"أجل. إذًا هل رأيتِه؟" سألتها لورينا بعدما أن فضتا العِناق، لتلمع عينا باربرا الزرقاوَين بحماس.
"كلا، لكنه سيقدم الخطاب قبل بداية الحفل." أجابتها وعينيها تتطلعان بالجوار بحثًا عنه. قهقهت لورينا بصوتٍ مكتوم وهِي ترى ترقب صديقتها باربرا لحضور المدير.
"لا تقلقي بارب! لن ينمو له جناحَينِ ويختفي من هُنا! طبعًا ليس تحت أنظاركِ التي كالصَّقر." ضحكت لورينا وسط حديثها لتعقد باربرا حاجبيها بضيق. لتبتسم لورينَا وقد سارتا جانبًا لتقفا بالقُرب من الحائط.
"إذًا دعينا من هاري، أخبريني عن ريَّان!" أردفت باربرا وقد إكتسى وجهها ملامح الجديَّة. لتتنهد لورينا بقلة حيلة وقد عقدت يديها معًا لتشيح بصرهَا بعيدًا عن رفيقتها.
"لقد عاد، وقد كان سكيرًا لذا إنتهى به الأمر فاقد الوعِي من الثَّمالة." إختصرت لورينا الحدث، لتنظر نحوها باربرا.
"لورينا.. أعلمُ أنه ليس من شأني. لكن أما آنَ لكِ أن تتركيه؟ إنهُ حتى ليس جيد لكِ! ريَّان لا يستحقكِ يا فتاة..أنتِ تعلمين هذا جيدًا." إعترضت باربرا بحسرة وهي تتفحص تجاوب لورينا مع حديثها. أفلتت الأُخرى تنهيدة مُرة.
"أعلم..صدقيني أعلم هذا جيدًا. أنسيتِ أنهُ يملك شركة والدي؟ ماذا سيحصل لوالدي إن طلقته أو هربتُ منه؟ سيرمي عائلتي بالقاع يا باربرا! سيحول حياتهم جحيمًا! وأنا لا أريدُ هذا!" أجابتها لورينا وقد إرتجف صوتها.
ضغطت باربرا على كتف لورينا وفضَّلت الصَّمت بينما باحت عينيها بكُل الأسى والأسف. تنفست لورينا ببطىء لتمنع رغبتها الملحة فِي أن تذرف الدَّمع.. هِي لا تبكِي، لن تبكِي مثلما تبكي الغُيوم الآن فِي الخَارج. لأنها تمثالٌ منذ القِدَم.
أنت تقرأ
دموع الغُيوم || N.H
Fiksi Penggemarأَنْتَ كعطايا السَّماء، شهيٌ ولذيذ كدُموعِ الغيُوم. - Cover by: @izaynab Trends: #864 IN FANFICTION - 02/10/17 #912 IN FANFICTION - 14/10/17 #867 IN FANFICTION - 18/10/17 #484 IN FANFICTION - 19/10/17