لقد وافق !

3.9K 257 52
                                    

( الفصلُ الثاني )

لقد وافق !

لأول مرة أشعر أن قلبي يذوب وكأنّ ناراً أضرمت فيه لمجرد رفض والدي، إنطفأت رغبتي في تلك اللحظة وتبددَ ما كُنتُ أرجو.

حل المساء وشارف اليوم على نهايته
وقد انتابني اليٲس حقاً فقررت أن افتح التلفاز واستمع لصوت لطالما أخذني لعالم آخر بكلماته ،إلى الشوق لكربلاء ومصيبةُ الهجر، ها هو صوت الملة باسم الكربلائي يصدح
بكلمات قصيدة جديدة تشرح لهفتي،ومشاعري المُبعثرة الغريبة، التي لا أعرف لها سبباً ولا أدركُ سِرها!


كانت عائلتي مجتمعة تستمع للقصيدة معي
وكالعادة صوت الملة الشجي له نبره خاصة تاخذك إلى
عالم آخر حيث الحزن،حيث الحُسين !

كان يقرٲ قصيدة لزوار أبي عبد الله والمشاية، بِكل حبٍ وحماس إلى أن وصل لمقطع يقول فيه:

يلا سد بابك، ودع أحبابك ،أرفع الراية، وصيح ياحيدر
إترك وأمشي، بيتك وكلشي، واگصد الجنه يم أبو الاكبر
ليش تتاخر ،ليش تتعذر،وإنت واعدته، عالوعد تحظر

شعرت بالنيران قد اِتقدت فيَ اجتاحني الحماس أثر تلك الكلمات فنظرت لأختي فوجدتها تبادلني الشعور فاتفقنا على أن نتكلم مع أبي مرةً أخرى حول موضوع السفر إلى كربلاء

وبسرعة وبدون مقدمات فتحنا الموضوع معه
وكررنا ذات الطلب لكنه لم يبدي أي ردة فعل هذه المرة، بل لم ينطق بحرفٍ واحد
وهذا ما جعلنا نعتقد أنه لا فائدة من النقاش معه ولذلك قررنا أن ننام وينام معنا حلمنا.
لأول مرة أشعر أن قلبي يذوب وكأنّ ناراً أضرمت فيه لمجرد رفض والدي، إنطفأت رغبتي في تلك اللحظة وتبددَ ما كُنتُ أرجو،غفيتُ ودموعي بللت جفوني وأنا أعلم أن ليس كُلُ ما نتمناه يحدث.

لم أعلم إن مشية الله قد شملتنا،ونظرةٌ من الحبيب قد أحاطت بنا،وإن موعد اللقاء قد إقترب ولاح فجرُ الحُب من جديد.

في صباح اليوم التالي إستيقظتُ على صوت والدتي وهي تقول لي: هيا إنهظي لديكِ يومٌ طويل،عليكِ أن تُعدي نَفسكِ للذهاب إلى كربلاء مع أختكِ،قومي وكُلي شيئاً ثم إذهبي للتسوق مع أختك كي تشتري ما ينقصك من حاجات السفر.

لم اصدق ما سمعته في تِلك اللحظة،
والدي قد وافق على ذهابنا مشياً على الأقدام، كيف،ولمَ؟
لا نعلم فقط ، وافق فقط وتحقق الحُلم!.

مسيرُ الحُب ": مُكتملة :"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن