بدأ الالم يزعجني !

1.4K 154 16
                                    

( الفصل العاشر )



_ أبي هل تعلم ماذا حدث ليلة البارحة؟.

قلتها وأنا اقهقه بخفوت وأنظر لوالدي ليسألني الآخر قائلاً:

_ماذا حــدث؟.

_ ليلة البارحة بعد مجلس العزاء الذي اُقيم في ذلك المنزل، كلمتنا أمرأة يناهز عمرها الأربعين كانت تدعي الخشوع والروحية وتمسك مسبحةً بيدها، أخبرتنا بأنها تأخذ الخيرة وتستطيع إخبارنا بما سيحدث لنا في المستقبل وعرضت علينا أن تتنبئ لنا بمستقبلنا.

قلتها بنبرة ساخرة من كلامها، أعلم علم اليقين بأنها كاذبة فلا أحد يعلم الغيب غير الله!
ك

يف يستطيعون أن يتاجروا بأسم الدين وفي درب الحسين ( عليه السلام ) وكانهم يريدون أن يشوهوا الغاية التي جئنا من أجلها! .

الحسين منهج إصلاح وليس خرافات واقاويل كاذبة تهدف لتحريف الشباب والناس البسطاء والسذج، الحسين منهج تكامل لا منهج أساطير!.

_ وماذا فعلتُنّ لها وبماذا اجبتُنها ؟"

_ بالتأكيد صددناها بقوة وأخبرناها بأننا لا نؤمن بهذه الاشياء وأن ماتفعله مُحرم وهي شعوذه والعياذ بالله فلا أحد يستطيع علم الغيب إلا الله عز وجل وإن الذي يلجىء إلى هذا الطريق كما جاء في روايات أهل البيت (عليهم السلام) لاتقبل له صلاة أربعون ليلة.

أبتسم هو بالمقابل قائلا:

_ أحسنتم، أحذروا يا بناتي فيوجد الكثير من أمثال هذه المرأة هنا، عدونا موجود في كل مكان ويحاول أن يحرف المسيرة بشتى الطرق.

اومئت إيجاباً وأنا أفكر بتلك المرأة  كيف تستطيع أنان توهم الناس بما تقوله و تكذب عليهم؟ كيف تفعل هذا وهي تسير لطريق الحسين هذا الطريق المقدس!

حقاً هي لا تستحق أن تكون مِن مَن يسيرون فيه.

" الحمد لله على كل حال"

مر الوقت بسرعة في أجواءٍ قد ألفتها أرواحنا واستأنست بها وحان وقت الاستراحة.

جلسنا في أحد المواكب وقررت الذهاب إلى الحمامات لأني أردت تجديد وضوئي، فخلعت جواربي ولكن حدث ما لم يكن في الحُسبان، يا الهي إنه شعورٌ مؤلم!

يبدو بأن الدماء تجمعت في إصبعي وكونت دُنبلاً صغيراً
وكان مؤلماً جداً.

حاولت أن اتجاهله وبالفعل أكملت وضوئي وصلينا الظهر ثم تناولنا الغداء وعُدنا لوالدي وتابعنا المسير.

" فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلب على قبر أبي عبد الله عليه السلام"

كان الوقت وقتُ ظهيرة، درجةُ الحرارة كانت مرتفعةً جداً

،نحن نرتدي العباءة والحجاب اضافة للنقاب والقفازات وهذه الشمس الحارقه !" هذا من غير النعاس الذي يكاد يجعل رؤسناً تنفجر، إضافةً إلى تشنجات الأقدام وثقل حقيبة الملابس التي ارتديها ثم ألمُ الدُنبل الذي في قدمي.


إنها بدايةُ الاختبار، لقد بدأ الالم

يزعجني جداً ،إلهي أعني.

مسيرُ الحُب ": مُكتملة :"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن