بدايةُ التعب.

1.6K 170 8
                                    

( الفصــلُ الثامن )

نسيـــرُ الجو الروحي يهيم على نفوسنا، نبكي تارةً
علـى اصوات العزاء والنعي واللطم التي تصدرها مكبرات الاصوات المتوزعة بين مواكب الخدمه وعلى طول الطريق
ونحمدُ الله حينما نتذكر أننا موجودين هنا الآن وقد وفقنا لهذا الشرف.

إنها حقاً نعمةٌ كبيرة، أن تُكتب زائراً للحسين
ذاك الذي قيل أنه من زاره عارفاً بِحقه كان كمن زار الله
(عز وجل ) في عَرشه!

ها نحنُ نتوقف على حدثٍ قد إعتدنا عليه منذ أول ليلة
وهو إيقاف الخدم أو كما يسمونهم العراقيين ( المعزب )  للوالد ودعوتهم لنا للمبيت في منزلهم
والوالد يعتذر منهــم ويخبــرهم بأننا مازلنا نريد السير،
ولكن أحد الشباب اوقفنا واعطى
رقمه لوالدي واخبرنا بأنه يريد ضماناً كي نتصل به مما جعلنا نضحك على تصرفه الغريب وحجته بأنه اغلب الزوار يستسلمون ويرضخون لخدام آخرين بعد الحاحهم عليهم فيبقون عندهم وينسون أول شخص قد اتفقوا معه.

وبالقعل اعطاه والدي حقائبنا واخذها الخادمُ بسعادةٍ وبهجة ثم اتصل بصديقه يخبره بأنه وجد زواراً وأنه يحمل معه ضماناً بحظورهم بعد ذلك.

اقترب وقت غروب الشمس واصبحت الساعة الآن الرابعة والنصف عصراَ، اخبرنا والدي بأننا سنتوقف عند هذه المنطقة
واتصل بالشاب (الخادم ) ليوصلنا بسيارته وياخذنا لمنزله،
تفاجئنا حقاً عندما أخبرنا بأن مكان النساء في منزل مُنفصل 
شعرنا بالخوف والقلق قليلاً في أول الأمر
فهي المرةُ الأولى التي ننفصل فيها عن والدي،


ولكن ذلك الشعور زآل فور رؤيتنا اعداداً كبيرة من الزائرات في المنزل وهذا ما طمأننا.

حجزنا مكاناً للنام فيه وجلسنا نتحدث مع صاحبة المنزل،
كانت إمرأة عجوز تشبه جدتي لدرجة كبيرة لا تُصدق حتى إنني اخبرتها بالامر فضحكت وهي وتقول:
حسناً لا بأس ساكون جدتك هذه الليلة!

بعد نصف ساعة من تبادل الكلام والتعرف على الزائرات والخادمات في ذلك المنزل حان وقت الصلاة
فاستأذنا و أردنا الخروج للحمامات من أجل الوضوء ولكن
حدث ما لم يكن في الحُسبان.

ما هذا يا الله لا أستطيع الوقوف!
قُلتها وأنا أستندُ على أحد جذوع النخل الموجودة في ذلك المنزل، يبدو أن أعصاب قدمي بدأت بالتشنج بسبب كثرة المسير، كان ألماً لا يوصف، بالكاد أستطيع المشي، نظرت لأختي لاجد حالها مشابهٌ لحالي حتى إن أحدنا بدأت تُسند الأخرى وهي تضحك.

بدأ التعب منذ الآن وصاعداً
إنه اليوم الثاني من السير فكيف ستكون الأيام القادمة؟

مسيرُ الحُب ": مُكتملة :"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن