مسيرُ الحُب ": مُكتملة :"

بدأ الأمرُ برفضٍ قاطع.

(( الفصلُ الاول ))

عَلاَمَاتُ اَلْمُؤْمِنِ خَمْسٌ صَلاَةُ اَلْإِحْدَى وَ اَلْخَمْسِينَ وَزِيَارَةُ اَلْأَرْبَعِينَ وَاَلتَّخَتُّمُ بِالْيَمِينِ وَتَعْفِيرُ اَلْجَبِينِ وَاَلْجَهْرُ بِ‍ بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ .

_الإمَام الحَسَن العَسْكَري عَلَيْهِ السَّلاَم.
_بحار الأنوار :ج۸۲،ص٧٥.

ها هو الأربعين قد إقتـرب

كان يوماً عادياً في نظر الجميع إلا في نظر المسلمين الشيعة، كان يوماً مختلفا
يوم العشرين من صفر الخير، هذا التاريخ إذ كان يدل على شيء فهو تاريخ أربعين الإمام الحسين (عليه السلام)

تنطلق في صفر مسيرة الأربعين وتُعرف عاميًّا بالـمَشَّايَة عنوان يطلق على هذه الظاهرة الشيعية، ينطلق خلالها الملايين من المسلمين الشيعة باتجاه كربلاء لزيارة الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) في العشرين من صفر من كل عام، بعد أربعين يوم من واقعة كربلاء التي قُتل فيها الحسين بن علي. يتقاطر الزوار من شتّى المدن والقرى العراقية، تشاركهم في ذلك وفود كبيرة من أتباع مدرسة أهل البيت من شتّى البلدان كإيران والبحرين والكويت ولبنان وباكستان وغيرها من الدول الأجنبية، ومن مختلف الديانات.

تُعتبر مسيرة الأربعين أكبر تجمع بشري سنوي وأضخم مسيرة راجلة في العالم إذ تصل أعداد الحظور الداخلين إلى كربلاء في ذلك الشهر إلى أكثر من عشرين مليون زائر،والعدد بإزدياد في كل عام.

يجتمعون هناك في تلك البقعة المباركة
من الأرض إنها أرض كربلاء

يأتي الجميع ومن أصناف البشر المختلفة الأسود والأبيض،
العربي والأعجمي ،وغيرهم من الأجانب
جمعهم ووحدهم رجل وآحد وهو " الحُسيــن "

وككل شيعية كنت متلهفة للذهاب لتلك البقعة المباركة والمشاركة في تلك الأجواء ولكن لم أعرف السبب فكل ما أردته هو الذهــاب، لم أكن أعلم لِمَ أشعر بهذا الشعور، لم أعلم حينها لماذا تجتاحني هذه الرغبة المُلحة ولكني فقط أردت ُ الذهاب!.

نقاشٌ طويلٌ مع والدي ينتهي بنفس النتيجة المعتادة
:لا لن تذهبا، أنتما شابتان جميلتان ولا يجب أن تذهبا مشياً على الاقدام حفاظاً على سلامتكما
و أيضاً أنا لن أذهب مشياً بل سوف أخدم في أحد المواكب الحسينية فمن سوف يذهب معكما؟.

هذا كان رد والدي على طلبنا الذي إقترحناه عليه أنا واختي، بالخروج مع تلك الحشود المتوجهة إلى كربلاء.

أملٌ ضاع، وحزنٌ قد حل، وشعور باليٲس والرغبة بالبكاء إجتاح كياني في تلك اللحظة.