ليلتنا الأولى.

2K 177 17
                                    

( الفصل الخامس )

طلبنا من والدي أن يجد لنا مكاناً نأوي إليه ونستراح فيه هذه الليلة وما هي إلا لحظة حتى تقدم إلينا شابٌ عليه ملامح الإيمان وهو مُنزل لراسه ويقول:
" حاج ، ما رأيكم أن تشرفونا اليوم وتكونون في ظيافتنا "

إعتذر منه والدي وأكملنا المسير لنرى شابً
أخر يقول وهو يقول : "استحلفك بالحسين أن ترافقني ياعم، أتقبل أن أكون اليوم بلا زوار؟ إذاً لمن أعددنا كل ذلك الطعام؟ زوجتي تنتظر خدمةَ النساء، وانت ستكون في ظيافتنا، هيا من فضلك رافقني إلى المنزل "

ابتسم له والدي قائلاً: مازلنا نسير ولا نريد أن نستريح الآن فاعذرنا.

تركناه في حزنه وهمه وهو ينظر إلينا من بعيد كمن أضاع كنزاً لا يعوض! ولكنه لم يستسلم وتابع بحثه عن زوار عله يحضىٰ ببعضٍ منهم

والعجيب إننا وجدناه مرة أخرى في طريقنا !
بعد ساعتين كاملتين من المشي ها هو الأن يقف أمامنا قاطعاً عنا الطريق مبتسماً لوالدي وهو يقول:
"قدر لك أن تكون في ضيافتنا اليوم يا حاج وقدر لي أن أكون خادماً لكم ستأتون معي هذه المرة"
قال له أبي "ما زلنا نريد السير، ما زال هناك متسعٌ من الوقت قبل أذان المغرب "
فقال الشاب:
" إذاً ساتي معكم مشياً وعندما تريدون أن تتوقفوا سأتصل بأخي وسياتي ليُقلنا في سيارته" وبالفعل أتى معنا !

سار معنا ما يقارب النصف ساعة ثم تركنا بعدما أعطى رقم هاتفه لوالدي وعندما ضمن أننا سنأتي لمنزله ذهب مسرعاً مبتهجاً إلى منزله يعدهُ لضيافتنا.

وصلنا لأحد المواكب فقرر أبي أن نتوقف لهذا اليوم بقربه فاتصل بالشاب ليدلنا على المنزل،وماهي إلا لحظات حتى
حظر الآخر بسيارته واخذنا معه للمنزل.

منزلٌ جديد، وجوهٌ جديدة، أمرٌ مربك ومحرج في نفس الوقت وأنت ترى أنهم يظرون لك ما لذ وطاب من طعام ويرددون أنواع الترحيب ويحاولون خدمتك بكافة الوسائل المادية والمعنية وقد يصل الأمر إلى محاولة أن ي

غسلوا قدميك للتبرك بخدمتك!
بعد الصلاة تجمعت حولنا النساء والأطفال وكأننا ملائكه بعثهم الله اليهم وانزلهم من السماء !

لقد كانو يعامولنا وكأننا اهلهم لا بل أكثر، حتى إننا كونا صداقات مع الفتيات وتبادلنا أطراف الحديث حتى ظهر التعب على وجوهنا وبان بشكلٍ ملحوض فتركونا نستراح وبالفعل قررنا أن ننام مباشرةً فالتعب يكاد سيطر علينا

وماهي الا لحظةٌ واحدة حتى غططنا بنومٍ عميق.

مسيرُ الحُب ": مُكتملة :"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن