الم فظيـــع اجتاحني

1.4K 158 24
                                    

( الفصــل الثاني عشــر)

عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : «ان الرجل ليخرج الى قبر الحسين (عليه السلام) فله إذا خرج من اهله بأول خطوة مغفرة ذنوبه، ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه، فإذا اتاه ناجاه الله تعالى فقال: عبدي سلني اعطك، ادعني اجبك، اطلب مني اعطك، سلني حاجة اقضها لك» .

يستطيع الإنسان أن يتحمل أنواع المشقات، لكن تحمل كل هذا الإرهاق المتواصل كان أمرا صعبا جدا.
لقد مـــرت أيام ونحن نسيــر في هذا الطريق الطويل الذي يبدو بأنه لا يريد أن ينتهي! ، لااستطيع أن أخبركم متى حـدث هذا الأمر بالضبط ولكنه حدث

جسدي بــدأ ينهار من ٲلالم، الوهن يزداد، التشنجات بالمفاصل والعضــلات، احتكاك أقـدامي وقوة الضغط، بالاضافه إلى أن الشمــس الحارقة أهلكتني!
لم أعد املك ذلك الحمــاس الذي كنت أملكه في أيامي الاولى، سيطر التعبُ على كل جسدي بل أنه تعدى إلى فؤادي.

أصبحتُ جسداً بلا روح أنفــذ مايقال لي فقــط،
لا أتكلم، لا أشارك في الأحاديث، لا تستهويني مشاهد المسير، أحاول المشاركة بالكلام مع أختي وأبنة عمي أحياناً لكني عندما عندما أريد أن اتحدث معهما لا استطيع فهمــا تتقدماني في المسير دوماً والألم يمنعني من السيــر بسـرعة!.

_ انتِ بخيـــــر يا أبنتي؟

قــالها أبي بكل عطفٍ وحنان وهـو ينظر إلي وستشعر حالي بينما أومئت أنا بالايجاب متكابرة على ألمي لأني لا أريد أن أكـون سببـاً في تأخيرهم عن المسير.

لم يكترث أبي لأمر أجابتي فهو يعلم بأنني متعبةٌ وأتألم ولكنني لا أتكلم ولهــذا قــال: سوف نستـريح هنــــا قليلاً.

شعرت بالفرحة قد غمرتني حينها فلقد وصلتُ إلى أقصى حالات التعب.
ذهبت لخيمة النساء وضعت حقيبتي على الأرض، رميتُ بنفسي، وضعـت الحقيبة تحــت رٲسي وجعلت منها وســادةً واغمضت عيني للحظـة فقــــط أنتابني هـــذا الســؤال:

هـــل استـــطيع أن أصــل لكـربلا۽ ؟
نحن لم نقطـع نصف المسافة حتــى الآن وها أنا اعاني وأشعر بكل هذا الألم
إذن كيف سيكــون حــالي في الأيام القادمة!

_هـــيا لقـــد إنتهى وقت الاستراحة
عمي يتصل بنا ولاشك بأنه ينتظرنا أمام باب الخيمة.

قالتهــا إبنة عمي.

تمنيت حينها أن الوقت يتوقف، لِم تكون أوقات الراحة قلائل بينما أوقات التعب لا تنتهي!
تدركت نفسي حينها واستغفرت وتحركت محاولةً الوقوف
ولكن يا الله ما كُل هذا الألم! ...
الم فظيع اجتاحني يفي تلك الحـظة شعرت، أنني على وشك البكاء، أريد أن استريح أكثــر، اريد ان أنام قليلاً فانا نعسة جــداً وبالكــاد أستطيع أن افتح عيني.

" يا الله ساعدني"

رددتها روحي وأنا أتجاهل الألم وحملت حقيبتي على وهن وأنا أحاول أن ألحق البقية بخطى متثاقلة.

مسيرُ الحُب ": مُكتملة :"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن