مـــوكب الســيد للمشاية

1.3K 148 16
                                    

( الفصل الحادي عشر )

سنذهب لموكــب صديقي السيد 
سنرافقهم في مسيرتهم فهذا أفضل، أنتُنّ برفقة النساء، وأنا مع الرجال، هكذا لن اقلق فيما يخصُ أمر مبيتكم.

قــــالهــا أبي وهو يسـير ونحن نتبعه
بالطبع نحـن سررنا بالأمر
لأن رفقتنا للنساء أمرٌ مستحسن قد يساعدنا لأننا نشعر بالخجل عند وصولنا لأماكن جديدة ونحن لانعرف فيها أحد
كذلك رفقة الأربعين تختلف عن كل رفقة!.


ها نحن قد  نصل إلى موكب السادة الـذين يخدمون فيه  الــزوار قبل الأنطلاق بمسيرتهم إلى سيد الشهداء.

دخلـــنا مــوكب النسـا۽ أنا وأختي وأبنة عمي بعدما أرشدنا أبي وأبنُ السيـد حسب علمي.

استقبلتنا النســاء الخادمات برحابة صدر إعتدناها في كل المواكب، كروتين تنافسي يحاول كل واحد منهم خدمة الزائر أفضل من الآخر، فيتنافسون فيما بينهم على رضا الزائر علهم يحضون بنظرة ممن قصدهُ هؤلاء الزوار!.

كانت قدمي تؤلمنــي جـداً بسبب التشنجات التي تُصيبنا من كثرة المشي ونزول الدم في القدمين  لــذا رفعتها عن الارض قليلا بغيت تخفيف الضغط عنها وتقليل التشنجات
ولكــن حدث مالم أتوقع حدوثه
أحـدى النســا۽ الكبيرات الذي ناهز عمرها الخمسين تقــدمت نحوي وأردت  تدليكَ قدمي مما جعلني أقف بسرعة مُبعدةً قدمي بخجــل واحترام رافضةً هذا الأمر،

ولكن هيهات فلقد أصرت على ذلك الفعل وتوسلت لي قائلة:

أريــد أن أكــون خادمة لمشاية الإمام الحسين ( عليه السلام ) و أريد أن أتبرك بتراب اقــدام زوار الحسيـــن ،ليـــس لكِ الحق بمنعي، سأفعل ذلك شئت أم أبيتِِ.

أنكست رٲسي بخجل وانا أراها تدلك أقدامي،  بينما الأخــرى تحضر الطعام رغم أنه ليس وقت الطعام والثالثة تحضر الماء!

ما هذا يا الله، اي شرفٌ هــذا، بل أيُ جنون !!
ادركتُ في تلك اللحظة مصداقاً حقيقياً لقوله تعالى :
( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ).

_ اعتقــد بأن والدكِ يناديكِ يا أبنتي وهــو يقف قرب الخيـــــمة الآن.

قالتها تلك المرأة فخرجت مسرعة له أستكشف ما يريد وحينما وصلت إليه سألته فقال لي:

اخبــري أختك وأبنة عمك بأن تأتينا إلى هنا، سنرحل الآن.

رغــم استغرابي مِما قاله والدي لأننا اتفقنا على أن نذهب معك موكب المشاية إلا إنني أومئت ايجاباً ولم أسأل عن السبب واخبرت أختي وأبنة عمي وخرجنا من الموكب.

بعد بريهةٍ من الزمن سٲلت اختي والدي عن سبب خروجنا مع الموكب وما الذي حدث فأجاب قائلاً:

_ الموكب لن ينطلق اليوم، سوف يتأخر وينطلق بعد يومين،لن نستطيع ان ننتظرهم كل هذه المدة !
ثم إن الســيد غير موجود الآن ولم أستطع لذا أرتأيت أن نكمل مسيرنا ولا نضيع الوقت،
الحمد لله على كـل حال، لم يكن مقسوماً لنا أن نصحبهم في المسير ويقيناً هذا الأمر في صالحنا فإذا ما ذهبــنا معهم سيكــون علينا أن نتقيد بوقت واحد في التوقف والمسير، علاوة على أن مكان مبيت الرجال والنساء كما سمعت سيكون منفصلاً بسبب الاعداد الهائلة للموكب وقد يكون فارق الرجال على النساء في المبيت مناطق! وأنا لا استطيع ترككم في بيوت أخرى مع النساء فقط وأفضل أن يكون مكان مبيتنا في منزل واحد أو منزلين متصلين ببعض.

مسيرُ الحُب ": مُكتملة :"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن