الخطوةُ الأولى.

2.8K 220 14
                                    

( الفصـل الثالث )

كانت كالمعجزةِ بالنسبة لنا، مَن كان يتوقع بإن الأقدار ستتغير بهذهِ السرعة، ليلةٌ واحدةٌ فقط غيرت رأي والدي، ليلة ستُغيرُ ليالِ.

فرحنا أنا واختي كثيراً، كان شعوراً لا يوصف، كنت سعيدةً جداً ، وللآن لا أعلم لمَ وما سبب هذا الفرح، كل ما أعرفه إنني أريد الذهاب وبشدة!


قاطع أبي كلامنا أنا وأختي ونحن نخططُ
ونِعدُ الأشياء التي نحتاجُها في مسيرنا صوتهُ وهو يقول:

لن تذهبن معي إلا بشـــرطٍ واحد.

ذهبت إبتسامتي خوفاً من أن يكون شرطاً صعباً أو مستحيلاً
(

سترتديان النقــاب طوال رحلتكما)


تنفستُ السعداء وأبتسمت له وأنا أقول : بالتاكيد سأفعل يا أبي،كُنا سنفعل ذلك حتى لو لم تطلب ذلك منا، أليس كذلك يا اختي؟"

حركت أختي رٲسها ايجاباً لتدل على موافقتها على الشرط ويبدو بإنها سعيدةٌ مثلي ولربما أكثر مني حتى فلا أحد يعلــم باسرار القلوب إلا رب الكون وصاحب القلب نفسه.


صوت آذان الفجر يرتل حروف العشق الإلهي وصوت والدي الذي يردد الآذان يصل لقلبي.

هل أنا احلم الآن ؟
لا هو ليس حلماً أبداً ها انا ذا أبدء رحلتي الصعبة، رحلةُ البحث عن قلبي الضائع،رحلةٌ ستغير مجرى حياتي.

خطونا خطواتنا الأولى وثِغرنا يبتسم
أنظر يمنةً، وتارةً أخرى يسارا لا أحد في هذا الشارع سوانا
رغم هذا أنا سعيدةٌ جداً وأكاد أموت من فرط سعادتي ...

ماهي إلا لحظة حتى لمحت طفل كان يبدو أنه في العاشرةَ من العُمر، يسير مع اخوه الشاب وهم يحملون رايةً متوسطة الحجم لاح منها عبيرُ الحُب.

رباه إنهم زوار مثلنا !
زوار،ذاهبون إلى ريحانة القلوب لِنُصلي عنده صلاة الحزن ثم نُنشد العزم من تضحيته ومن جِهاده، نتزودُ مِن زينب الكُبرى خِدراً وحُباً لله، ونتعلمُ مِن العباس معنى الآباء ومعنى التضحية لإمامِ الزمان!

مسيرُ الحُب ": مُكتملة :"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن