مسيرُ الحُب ": مُكتملة :"

وصلت للٲمير.

(( الفصل الثامن عشر ))

"سنصل إلى الكوفة قبل صلاة الظهر بأذن الله "

قالها أبى ليقفز قلبي فرحاً فهي مرتي الأولى التي أزور فيها مسجد الڪوفه !

مسجد الكوفة المعظم وهو من أقدم المساجد التي بنيت في الإسلام، كما أنه يضم قبور كثيرٍ من الصحابة كمسلمٍ إبن عقيل وميثم التمار وفيه أيضاً مرسى سفينة نوح على بعض الروايات ومقامات لعديد من الأنبياء ومنزل أمير المؤمنين( عليه السلام ).
إضافة إلى ذلك كله سيكون هذا المسجد ذات يوم منطلقاً لحكومة صاحب العصر والزمان، ومن هذا المكان بالذات سيحكم الإمام كما تقول الروايات الشريفة.

رغم انِّي زرت النجف مرات كثيرة إلا إنني لم ازر الكوفة ابداً وهذه المرة الأولى التي سأرى المسجد الذي ڪان يصلي فيه أميري علي.

دخلنا مسجد الكوفة وكان الصحن كبير جداً، كان جميلاً لدرجة مذهلة ويحمل من الهيبة ما يسد الأنفاس، دخلنا  المسجد وأستطعت بصعوبة أن أزور المحراب الذي استشهد فيه أمير المؤمنين (عليه السلام).

صلينا ركعتين الزيارة في المسجد وتوجهنا لضريح مسلم بن عقيل وايضاً والحمد لله زرنا الضريح وقررنا أن نزور مقامات الأنبياء ونصلي فيها.

أردنا بعدها أن نذهب لنزور ميثم التمار ولڪننا وجدناه مغلقاً بسبب الأعمار فلم نستطع زيارته هو وبيت الامام علي لأن الوقت تأخر ويجب علينا أن نسير لنصل قبل الغروب
لمرقد امير المؤمنين.

سرنا مايقارب الساعة ثم توقفنا للصلاة والغدا۽ تحت أحد الجسور قرب مرقد السيد الحكيم ذلك الشخص الذي تخلد بعدما قضى نحبه شهيداً على يد طاغية زمانه بعد عمر طويل حافل بخدمة المذهب والدين والتصدي للظلم والطغيان.
بعدما انتهينا عدنا للسير من جديد.

اوتعلمون مايحدث لقلوبكم وأنتم ترون تلك القبة الشامخة؟
تلك القبة التي ستڪون مركز لقيادة العالم في يوماً ما!

أجل أنها قبة حبيب الشيعة وأميرهم وقائدهم الإمام علي إبن أبي طالب (عليه السلام).
ڪانت شامخة ڪما عهدناها جميلة المنظر
ورهيبة الشڪل تحكي عن شخصِ من رمزت له، ولم يكن يصفها في بالِ سوى تلك الأشعار المخلدة والتي تقول:

لإن شأنك شأن غير منتقص
وان نورك نور غير منكسفِ 

وانك الآية الكبرى التي ظهرت
للعارفين بأنواع من الطرفِ 

هاذي ملائكة الرحمن دائمة
يهبطن نحوك بالألطاف والتحفِ 

كالسطل والجام والمنديل جاء به
جبريل لا أحد فيه بمختلفِ 

كان النبي إذا استكفاك معضلة
من الأمور وقد أعيت لديه كفي.