بــداية الشــوق وأنتظار اللقاء.

1.2K 128 13
                                    

(( الفصــل الخامس عشــر ))

اقترب يوم العِشرين من صفر ، واقترب معه يوم تجديد الحزن على آل الرسول الله، ولله الحمد أإنه مَنّ علينا بتسجيل أسمائنا في سجل زوّار الإمام الحسين (عليه السلام )في الأربعين، نعم إن المؤمنين يأتون من مشارق الأرض ومغاربها ليسيروا على الأقدام قاطعين تلك المسافات الطويلة شعثا غبرا، فقط لعزاء المولى أبي عبد الله صلوات الله عليه في الأربعين، وحبا لرسول الله وحبا لعليّ وفاطمة صلوات الله عليهم ورحمة له مما ارتكب منه ، وهم لا يريدون بهذا المشي لهذه المسافات ثوابًا ولا جزاء، وكأن كل هذه الجموع قد توحدت واجتمع لسان حالها

ليقول:

تبكيك عيني لا لأجل مثوبة
لكنما عيني لأجلك باكية
تبتل منكم كربلا بدم
ولا تبتل مني بالدموع الجارية.


ڪان أبي يســر وڪنت أسير حذاه وأختي وإبنة عمي تسيران خلفنا.
رغبت حقـــاً أن أسمع دعا۽ الــندبة لنهايته
وعلى لســان وصـوت أبي الشجي، ذلك الصــوت
الــذي أعشقه في لحظات الدعاء وأتمنى أن يستمر للأبد وإذا ماقرأ القــرآن أخجل من نفسي وأنزل رٲسي عند استماعي  ترتيله بهـذه الطريقة والخشوع.

أبي كان القدوة التي اقتدي بها دوماً فهو إنسانٌ مؤمن أمضى حياته في الجهاد ونصرة المذهب وكم من مرة ومرة أصيب إصابات كادت أن تفتك بحياته ولكن والحمد لله بسبب لطف الله والدعاء وعناية أهل البيت كان يشفى.

ڪنت أسير ولم أشعــر بشيءٍ من الألم،
لقــد تملكتني طاقـةٌ عجيبة بسبب رغبتي بسماع أبي وقربه والعجيب بأن تلك الرغبه لم تذهب حتى بعدما انتهى أبي من دعاءه الذي يحفظهُ عن ظهرِ قلب بل بقيت على حماسي بالمشي وسعادتي وقربي من أبي ولم أشعر بالكلل أو الملل ابداً وإنما ڪنت أبتسم واتكلم مع والـدي وانا أهتف لأختي وإبنة عمي قائلةً :

"هيـا هيا اسرعا مابالڪما بطيٲت هاڪذا"

لترفع أختي حاجبها وتقول لي بنبرة ساخرة :
ا

نظـروا من يتڪلم هنـا طوال، تلك الايام ڪنتِ ڪالسلاحفات الخرساء تمشي ببطئ ولاولاتتكلم حتى اصبحتِ كالخرساء والآن اصبحت سريعة  وأصبح  لكِ لسان تنطقين به.


" بطيئااات "

قلتها وانا أمشي ليقول ابي :

" اتعلمان بأن عمكـما بات ليلته السابقه في النجف الاشـرف رغـم أنه إنطلق معنا في نفس اليـوم إلا إننا مازلنا في محافظة الناصريه وهو في النجف.

"لقــد تاخرنا حقــاً اليــوم هو اليـوم العاشر ومازلنا في الناصريه علينا ان نسير بسرعة أڪبر "

قالتهــا أختي وهي تڪلم أبى ليومئ لها وابتسم أنا وقلبي اصبح يردد (  أريد أن أصل بسرعة ).

مسيرُ الحُب ": مُكتملة :"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن