ترجل من سيارته وأخرج من جيبه علاقة مفاتيحه الكبيرة التي على شكل جمجمة .. وأخذ يبحث بدون تركيز عن مفتاح بيت جده فأخذ وقتاً تجاوز الدقيقتين لإيجاده... دخل متجها إلى الدرج ليصعد إلى الطابق بعدها مشى في ممرٍ طويل ليصل إلى أخر فيدخل إلى تلك الغرفة الراقدة في الزاوية ليمسك قبضة الباب بعنف ويولج إليها راكلاً الباب خلفه ... هذه الغرفة هي ملجأه الذي يرجع فيه إلى أيام الطفوله رغم اختلاف ذوقه عن طفولته فهو يميل الأن إلى الألوان الراكزة التي تعكس شخصيته الجدية .. فهي الأن ذات طرازعصريّ مختلف عن طراز باقي البيت الكلاسيكي التي تتمتع بألوان متناغمة وهي الرمادي مع والأبيض الناصع يتخللها اللون الأسود .
رمى علاقة المفاتيح على المنضدة الصغيرة الموضوعة قرب السريرفمشى خطوات ثقيلة إلى السرير ورمى بجسده عليه ... فهذه حالته دائماً يعطي الأمر أكبر من حجمه مهما كان صغيراً أو معقداً .
سمع يامن صوتاً قادماً من الطابق العلوي و هو في مكتبه فصعد بخطواته البطيئة وهويحمل عكازه على الدرج فالعكاز نفسها أصبحت تعرف مسارها في هذه الحالة فصوت ركلته للباب مميزة وأكمل مسيره إلى غرفة ليث .. فقال نفسه قبل أن يصل بقليل :
*يا ترى ماذا حدث هذه المرة مع هذا الولد .. عساه خيرإن شاء الله *طرق الباب فسمع صوت حفيده يأذن له بالدخول ... دخل الغرفة متجهاً نحو السرير ليجلس على طرفه بعدها سأل ليث بهدوء :
" ما بك يابني ما الذي حصل الان ؟؟"أجابه ليث بهدوء فهو لا يريد أن يقلق جده بأموره :
" لا شيء يا جدي فقط أريد أن أرتاح قليلا فأنا أشعر ببعض التعب "شعر يامن بأن ليث لا يريد التكلم في الموضوع الذي يشغل باله فلم يكرر السؤال أو يضغط عليه فقال له بهدوء بعد أن وقف عل قدميه :" حسناً ... استرح الأن ودعنا نتكلم في وقتٍ لاحق "
أومئ له بالموافقة وهو مغلق العينين ... غادر الجد تاركاً حفيده في دواماتٍ كثيرة من التفكير .. اتجه يامن نحو غرفة المعيشة والتقط هاتفه عن طرف الطاولة الزجاجية الموضوعة في وسط الغرفة ليتصل على ابنته نور ويستفهم الأمر منها ... بعد بضع رناتٍ قصيرة أجابت بصوتها الرقيق مصحوباًَ بقليل ٍ من الحزن قائلةً :
" مرحباً أبي كيف حالك؟؟"
أنت تقرأ
البريئة
Romanceالإنسان بطبعه لا يصدق إلا ما ترى عيناه ... وهكذا يحدث مع بطلتنا تتعرض إلى موقف يغير لها حياتها ولا يصدق الناس من حولها انها بريئة فكيف ستتعامل مع الامر ؟؟؟