ضائع هو في نفسه ، لا يدرِ ماذا يقول أو ماذا يفعل ، كأن خزان ماءٍ كاملٍ سكب فوق دماغه ، هذا كان وضع ليث عندما سمع كلام جده عندما قال له :
" ألما ستتزوج يا ليث "
بحث و بحث في دماغه عن كلماتٍ تقبل الخروج من فمه في مثل هذا الموقف ، لكنه لم يلقى أمامه الا أن يقول :
" ماذا ؟!!"
قال هذا ثم نظر الى جده السعيد الذي يكاد يطير فرحاً ، الذي ما كان منه عندما رأى صدمة حفيدته إلا أن يقول له :
" ما بك يا ليث .. وهل قلتُ شيئاً غريباُ ؟؟"
- لا ( قال ليث بعد ان استجمع نفسه و ابتلع ريقه ) ثم أكمل :
" أنا سأذهب الأن يا جدي .. مع السلامة "
لم ينتظر ليث بعد كلامه هذا ثانية واحدة واتجه بعدها مباشرةً خارج قصر جده ثم استقل سيارة أجرة وذهب بها مباشرة الى البيت .. كان في داخل السيارة يضحك بسخرية على هذا الموقف ..
ليث السيد المعروف عنه بقوته وجبروته ..
كل أصحابه يحسدونه على سيارته وقدرته الخارقة في القيادة يضطر لركوب سيارة أجرة من وراء فتاة !!
فتاة لا يقع للاحترام مكاناً في حياتها !!
والان ظهرت بقصةٍ جديدة .. تريد الزواج !!
أهناك فتاةٌ في هذا الكون تأتي وتقول لجدها سأتزوج .. لا والله لا أحد هكذا - الا الوقحات أمثالها -
- وصلنا للعنوان سيدي ( قال السائق ) لكي يخرج ليث من بحر أفكاره الغارق فيه .
دفع ليث الأجرة و ترجل من اليسارة داخلاً الى منزله .. ما أن دخل حتى استقبلته أمه بالترحيب الحار قائلةً :
" مرحباً يا ليث .. عدت باكراً اليوم !!"
- مرحباً أمي .
- ما بالك هكذا يا ليث هل أنت مريض يا عزيزي ؟؟
- لا أنا لست مريضاً أبداً .. لكن احاول امتصاص الصدمة الجديدة لابنة أختك .
- مصيبة وابنة أختي !! ماذا حدث لألما يا ليث ؟؟ طمئني بسرعة .
- لا شيء حدث لها يا أمي .. أنها فقط - تريد الزواج -
" زواج " قالت حلا هذا بصدمة و هي تنزل من الدرج ليرد ليث عليها قائلاً :
" و أنتِ مرحباً بك أيضاً يا حلا !!"
- مرحباً يا أخي .
- بعد ماذا ؟! متى أصبحتِ هكذا يا حلا أم أن تلك الوقحة علمتك هذا أيضاً !!وماذا تقول عن .. آه حرية .
أرادت حلا ان ترد على ليث و المدافعة عن ألما لكن أمها أوقفتها عندما قالت :
" الأن وقت شجاركما !! بغض النظر عن الكلام الذي قلته عن ألما .. قل لي ماذا تقصد بالزواج ؟؟
- ابنة أختك المصونة ذهبت الى جدي و قالت له " سأتزوج يا جدي "
- وبمن ستتزوج ؟؟
- هل يعني أنك موافقة أيضاً على هذه المهزلة !!
- و ماذا في الأمر ، صحيحٌ أن ألما صغيرة في الس لكنها تتحمل مسؤوليات الزواج .
أنت تقرأ
البريئة
Romanceالإنسان بطبعه لا يصدق إلا ما ترى عيناه ... وهكذا يحدث مع بطلتنا تتعرض إلى موقف يغير لها حياتها ولا يصدق الناس من حولها انها بريئة فكيف ستتعامل مع الامر ؟؟؟
