سأمت ألما من الإنتظار ، كانت تريد الذهاب أن هذه المدينة التي تجمعهم .. بل لم تكن تريد أن تشترك معهم في نفس البقعة الأرضية .. نظرت إلى الرجل الموجود أمامها وقالت :
" متى سيصل جدي ، هل سيتأخر كثيرا ؟؟"- لا يا آنستي لن يتأخر ( قالها الرجل بابتسامه )
ثم أكمل :
" ستدخل الآن طبيبة إليك لتعالج لك كدماتك ، وأنا سأنتظر بالخارج "هزت ألما راسها وهيأت نفسها لدخول الطبيبة ، فقد نال منها التعب بشدة ،لم تعد تتحمله ابدا ، أفاقت من شرودها على صوت فتح الباب .. أطلت منه فتاة تبدو في منتصف العشرينات من عمرها :
مرحبا آنسة ألما أنا هنا لأعالجك "- تفضلي وباشري بعملك .
وبالفعل بدأت الطبيبة بمعالجاتها ونظرات الشفقة تملأ عينيها .. ما ان انتهت حتى أوقفتها ألما وقالت لها :
" أريد مسكن آلام قوي "- حاضر أنسة ألما سأبعث الآن أحد الرجال لكي يجلبه لك حالاً ( قالتها ثم إنطلقت نحو الخارج )
- توقفي !!( قالتها ألما وهي تقف وتتقدم من الطبيبة)
نظرت الطبيبة إلى عيون ألما و توترت .. كان الغضب واضحاً على ملامحها .. وصلت ألما على الطبيبة قالت بحدة :
" آه وهناك شيء آخر ، إياك ثم إياك أن تنظري لي مرة آخرى بمثل هذه النظرات "- أي نظرات آنستي ؟!( قالتها الطبيبة بتوتر )
- نظرات الشفقة التي كنتِ ترمقينني بها ، لقد حذرتك فقد ولم أفعل شيئا آخر ، فليست ألما الشامي من تكون موضع شفقة ، هيا الآن أغربي عن وجهي !! ( قالتها ألما بصراخ )
هرولت الطبيبة بسرعة و أنطلقت إلى الخارج ... ما أن رحلت الطبيبة حتى جلست ألما بحزن .. و تطلعت إلى نفسها في المرآة الموجودة بجوارها .. هل هذا فعلا وجهها .. هل هذه هي حقا .. هل أصبحت محل شفقة للناس بعد أن كانت مضرباً للقوة والجرأة .. لماذا .. لماذا سألت ألما نفسها .. لما كل الذين تقابلهم هكذا .. لما كلهم يعاملونها بحقارة .. ضحكت بتهكم وتذكرت ذلك الذي كان خطيبها .. لماذا فعل هذا ماذا فعلت له حتى يحطمها هكذا .. لقد كانت مستعدة لزواج منه في نفس اللحظة وإعطائه أي شيء يريده :
" لماذا .. لماذا .. لماذا ؟!"صاحت بها ألما وهي تضرب المرآة باول شيء طالته يدها لتتهشم بشكل كلي ... عادت ألما للجلوس وهي تضحك بصخب كبير .. دخل الحارس إليها ، وقال بقلق :
" آنستي هل أنتي بخير ؟ هل حصل لكي شيئ ؟؟ "تطلعت ألما إليه ببرود قاتل وقالت :
" من سمح لك بالدخول ؟!"- أنا .. أنا أردت الإطمئنان عليك ( قالها الحارس بتوتر )
- أخرج ولا يدخل أحد لي إلى عند وصول جدي ، هيا أخرج !!
ما أن أتمت جملتها حتى جاء حارس آخر يحمل الدواء بيده :
" آنسة ألما دوائك "
أنت تقرأ
البريئة
Romanceالإنسان بطبعه لا يصدق إلا ما ترى عيناه ... وهكذا يحدث مع بطلتنا تتعرض إلى موقف يغير لها حياتها ولا يصدق الناس من حولها انها بريئة فكيف ستتعامل مع الامر ؟؟؟