لم يعرف ليث ماذا احس عندما رآها تتهاوى وتسقط امامه .. لم يكن امامه الا ان يحتويها بين ذراعيه ، يغلفها بحضنه و يجعل صدره وسادة لها .. بعد ان وضعها على الأريكة و احس بنبضها الضعيف ، اراد ان يعطيها نبضه الثائر في هذه اللحظة ..
حملها مرة اخرى ووضع عليها غطاءً خفيفاً و انطلق راكضاً نحو السيارة ..
كان يحمد الله انه سمع كلام كرم و ذهب الى البيت اولا وبدل السيارة باخرى ذات اربع ركاب قبل ان يأتي ..
وضعها في المقعد الخلفي ثم انطلق مسرعاً الى مقعد القيادة وانطلق الى اقرب مشفى ..
كان عقله مشوشاً بين الطريق وبين تلك القابعة خلفه ..
هل عاد نبضها للوضع الطبيعي ؟؟
هل تعاني من مرض معين ؟؟
كان ليث يسأل نفسه هذه الاسئلة الا ان سمع صوتها الضعيف المبحوح :
" امي .. انا مريضة .. انا اتألم .. ارجوك ابي لا تضربني لم اكن اقصد .. انا اتألم .. امي ارجوك ِ .. ابي .. انا "لم تكن ألما تعي ما تقول بل كان عقلها الباطني هو الذي يصرخ بألمها .. يفجر من اوجاعها .. يحاول تخفيف هذا الألم القابع مثل الصخرة على صدرها .. لكنها تركت شخصا متخبطا امامها ..
يسأل نفسه هل هي فعلا تقول الحقيقة .. هل كانت حقا تتعرض للضرب .. ام انها فقط بعض تخيلات ..
قطع نسيج اسئلته زامور تلك السيارة ، التي كان صاحبها يخبره بالالتفات الى الطريق فهو قد فقد نفسه وهو يبحر مع موج عقله ..
استمر على هذا الحال الى ان وصل الى باب المستشفى ..
خرج من سيارته ثم نادى بأعلى صوته :
" احضروا نقالة !!"ماهي الا بضع لحظات الا وكانت ألما ممدة على النقالة تسير الى غرفة الطوارئ ..
توقف ليث باب الغرفة بامر من الممرضات ..
تناول هاتفه من جيبه الايسر بهدوء ثم طلب رقم كرم ووضعه عل اذنه ..
" قل لي يا ليث ماذا فعلت لها قل لي بسرعه !!"
قال كرم بعد ان سمع صوت هاتفه يرن .اجابه ليث ببرود مصطنع :
" انا لم افعل لها شيئا بل هي هذه المره "- ماذا لم افهم !!
- انا الان في المشفى احضرتها الى هنا .
- ها مشفى .. لماذا الم تقل انك لم تفعل لها شيئا ؟؟
- ما ان وصلت شقتها حتى اغمي عليها وانا الان امام غرفة الطوارئ انتظر الطبيب حتى يخرج .
- وماذا ستفعل الان .. هل ستخبر العائلة ؟
- لا اعلم .. لا ادري ماذا سأقول لهم ان سألوني كيف عرفت .
- دعني افكر قليلا .
- لا لا اتوسل اليك .. اخر مرة فكرت كدت تتسبب بمقتل شخصين !!
-لا يا ليث تلك الحادثة كانت بالصدفه .. انت تعرف اني لم اكن اقصد ان ادعس على دواسة البنزين بدل المكابح .
- دعنا من هذا الان .. فلنلتفت الى الموضوع الاساسي .. ماذا سنفعل ؟
- لا تقلق دع هذا الموضوع عليّ .. لكني ساحتاج حلا .
أنت تقرأ
البريئة
Romanceالإنسان بطبعه لا يصدق إلا ما ترى عيناه ... وهكذا يحدث مع بطلتنا تتعرض إلى موقف يغير لها حياتها ولا يصدق الناس من حولها انها بريئة فكيف ستتعامل مع الامر ؟؟؟