Part 8

2.7K 138 52
                                    

فتحت باب الشقة ثم دلفت اليها بهدوء ، و ما ان وصلت الى الاريكة حتى دفعت بالاغراض التي في يدها عليها ، ثم توجهت الى غرفتها و وقفت امام المراة .. كانت تتحسس خدها برفق ثم قالت بحسرة بعد ان ضحكت بسخرية :
" لقد بدأت تختفي علامته عني "

ثم حملت ملابسها و توجهت الى الحمام .. بعد ان اخذت حماما منعشا يزيل عنها ارهاقها الذي لا يؤلم اعضائها بل يؤلم روحها .. ذهبت الى المطبخ واعدت لها كوبا ساخنا من الشاي ، و ذهبت تلقي بجسدها على الاريكة الموجودة في غرفتها المطلة على النافذة الزجاجية الكبيرة ، و اخذت تعود بذكرياتها الى ثلاثة ايام قبل هذا اليوم ..

تذكرت كيف تراجعت في اخر لحظة عن قول الحقيقة لخالها ، و كيف قلبت الموضوع لصالحها عندما حدثته انها تريد الانتقال الى شقة منفردة بسكن الطلاب لتكون قريبة على الجامعه و تركز على دراستها .. و تذكرت انها لم تذهب الى الجامعه منذ ذلك اليوم ، كانت فقط تنتظر اختفاء هذه الكدمة التي خلفها على وجهها ، و كل مرة تتذكر ذلك اليوم البشع و احداثه تلعن ذلك الشيطان مئات المرات وتحتقره ، فهي كانت تكن له كرها فوق كره ..

قطعت افكارها على صوت هاتفها الذي يرن بصوت عالٍ ، التقطته بسرعه عن الطاولة التي امامها ثم وضعته على اذنها و قالت بابتسامه :
" كيف حالك يا افضل جد في الكون ؟؟"

اجاب جدها سمير من الطرف الاخر :
" انا بخير يا عزيزتي .. انت كيف حالك ؟؟"

- انا بخير الحمد لله ، كيف هو حال جدتي ؟؟ امازلتما تتشاجران كعادتكما ؟!

- ههههههههه انها بخير تماما .

بعد ان سمعت ألما هذا فرحت كثيرا ثم سرعان ما تحولت فرحتها الى حزن عندما سألت جدها :
" و كيف حال امي و ابي ؟؟"

أجاب سمير بهدوء مطمئنا لها :
" انهما بخير الحمد لله .. انتي اخبريني كيف هم الجميع عندك ، جدك يامن و خالك و خالتك .. اجميعهم بخير ؟؟"

- كلهم بخير .

ثم عدلت من جلستها و قالت :
" جدي اريد ان اخبرك بشيء ما "

- قولي يا حبيبة جدك .

- انا انتقلت من بيت خالي .

- آه .. هل تعيشين عند جدك ؟؟

- لا أنا اسكن في شقة لوحدي في المدينة الجامعية .

- لماذا يا حبيبتي ؟؟ ( قال سمير وقد تغيرت نبرة صوته )

- اريد الان ان اركز على دراستي فقط ، كما ان المسافة بين السكن والجامعه خمس دقائق ، و انا لا اريد اتعاب جدي معي ، هكذا افضل لي ولهم .

- مثل ما تريدين يا حبيبتي ، يجب علي الاقفال الان الى اللقاء يا ألما .. انتبهي على صحتك وداعا .

- وداعا يا جدي .. وداعا .

أغلقت ألما سماعة الهاتف وانطلقت الى مكتبها لتباشر بالدراسة كي لا تضيع كلها اكثر مما ضاع .

البريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن