صرخت ألما بشدة عند رؤيتها تعنيف ليث لحمزة واقتربت منهما ثم جثت على ركبتيها وقالت بصوت قلق ودموعها تترقق بعينيها استعداداً للنزول :
" أأنتَ بخير ؟؟ هل تأذيت ؟؟ "عدّل حمزة قليلا من وضعية جسده وكان سيتكلم لولا أن ليث اقترب منه وقال له :
" أنت شخص حقير ..لن تنطلي عليَّ حيلك !! "ثم وجه كلامه لألما وقال :
" لم أعلم أنك وضيعة لهذه الدرجة لتقبلي بشبه الرجل هذا .. لكن الطيور على أشكالها تقع !!"وقفت وأخذت نفساً عميقاً تستمد منه قوة لتتكلم معه :
" من تظن نفسك أنت ؟! لست سوى شخص عادي .. لا داعي لأن تأخذ قيمة أكبر بكثير من قيمتك !! وحمزة شخص محترم أكثر منك .. على الأقل لا يفتري على الناس ولا ينفش ريشه كالطاووس !! اسمع .. أنا احذرك لأخر مرة ابتعد عني وعن حياتي كلها .. لا أريد أن أرى وجهك ، على الأقل خلال الشهرين الباقيين لي في هذه المدينة .. أفهمت يابن خالتي !! اه .. لا تتوقع أن أصمت واتغاضى عن أفعالك القذرة مرة أخرى !! "كتف ليث يديه ونظر إليها بسخرية وقال :
" لا لم أفهم .. ألديكِ اعتراض ؟!"رّدت عليه بحنق وغيظ :
" وغد !!"كان سيبث لها كلامه المسموم كعادته لكن صراخ جده المنادي عليه قاطعه .. توجه ليث إلى جده وهو متأكد أن الأمر لن يمضي على خير أبداً ..
طرق الباب ودخل ، كان جده يجلس على مقعده الجلدي العتيق و يبدو على وجهه معالم الغضب الشيديد .. تنحنح ليث ليبدأ كلامه ، لكن يامن قال بغضب :
" اخرس .. لا تنطق ولا بكلمة !! أريد أن افهم ما سبب هذه التصرفات الهمجية ؟! لماذا أصبحت هكذا .. لماذا أصبحت بلا ضمير !! قول لي الأن هيا انا أسمعك لماذا ضربتهم ؟؟"صمت ليث ليفكر بإجابة .. فماذا يقول لجده .. أيقول ضربت حمزة لأنه استفزني بكلامه ؟! أم يقول ضربت كرم لأنه لم يسمع كلامي !! شتم ليث نفسه بسره ثم فاق على صراخ جده :
" ها .. أين اجابتك ؟؟ انتظر دعني أجيب بدلاً عنك .. ليس لديك اجابة ، بالطبع فلا يوجد سبب مقنع لضربهم !!"تنهد الجد وقال بحدة :
" أنت تجاوزت حدودك كثيراً وستعاقب .. اصعد الأن إلى غرفتك ولا تخرج منها حتى يأتي أبوك .. أفهمت ؟!!"خرج ليث بدون أن ينطق بكلمة واحدة .. سمع جده يصرخ عندما أغلق الباب :
" أتصرف معه مثلما أتصرف مع الأطفال .. رائع ، رائع !!"صعد ليث إلى غرفته .. أما ألما فقد غادرت هي وحمزة كل منهما إلى وجهته ..
=======
وصلت نور وحلا إلى منزلهما .. صعدت نور مباشرة إلى غرفتها ونامت فهي أصابها صداع من تصرفات ابنها !! أما حلا صعدت هي الأخرى إلى غرفتها لكنها لم تستطع النوم .. كانت قلقة من الذي حصل بين ليث وكرم .. أرادت أن تطمئن على كرم فليث ضربه بشدة .. التقطت هاتفها عن المنضدة الموجودة بجانب سريرها وقررت الاتصال به .. رّد عليها ببرود بعد عدة رّنات قائلاً :
" ألو "
أنت تقرأ
البريئة
Romanceالإنسان بطبعه لا يصدق إلا ما ترى عيناه ... وهكذا يحدث مع بطلتنا تتعرض إلى موقف يغير لها حياتها ولا يصدق الناس من حولها انها بريئة فكيف ستتعامل مع الامر ؟؟؟