كان غاضب من نفسه جدا على ما فعله البارحة معها .. فقد كان غاضب جداً عليها وعلى أبيه .. قرر الاعتذار منها ومُراضاتها ، فهو لا يحتمل حزنها أبداً .. أنهى ارتداء ملابسه وتصفيف شعره الذي يأخذه منه وقتاً طويلاً جداً و التقط هاتفه ومفتاح سيارته عن الطاولة و اتهجه إلى الأسفل ..كانتا حلا وسلمى في المطبخ تحضران الفطور، وأحمد يجلس مقابلهما على الطاولة .. كانا فرحين بوجود حلا معهما كثيراً فهي تملك مكانة كبيرة في قلبيهما .. نزل كرم فوجدهم مستمتعين فقال بمرح كعادته :
" أتجتمعون من دوني ؟!"رفعت رأسها عندما سمعت صوته ونظرت إليه قليلاً ثم أدارات رأسها متفاديةً إلتقاء عينيها بعينيه ..
رّد عليه والده بسخرية :
" كرم باشا .. غريب ما الذي أيقظك الأن ؟!"انزعج كرم من كلام والده فقال بهدوء وهو يسحب كرسيه ليجلس عليه :
" سأوصل حلا لتحضر أغراضها ثم أوصلها للمدرسة "- ااه .. حسناً .
انتهت سلمى وحلا من تحضير الفطور فجلستا على الطاولة .. كانت تجلس حلا مقابل كرم .. كانت تلعب بالشوكة ولا تأكل فسألتها سلمى:
" ما بكِ عزيزتي .. لماذا لا تأكلين ؟؟"أجابت حلا وهي تبتسم شبه ابتسامة :
" ليس لدي شهية للأكل .. سآكل لاحقاً "- حسناً كما تريدين ( قالتها سلمى بابتسامة صادقة )
أنهى كرم فطوره و نهض عن الكرسي وقال بنبرة جدية :
" هيا لنذهب .. ستتأخرين "نهضت حلا بدون أن تجيبه و ودعت عمها و زوجته ثم اتجهت إلى الخارج .. كان مغتاظ جداً من تصرفها فتبعها بحنق .. فتح السيارة وجلس في مقعده وكذلك فعلت هي بدون أن ينطقا بأي كلمة .. انطلق كرم بسرعة لكي لا تتأخر -صغيرته - عن مدرستها ..
قطعت حلا الصمت الذي يطغي على المكان باتصالها على سونا .. قالت حلا :
" صباح الخير "ردت سونا بصوتٍ ناعس :
" صباح النور .. عساه خير .. لماذا تتصلين في الصباح الباكر ؟؟ "ضحكت حلا ضحكة خفيفة وقالت :
" ألا زلتِ نائمة .. يا لكِ من كسولة .. المهم أحضري معكِ دفتر الفيزياء الذي تلخصين الدروس عليه .. أنا لا أفهم به شيء !!"-حسناً ، حسناً .. نتحدث لاحقاً سأستعد للذهاب إلى هادمة أحلامي ونومي وسعادتي !!
قالت سونا كلمتها الأخيرة ثم أغلقت على الفور .. وضعت حلا هاتفها في جيبها ثم اسندت رأسها على النافذة واغمضت عينيها .. كانت تشعر بالنعاس الشديد فهي لم تنم طوال الليل بسبب ذلك القابع أمامها .. فتحت عينيها وزفرت بحنق وقالت :
" أسرع قليلاً سأتاخر !! "ضحك ضحكة استهزاء ورّد عليها :
" تأخري .. هذا لا يعنيني "نظرت إليه نظرة حارقة وكانت سترد عليه لكنه قاطعها قائلاً :
" ألديك امتحان اليوم ؟؟"
أنت تقرأ
البريئة
Romanceالإنسان بطبعه لا يصدق إلا ما ترى عيناه ... وهكذا يحدث مع بطلتنا تتعرض إلى موقف يغير لها حياتها ولا يصدق الناس من حولها انها بريئة فكيف ستتعامل مع الامر ؟؟؟