كان يستقل سيارته التي أحضرها لتوه من التصليح .. يسير أمام سيارة عائلته متجهين إلى بيتهم .. ما أن وصلوا إلى البيت ونزلوا من سياراتهم تناول مفتاح سيارته ليضعه في جيبه .. لكن عندما تحسس جبيه لم يجد محفظته فلمح ذلك في ذاكرته .. فقال بصوت مرتفع قليلا :"تباً هل وقته الأن ؟! "
فالتفت والده إليه و قال : " ما بك يا ليث ؟؟"
فأجاب والده على مضض قائلا : " لقد نسيت محفظتي في بيت جدي "
فرد عليه والده ناصحا : "لا يهم تذهب لجلبها غدا .. لقد تأخر الوقت الأن "
فقال ليث مبررا : " لكنها تحتوي على بطاقة الجامعة .. سأذهب لإحضارها ولكني لن أعود إلى البيت "
فأومأ له أبوه بالموافقة ..وما أن فتح باب السيارة وهمّ بالركوب أردف أبوه قائلا :" توخى الحذر ولا تقم بالقيادة بسرعة جنونية كعادتك "
فردّ بدون اقتناع : " حاضر يا أبي "
وتوجه مباشرة إلى بيت جده ... وكأن والده قال له أن يسرع أكثر من العادة فوصل منزل جده بلحظات ..ترجل من سيارته وفور ان وضع رجله على الأرض تطلع بحدقتيه إلى الطابق العلوي ليرى ضوءً منبعثا من غرفته فقال بنفسه بشك :* أظن اني نسيت إغلاق الضوء .. مشى مترجلا بخطواته الواثقة إلى الباب .. صعد مباشرة إلى غرفته فهو يعلم أن جده الأن يغط في نوم عميق وبعد بضع ساعات سيستسقظ ... خطى بهدوء إلى غرفته وما أن شارف على الوصول حتى رأى بابها نصف مفتوح فأسرع من خطاه ليفتح الباب على مصرعه بعنف قبل ان يرى من داخل الغرفة ليتكلم بصوت لم يكن عاليا لانه يعلم ان جده نائم الان قائلا :" ماذا تفعل هنا ؟؟"
ما ان رفع بصره حتى رآها متفاجأة ليرفع بصره عنها بسرعه فقد كانت ترتدي ثياب نومٍ تتألف من قطعتين .. القطعة العلوية كانت تكشف عن كتفيها ورقبتها وبنطال ضيق يفصل جسدها .. ما ان سمعت صوته حتي ظهرت عليها علامات الدهشة لتنظر الى ملابسها وتصدم من الموقف لم يكن لها خيار سوى ذلك رفعت بسرعة غطاء السرير لتوري بجسدها تحته قالت بصوت مبحوح يحمل في طياته الخوف :" ماذا تفعل هنا في هذا الوقت ؟؟"
فأجاب بنبرة تدل على غضبه الشديد فأكثر شيء يكرهه هو ان يدخل احد إلى غرفته قائلا :" بل أنا من يجب ان يسأل هذا السؤال .. ماذا تفعلين في غرفتي ؟؟"
فأجابت باستغراب ممزوج بتوترها الشديد :" هل هذه غرفتك ؟؟ أنا لم أكن أعلم ذلك .. كنت فقط أريد الاطلاع على القصر .. هيا الأن فلننهي هذا الموضوع السخيف هيا اخرج من الغرفة وانزل إلى الطابق السفلي ريثما اذهب لغرفتي "
وصل غضبه إلى أوجه واقترب بخطوات بطيئة يطرق وقعها على أرضية الغرفة لترى ابتسامته الخبيثة من تحت الغطاء الخفيف لترتعد في مكانها وتقول بصوت شبه مفهوم :" لماذا تقترب هكذا ؟؟ماذا تريد ؟؟"
أنت تقرأ
البريئة
Romanceالإنسان بطبعه لا يصدق إلا ما ترى عيناه ... وهكذا يحدث مع بطلتنا تتعرض إلى موقف يغير لها حياتها ولا يصدق الناس من حولها انها بريئة فكيف ستتعامل مع الامر ؟؟؟