Part 20

2.1K 116 24
                                    


" ماذا تفعلان هنا !! "
نطقت ألما بهذه الكلمات وهي تموت ألماً عندما رأت والداها اللذان لم يشعراها ولو ليومٍ واحد بحياتها أنها ابنتهما ..
كانا طوال التسعة عشر عاماً التي عاشتها يعتبرانها كعبء ثقيل عليهما ..
أهاناها و ضرباها .. فكيف ستحبهما ؟؟

ضحك مجد بحقد وقال مبرراً لكلامها :
" من صدمتها لا تعرف ماذا تقول "

ثم اقترب منها وحضنها بقوة وهمس بأذنها :
" اياكي أن تلعبي معي يا .. يا ابنتي العزيزة !! "

دّبَ في قلبها الرعب من كلامته ..
خافت أن يعود ويؤذيها كما أذاها من قبل !!
ابتعدت عنه بهدوء و نظرت له نظرة منكسرة ..
كانت تجاهد لكي لا تنزل دمعاتها التي تبرق في عينيها الزيتونيتين ..

لم تحرك ألما ساكناً .. ظلّت على وقفتها الى حين أتت المدعوة ب - امها - وحضنتها ..
كانت تودُّ جداً مبادلتها الحضن ، لكن قلبها كان يتمزق عندما تتذكر كيف كانت ولا تزال تعاملها ..
كانت تودُّ أن تبكي .. أن تصرخ .. أن تفرغ كل ما في قلبها من حزن وألم .. لكن و ببساطة لا تستطيع !!

كان الجميع - تقريباً - سعيداً بقدوم أهل ألما ، فكانوا جمعين يتحدثون ويبتسمون الّا اثنان ..

جلست ألما بين والديها ، تحاول رسم ابتسامة لكي لا تظهر حزنها أمام الموجودين ..
لم تستطع ألما أن تقاوم أكثر فانهمرت دموعها بشدة على وجنتيها فجأة ..

استغرب الجميع من فعلة ألما ..
وقفت ألما تحت أنظار الجميع وقالت من بين دموعها الغزيرة :
" اعذروني .. انا متعبة .. سأذهب "

نظر اليها مجد نظرة ارعبتها وقال لها بطيبة مصطنعه :
" ماذا حدث لكِ يا صغيرتي ولماذا تبكين ؟؟ .. و أين ستذهبين الأن ، لم أشبع من رأيتك بعد "

تجاهلت ألما كلام والدها و زاد بكاءها .. ونظرت الى جدها وقالت برجاء :
" ارجوك جدي .. دعني اذهب أنا متعبة "

وقف الجد وذهب اليها وربت على كتفها و قال بحنو :
" ماذا بكي يا صغيرتي .. ماذا حصل ؟؟"

- لم يحصل شيء فقط انا متعبه قليلاً و أريد أن ارتاح .

تقدمت منها أمها وقالت :
" ماذا حصل يا صغيرتي ؟؟ "

أجابت ألما عليها بحدة :
" قلت لم يحصل شيء .. فقط أشعر بالتعب !! "

تنهد الجد وقال :
" حسناً صغيرتي .. اصعدي الى غرفتك ونامي وارتاحي .. هيا "

مسحت ألما دموعها التي لا زالت تنهمر وقالت من بين شهقاتها :
" لا يا جدي أريد أن أعود الى شقتي "

اقترب منها مجد وقال بحدة :
" لن تذهبي الى اي مكان .. اسمعي كلام جدك !!"

- اهدء يا مجد !! ( قال يامن بجدية )

ثم وجه نظره الى ألما وقال :
" الوقت متأخر الأن .. اصعدي فوق ونامي هيا "

صرخت ألما قائلة :
" لماذا لا أحد يفهمني .. لا أريد أن أبقى هنا !! أريد أن أعود الى شقتي !! أنا متعبة !! وأريد البقاء وحدي "

البريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن