Part 16

2.8K 156 128
                                    


كان الفرح يتغلغل في أوصالها منذ ان باحت له بموافقتها على الزواج منه ذلك الشخص الذي اقتح حياتها من اضيق أبوابها ، شهر .. رددت هذه الكلمة في عقلها ..
هل يمكن للانسان أن يتعرف على انسان آخر ويطمإن له فقط في شهر !!..

هذه هي المدة التي جعلت ألما توافق على حمزة..
حمزة الذي أخرجها من عزلتها ، ساعدها كثيراً ..
انها تتذكر عندما إصطدمت أول مرة ..
عندما عرفت انه يدرس نفس تخصصها عملا مشروعاً معاً ، عملا عليه بجد حتى حقق نجاحاً باهراً على الصعيد العلمي وصعيدها الشخصي ، كانت تبتسم ببلاهة على هذا الموقف وهي تقود سيارتها متجهة الى بيت جدها الذي استقرت فيه منذ ذلك اليوم ..
ذلك اليوم الذي حطم به ذلك المغرور كبريائها ..

أصر جدها على بقائها عنده ، فقد أمن لها طاقماً علاجياً كاملاً ، جعل من حالتها تتحسن و تتماثل للعلاج في وقت قياسي ، تنهدت بسرور وهي تتذكر كل أحداثها هذا الشهر ، لكن أوقفها صوتٌ غريب في عجلات سيارتها ..
هذه ليست المرة الأولى التي تسمعها فقد تكرر الأمر معها قبل يومين ، لذا عزمت على الذهاب لصيانتها ، قالت بصوتٍ منخفض :

" ليس لي الا خالي مراد "

و بالفعل غيرت وجهتها و توجهت اليه ، و ما هي الا بضع دقائق حتى و صلت مقصدها ، بعد أن ترجلت من سيارتها و ركنتتها في المكان المخصص مشت بخطاً ثابتة لتتوجه الى مكتب خالها مراد ، طرقت الباب و ما أن سمعت صوته يحثها على الدخول حتى فتحت الباب و دخلت و قالت :

" السلام عليكم "

- وعليكم السلام يا ألما .. تفضلي بالجلوس .

- كيف حالك يا خالي مراد وكيف حال خالتي وحلا ؟؟

- كلنا بخير الحمدلله ، لكننا حزينون منك .

- لماذا ؟؟ ماذا فعلت ؟؟

- لماذا لا تأتين لزيارتنا يا ألما .. فقط تكلمينا عبر الهاتف !!

- إنني مشغولة هذه الفترة فيجب ان أعوض الدروس التي فاتتني في الجامعه .

- معك حق فالجامعة تأتي في المقدمة ، اذن عزيزتي ما الذي جاء بك الى هنا ؟؟

- آه كدت انسى .. اظن أن هناك خطباً في السيارة وأرت أن أصلحها .

- لا تقلقي ألما سنصلها ، لكن عليك التوجه الى قسم التصليح وليس الى هنا .

- حسناً لكن قل لي أين يقع ؟؟

- إنه في ____

- شكراً لك لقد اتعبتك معي .

- ما هذا الكلام يا ألما وهل يشكر الأولاد أهلهم ؟؟

- هذا صحيح .. الى اللقاء الأن .

- الى اللقاء انتبهي على نفسك و زورينا في القريب العاجل .

- ان شاء الله .

البريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن