Part 13

2.9K 151 111
                                    


كان يمشي في ممرات المشفى متجهاً نحو غرفتها .. كان يفنش في عقله عن سبب مجيئه الى هنا ، لا يعرف كيف دفعته قدماه ليأتي إليها ، لكن كبريائه لم يسمح له بالاعتراف وانتقى له عذراً اخر يبرر به مجيئه إليها .

وصل إلى باب غرفتها وهمّ بالدخول لكنه وجد الطبيب عندها ، أدار وجهه وهمّ بالذهاب لكن اخترق سمعه كلامها مع الطبيب ، لم يقدر مجابهة نفسه ومنعها من الاستماع ، يعرف أن تصرفه خاطئ لكن هنالك شيءٌ بداخله يأمره بالاستماع .. كلما تعمقت بالحديث مع الطبيب ازداد استغرابه أكثر إلى أن سمع كلمة مهدئات ، هنا لم يقدر على الاستمرار في الوقوف بل دفع الباب الذي كان شبه مفتوح وأراد الدخول لكنه تفاجئ بجسد الطبيب الذي أراد الخروج .

كانت ألما غير مصدقة لما يحدث ، أيعقل أنه سمع كل شيء ؟! هل عرف السبب وراء كوني هنا ؟!
لا هذا لا يعقل ، قطعت ألما حديثها العقلي عندما قالت :
" أنت .. هذا مستحيل !!"

دخل ليث إلى الغرفة وقال بصوتٍ عالٍ نسبياً ويظهر به عصبيته الجمّة :
" هل ما سمعته الأن صحيح ؟؟"

قبل أن تستجمع ألما نفسها و تمتص الصدمة تدخل الطبيب و استأذن بالخروج ، أحست أن هذه الثواني التي منحها إياها خفضت من على كاهلها حملاً ليس بقليل ..

- هل ما سمعته الأن صحيح ؟؟(قال ليث بعد أن دفع باب الغرفه ليغلقه بعد خروج الطبيب )

- و مالذي سمعته ؟؟

- أنتِ تعرفين جيداً ماذا سمعت ، و تعرفين أيضاً الإجابة لذا قولي بسرعه !!

- هل بإمكانك فقط أن تعطيني سبباً واحداً يجبرني على أن أجيبك ؟!

- ليس فقط سبباً واحد بل أسباب ، مثلاً لأن أمي و أبي قضيا كل الليل هنا لرعايتك ، ولأن جدي الذي هو جدك أيضاً هو المسؤول عنك هنا ، أما السبب الأخير وهو الأهم أنكِ ابنة خالتي مع الاسف .. لذلك يجب عليك أن تجيبيني على سؤالي .. هل تتناولين المهدئات ؟؟

- لا ، أنا لا أتناول المهدئات فقط بل أتناول مضادات اكتئاب .. هل هناك سؤال آخر ؟؟

- هل هذا سبب فقدانك الوعي أم أنه سبب آخر ؟؟

- بإمكانك أن تقول أنه السبب الرئيسي .

- يعني نحن نسهر طوال الليل و أمي و أبي يبقون عندك وخالي يريد زيارتك في منتصف الليل ، و تقلقين

راحة الجميع بسبب إدمانك !!

- نعم هذا صحيح ، أن أنهيت محاضرتك تفضل بالخروج من هنا .

- هل تعلمين .. أنا أشفق على خالتي أحلام و خالي مجد كيف ابتلاهما الله ورزقهما بفتاةٍ وضيعةٍ مثلك !!

عندما سمعت ألما اسم والديها لم تدرِ كيف ترقرقت تلك الدمعه إلى مقلتيها وشقت طريقها على مروج خديها ، أرادت مقاومة هذه الدموع لكن ماضيها وقف أمامها وعبرت كل أحداثه أمام عينيها ..

البريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن