"الفصل التاسِع عشر|بداية العاصِفة"

1.9K 156 17
                                    

.
.
.
"إنهُ السيد زين ،وحبيبتهُ."قالتها الخادمة للجدة.
.
"جيد دعيهم يدخلون."قالت الجدة بصوتها الغليظ.
.
"وهل تظنين أننا سوف ننتظر موافقتك؟."قال زين الذي إقتحم غُرفة المعيشة مع تايلور .. موجهاً حديثهُ للجدة.
.
نظرت لهُ الجدة وقلبت عيناها بسخط ."إعقل أيها الطفل."قالت مُسببةً غيظ زين.
"ومن أنتِ؟."وهذه المرة وجهت كلامها لتايلور.
.
"أنا تايلور ،تايلور هيل."قالت تايلور مُحاولة إظهار الشجاعة في نبرتِها.
.
"مابكِ خائفة؟."قالت الجدة ببرود.
.
"لستُ كذلك جدتي."قالت تايلور مُشددة الأحرف على كلمة'جدتي'.
.
"إنها حبيبتي."قال زين ،وإتخذ موضعاً للجلوس بغرفة المعيشة ،وكانت معهُ تايلور.
.
"لا بأس بِها."قالت الجدة وهي تنظر لتايلور بتكبر.

"سمعتُ أن لدينا ضيوف هُنا."قالت كامرين بمرح.
.
"متى ستعقلِين؟."قالت الجدة.
.
"ماذا؟ ."قالت كامرين بغباء .. بينما إتجهت عيناها لتايلور لتتفاجئ.
.
"ألستِ أنتِ مُساعدة زين؟."قالت كامرين ونظرت الجدة مُسرعةً لتايلور.
.
"نعم."قالت تايلور بثبات.
.
"حبيبتك مُساعدتك ،بداية جيدة."قالت الجدة بسخط.
.
"وما بِها أفضل مِن فتاة مُدللـه يَصرف عليها أبِيها وهي تعدت سِن الرشد وأكثر."قال زين.

تايلور فقط تنظر للشُحنات التي تُرسل بين زين وجدتهُ ،إنه يكرهها كاللعنة.

"مرحباً."أتى فتى من اللاشيئ .. يشبهُ زين ولكن ليس جِداً.
.
"مرحباً."قُلت بِخفوت.
.
"أنا كالوم إبن عم زين .. وأسكُن معهم هُنا."قال ،بدا لِي لطيفاً.
.
"أنا تايلور حبيبة زين ،تشرفت."قُلت برسمية ،وأظُن أنه إشمئز مِن رسميتِي.
.
"نحنُ سوف نصعد ،هل تُريدون شئ؟."قال زين وإستقام من الأريكة، وبالطبع إستقمتُ معه.
.
"لا ."ردو بها مُختصرين.

"زين عائلتك مِن أغرب العائلات التِي رأيتهُم يوماً."قالت تايلور وهي ترمي نفسها على السرِير.
.
"أنتِ لم ترِي شيئاً بعد."قال زين.
.
"أشعُر كما وأن جدتك مُتكبرة كاللعنة."قالت تايلور.
.
"إنها كذلك .. إنتظري حتى الغداء وسترين أنها عرفت عنك كُل شئ ،منذ ولادتك ،حتى يومِك هذا."قال بسخرية.
.
"عُجباً ،إنها مُخيفة."قلت بضحك.
أكملت"ألا تظن أنها علمت أنني أعمل معك في هذه الخُطة؟."
.
"ممكن ،ستسألك عن كل شئ وقت الغداء ،لذا كُوني على طبيعتُك حسناً؟."قال.
.
أومئتُ بخوف ،مالذي أقحمتُ نفسِي بِه.

.
.
.
"أُدخل."قال زين ،ما إن سمع طرق الباب.
.
"الغداءُ جاهِز."قالت الخادمة ، عندما دخلت.

في طاولة الطعام حيثُ صوت الملاعِق والساكُين هُو المُتحكم ،تُقاطع الجدة هذه الأصوات .. بسؤالها الذي خرج بنبرة إستحقار رُبما!.

"تايلور ماذا تعملين؟."قالت بتكبر واضح.
"أنا طالبة جامعية ،وأعمل مُساعدة زين."قالت تايلور بِهدوء.
.
"الجمِيع يعلم عن ثراء عائِلتك ،وعن كُبر إسمها ،إذن لما تعلمِين؟."قالت الجدة بحدة.
.
"آسفة سيدتي لكن الموضوُع شخصي قليلاً."قالت تايلور مُحاولةً إمساك نفسها مِن الغضب.
.
"يحق لنا أن نعلم السبب ،فقريباً سيصبِح لقبك'مالك'صحِيح؟."قالت الجدة بتكبر.

نظرت تايلور لِزين ليومئ لها .. فتحت فاهها لتِخبر جدتهُ المُتطفلة عن سبب عملها ،وتراجعت فِي اللحظة الأخيرة .. نهضت من الطاوِلة بضيق فقط لتِذكرها الماضِي ،نظرت لِـ زين نظرة حزينة ،جعلتهٍ يوقظ ضمِيره الذي مات،وإنطلقت للحُجرة دون قُول شيئ .

"لم يكُن عليك تذكِيرها واللعنة."قال زين بغضب.
.
"لُغتك."قالت الجدة مِنبهة.
.
"لا تحكمِي عليها ،أنتِ لا تعلمِين شيئاً عنها."قال كالوم بعصبية ،ونهض مِن الطاولة ذاهباً لتايلور ،هو إستطاع رؤية عيناها وهي تتلئلئ بسبب الدِموع .. إنهِ يكره الظٍلم.

بينما كامرين كانت فقط تأكُل غير آبية لأي شئ.

ذهبتُ إلى الحُجرة بِحزن بعد أن تم تذكِيري بأسوأ الذكريات التِي أتمنى ،لو أستطيع حذفها مِن عقلِي .. دُموعٍ صغيرةٍ بللت خداي ،مسحتها سريعاً عندما سمعتُ طرق الباب .. وتكوم فِي بلعومِي غصة حُزنٍ كبيرة .

إنهُ كالُوم أشعر أنهُ الوحيد اللطيف ،والذي تقبلنِي وكان لطيف مَعي.
إبتسمتُ لهِ بصدق ،حُبٌ كبير ،لأي شخص يهتمُ بِي.

"أنا آسف لما فعلتهُ جدتِي ،هِي طيبة جِداً ولكنها هكذا أول لِقاء."قال كالوم بأسف.
.
"لا بأس هِي لم تفعل شيئ ،أنا فقط حزنتُ لأنني تذكرتُ الماضِي."قالت تايلور بإبتسامة ،لتِخبره أنا بخِير .. لطالما كانت جيدة فِي تمثيل أنها بِخير وهذا ما كان يُؤلمها.
.
"الماضِي يضل ماضِي صحيح؟."قال كالوم.
.
"كِن على علم أن الماضِي يذهب ولا يُنسى حتى لُو حاولت تناسِيه ، سيكُون عتبة فِي حياتك ، ستُحاول دائماً نسيانهُ أو محوهِ ، ولكنهُ سيبقى مُحشوٍ بذاكِرتك ، وليس فِي أيامك."قالت بِهدوء ..ليصمت كالوم ،ومن يفوز بعد حِكمتها.

ضرب زين رأسهِ بخفة من خلف الباب ،كان فقط يُريد الإطمئان عليها .. يعلم أن جدتهُ أمسكت بِوترٍ حساس لدى تايلور .. فقط تفاجئ بِحديثها الذي جمع ماضٍ ثقِيل وحزين إلى ذاكرتهُ.

"ما مُشكلة ماضِييك؟."قال كالوم بهدوء.
.
"إنهُ غريب ،ولكن سأنهِيه قريباً."قالت بإبتسامة ،ليقاطعهُم دِخول زين.

-وإنتهى اليوم الأول لدى عائلة زين بقِي تِسعة وخمسُون يوماً.

الــغُـميـضة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن