"الفصلُ السادِس والعِشرُون | لحظة غَضب "

1.8K 155 81
                                    

"فِي أكثرُ لحظاتِي حُزناً ، جمِيعُهم ظنُوا أننِي بِخير."
***
.
.
.
"تايلور."قال زين بهدوء لتايلور ، وهي تتأمل النافذة بِصمت.

هِي فقط تجاهلتهُ لا ترغَب بِالحديثِ مع أحدُهم وبالأخص زين.

"تايلور أنا أُحدثكِ!."قال زين بنبرة أشبه للِحدة ،هُو يكره أن يتجاهلهُ أحدُهم ، ولكنهُ يعشق تجاهُل الجمِيع.
.
"رجاءً لا تتحدثَ مِعي ، أُريد النُومَ بِسلام."قالت تايلور بِقليل مِن الحدة.
.
"ولكننِي أِريدُ مُحادثَتِك والآن وإلا..."وقبل أن يُكمل قاطعتهُ تايلور.
.
"وإلا ماذا؟ تطردُنِي مِن المنزل؟ .. إذا أنا مُستعدة للذِي ستُسمِيه عِقاب بَينما أنا سأُسمِيه حُرية."قال تايلور بسخرية .
.
"لا تسخري تايلور ، هَذا أبداً ليسَ مِن صالحِك."قال زين مُحذراً.
.
"وهَل تُظنُ أننِي أخافُك؟ ."قالت تايلور بتحدِي.
.
"أنتِ تخافِين مِن كُل شئ إلا مِني ، أنت تشعُرين بالأمآن لِقُربي."قال زين واثقاً.
.
"هل تعلم مَا مُشكلتكَ ؟ أنكَ تَظُن أن الجَمِيع يُحبك ، بينما أنتَ ممقُوت ، وهَذهِ صِفات الضعيِف ."لم تستمر تايلور ثوانٍ حتى وقعَت فِي أرض أثر صفعة قويَة أتت مِن زين .

وكما أتت الصفعة فجأةً ذهبتَ كُل مشاعِرها تِجاه زين بلمحةَ.

إنها قوية ،قوية جِداً بِحقها كَـ إمرأة .

خرج زين مُسرعاً ، شاعراً بالخزِي مِن نفسهُ .. يضرب إمرأة ! لأجل حدِيثها الذي كان صحِيح مائة بالمِئة .

تصنمت تايلور مكانِها مُحاولة إستيعاب ما حَدث .
وسرعان ما بدأت بِـ مُحادثةُ نِفسها .

-هَل أنا مُجبرة لتَحمُلُ الإِهاناتُ والضرب ؟.
-هل فعلتُ شيئا خاطئ لِأُعاقب بِتلك الطريقة البشعة ؟.

أعلمُ أن الصبرُ مِفتاحُ النجاةَ ، ولكننِي بِشر ، لدي قلب ، لدي مشاعِر . والأهمُ مِن هذا كُلهُ لدي كرامة .

أعجزُ عن الكلامَ حقيقةً ، أنا واقفةَ فِي مكاني أُحدق فِي اللاشي أثَر صدمتِي مُنذ رُبع ساعة !

إستقمتُ مِن المكان اذي وقعتُ بِه أرضاً ، ليت جسدِي تأذى وليس قلبِي .. ليتَ قلبِي توقفَ قبل أن تسقطَ كرامتِي. !

بِكُل هِدوء ذهبتُ للسرير ، أِحاول النوم بِكل ما لدي مِن طاقة .. أُحاول الهُروب مِن كُل شئ وألجئُ للنوم ، رغمَ أنهُ ليس بالقرار الصائِب ، ولكننِي ما زلتُ إمرأة ضعيفة ، تُمثل القوة  .


أتذُكر تِلك الأشياء التِي فعلناها معاً ، التِي كُنَّا نظنها سخِيفة ، بينما أنا الآن أَبحثُ عنها فِي بِئر ذِكرياتِي ..
أتذُكر تِلك الوُعود التُي قطعناهَا سوياً .. ألم تخبرنِي عن أهمية الوعُود والحِفاظَ عليها .. ألم تُخبرنِي أنكَ ستبقى مِعي ، وتركتنِي سريعاً دون وداع ! ألا تظُن أنك أخلفت بوعدك لِي ؟ .

جعلتنِي وحيدة أعِيشُ فِي بحر ذكَرياتنا سوياً ، أين أنت الآن يا صديقِي ؟ .

فلتُخبر الإله أننِي إِشْتقتُ إليك ، إرجع لِي لِدقائق .. فلتأتِي لِـ قتل مالك الذي سلبنِي كرامِتي التي أخبرتنِي كم هيَا غاليه !.


-نفس اللحظة ، ولكِن مكان آخر.

"ألا ترا أننِي سيئ يا هاري ، ألا تظُن أن بُعد الجَمِيع عنِي هُو سبب أفعالِي ؟."
.
"لستَ كذلك يا زين لستَ سيئ أنا أَعْرِفُك أكثر مِن أي أحد ."قال هاري.
.
"ألا تظُن أنني أُصبح مِثل أَبِي ، أضُرب الفتيات ؟ .. أنا لستُ بِـ رَجُل ."قال زين وهو يدمع.
.
"ذلكَ قذر ، لا تُحاول أَن تُشبه نَفْسَك بِه ، أنت أفضل مِن ذلك بكثير." قال هاري.
.
"لكننِي بالفعل ضعَيف مِثلما قالت."قال زين.
.
"لستَ كذلك."قال هاري مُصححاً حديث زين.
.
"إذن برأيكَ لِما صفعتها ؟."قال زين ساخراً.
.
"إنها ردة فـعل طَبِيعَة لأي رَجُل ، لا يُوجد رَجُل يستطيِع تَحمُل كِـلمة كهذِه مِن فتاة ."قال هاري.
.
"لايهُم ، أُريدُ فقط أن أثْمل وأنسى كُل شئ."قال زين بقلة حِيلة.


الــغُـميـضة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن