كل مايجري حقيقي انا لا احلم ✨(١)

139 8 5
                                    

بعد ان انتهت مراسم العزاء اختفى الجميع ، كلن عاد لحيث كان ، بينما انا عدت لمنزل هارو ، قررت العيش هناك والبقاء فيه ، فهناك كل شيء متعلق بهارو ، متى ما اشتقت له سأجد شيئا يريحني من هذا الاشتياق ، مرت ايام كثيره وانا منعزله بنفسي داخل منزله ، لا اخرج ولا ارى ضوء الشمس حتى ، طوال الوقت مستلقيه على السرير احتضن وسادته او حتى اشاهد الفيديو الذي سجله لي لعده مرات ، ظللت على هذا الحال لوقت طويل حتى بدأ الموضوع يؤثر فيني ، فبعد ان مات هارو حالتي النفسيه اصبحت اسوأ ، ام اعد اريد رؤيه احد ولا النقاش مع اي احد ، لا اريد حتى ان اخرج وارى لناس في الشارع لذلك ابقى لايام متواصله في المنزل بدون طعام حتى يأتي والد هارو ويحضر لي شيئا ما او حتى امي ، امي المسكينه اكثر شخص تعب معي وانا بهذه الحال ، كانت تأتي بالطائره بشكل متكرر تبقى عندي لاسبوع او لاكثر ثم تعود لامريكا لن لديها مراجعات طبيه عليها اجراؤها ، في كل مره كانت تأتي عندي تتذمر وتعاتبني على اهمال نفسي هكذا ، تتعب نفسها وتطهو لي الطعام لكني لست بمزاج يسمح لي بالاكل لدرجه انها قد بكت امامي من خوفها علي ، مينهيوك ايضا كان يأتي كثيرا لزيارتي يحاول الترفيه عني لكني لا استطيع مجاراته ، كنت اكره مفسي كل يوم وكل مره انظر فيها اليهم فانا اجلعهم يقطعون كل هذه المسافات بالطائره مجيئه وذهابا دون ان يرو مني اي رده فعل ، رده الفعل الوحيذه التي ظهرت مني مره عندما طرق احدهم باب الشقه بعد غياب طويل ، كنت اعلم انها امي لذلك فتحته فورا ، لكن الصدمه كانت عندما رأيت امي بعكازين ، واقفه على قدميها وخلفها مينهيوك ينتبه لها ، نظرت لها متفاجئه : هل تستطيعين المشي مجددا ؟ ابتسمت بدفئ : اجل بنيتي ها انا امشي محددا ، لم اصدق مارأته عيناي واحتضنتها : الحمد لله استطعت رؤيتك هكذا اخيرا ، تلك كانت المره الوحيده التي تغيرت فيها رده فعلي ، اخبروني مره ايضا انه يجب علينا التبرع بجميع ملابس هارو وانه الخيار الافضل للتصرف بملابس الشخص الميت فعلى الاقل سيكون له شيء جيد حتى بعد موته رغم انني كنت رافضه للفكره تماما الا ان السيد لي اخبرني انه يريد فعل ذلك وبشده ولم استطع منعه ، لذلك عندما كنت اخرجها انا وامي نظر للمكان حولنا ! لا احذ يستطيع سماعنا ؟ همست عندها بؤذني : خذي ما تشائين من الملابس واحتفظي بها لن اخبر احد انه سر بيننا ، نظرت لامي نظره غير مصدقه لما تقول وفورا اخذت عده قمصان ، اخترتها بعنايه فهي المفضله لديه حاولو لعده مرات ان يقنعونني بان آتي واعيش معهم بامريكا فليس هنالك سبب لابقى هنا بعد الان ، ففي كل الاحوال انا لم اعد اذهب للجامعه البته وليس هنالك احد ابقى معه لكني كنت رافضه للفكره تماما ، كيف يريدوننني ان ابتعد عن سيول وهارو من وقت قصير فقط ، كانت هذه قرارتي التي كسرت في وقت لاحق عندما تدوهرت حالتي ومرضت بشده ، اذكر جيدا انه عندما اخذني مينهيوك للطبيب وقتها كان ينظر لمينهيوك ويصرخ عليه بسده : هل تحاولون تعذيب الفتاة ام ماذا ؟ انها هزيله جدا ليس كفتاة طبيعيه بعمرها ولم يصدق ابدا عندما اخبرته اني من فعل نفسي بهذا فوضعي يستحيل ان يكون طبيعيا ، بعد تلك الحادثه امي لم تدعني وحتى ابي اصرو على مجيئي لدرجه انهم حجزو تذاكر الطائره دون اخباري والشرط الوحيد الذي قبلت به ووافقت بعدها على العوده لامريكا كان عندما ضمنو لي انهم لن يجبرونني على اخلاء منزل هارو ، سيضل مستأجرا باسمي لن يسكنه احد غيره حتى استطيع العوده له متى ما اردت لذلك ، لا استطيع وصف مشاعري لكم عندما خرجت رسميا من شقته ، احسست اني تخليت عن هارو نفسه كنت اشعر بالضياع حقا ، ذهبت الى امريكا على امل ان يتغير وضعي وحالتي لكني ضللت كما انا ، طوال الوقت مستلقيه في حجرتي لا اريد الخروج ابدا ، اريد البقاء في مكان هادئ دون ان يكون احد بجانبي ، في اوائل الايام التي وصلت بها كانت امي توصي الخدم ان يوصلو الطعام والماء لغرفتي ، كنت اكل رغم اني لا املك شهيه فقط لكي لا امرض مجددا كالمره السابقه ، لكن بعدها باسبوع تقريبا توقفو عن فعل ذلك منذ ان استيقظت وحتى وقت العشاء تقريبا لم يأت احد لغرفتي ، كنت انتظر وانتظر لكن حرفيا لا اثر لاي خادمه ، عندها احسست اني اموت عطشا لذلك خرجت لاشرب الماء ، بمجرد ان نزلت من الدرج وجدت والدتي ومينهيوك يجلسون بالاريكه التي امامه ، استقبلتني وقتها ابتسامه مينهيوك الكبيره على وجهه وكلمات امي : اخيرا رأيتك خارج غرفتك ، يكفي عزله داخل كهفك هذا اخرجي وتنفسي قليلا ، ذهبت لشرب الماء وعندما هممت بالعوده اوقفتني امي : ياه الى اين انتي ذاهبه ؟ مينهيوك اتى خصيصا لرؤيتك اليوم ، ليس اليوم فقط انه يأتي يوميا منذ ان جئتي لامريكا ، انحنيت مع ابتسامه صغيره : شكرا لك ، قال وهو يبادلني الابتسامه : لا بأس لم افعل اي شيء ، سمحو لي اخيرا بالذهاب والعوده لغرفتي ، بعد ان ذهب مينهيوك وتأخر الوقت جاءت والدتي لغرفتي وجلست بجانبي ، كانت تتحدث عن اشياء تافهه بدت كمقدمات لموضوع ما ، بعد عده دقائق قالت وهي تلعب بشعري وانا مستلقيه : بنيتي اريد اخبارك شيئا ، اسمعيني حتى النهايه ، اعلم حيدا كم انتي حزينه على موت هارو انا اتفهمك جيدا ، لكن انتي لازلت على قيد الحياه ، امامك ايام طويله يجب عليك عيشها هل ستظلين هكذا ؟ مختبأه طوال الوقت في حجرتك مهمله نفسك هكذا ؟ انت لاتعلمين كم ان قلبي يؤلمني عندما اراك على هذه الحال ، لذلك بنيتي ارجوك حاولي الخروج من هذا النمط ، غيري من نفسيتك قليلا اخرجي واستنشقي الهواء الطبيعي صدقيني ستسردين عافيتك شيئا فشيئا ، لم اجبرك على مقابله الناس او الحديث معهم ، اخرجي لوحدك ان اردتي لكن رفهي عن نفسك قليلا ،  قلت بصوت حزين : اخرجي معي ، لا اريد الخروج وحدي سأشعر بالملل اجابتني فورا : سأرى ان كنت استطيع ولن تتعب قدماي سآتي معك ، قبلت جبيني وذهب لتدعني انام ، في اليوم التالي استيقظت على صوتها مجددا وهي تفتح ستائر الغرفه : هيا هيا يافتاة ، لم نمتي لوقت متأخر هكذا الظهيره على وشك الانتهاء ، فتحت عيني وهي واقفه امام خزانتي : بما انك ستحرجين اليوم سؤجهز ملابس مريحه وجميله لك ، انهضي واستحمي انا سأكون بالاسفل اجهز لك الغداء ، رأيت الملابس التي جهزتها لي والدتي بعد ان استحممت ، ففستان قصير ! انا حقا لست في مزاج جيد لارتداء هذه الملابس ، اخذت بدلا عنها بنطالا وقميصا لهارو ، خرجت بعد ان جففت شعري وجلست على المائده مع والدتي ، استقبالها ذلك اليوم لي كان كفيلا ان يجعلني اتراجع عن قرار عزلتي هذا لكنه صدمتني عندما جاء مينهيوك وانا آكل : بنيتي انا لا اشعر ان قدماي بخير اليوم لذا طلبت من مينهيوك ان يأتي ليصطحبك ، لم اقل اي شيء وقتها حتى انهيت غدائي وذهبت للخارج معه ، سألني بمجرد ان خرجنا : اتريدين بعض القهوه ؟ ، هززت رأسي : لا بأس ، لكن سرعان ماغير رأيه : لا لا انها ليست جيده لصحتك دعينا نأخذ عصيرا طازجا بدلا منها ، كما تشاء ، لم ارد مناقشته ابدا ولا حتى ان اتعبه معي لذلك كنت اوافق على اي شي يقوله ، بعد ان اخذنا طلباتنا مشى بي بعيدا بالسياره حتى وصلنا الى مزرعه ما ، دخلت وانا مستغربه لما أتا بي لهذا المكان ، مشينا قليلا الى الداخل وبعدها قال : اتعلمين ؟ سمعت ان افضل لاسترداد النشاط هي الاماكن الطبيعيه ، تذكرين ايضا عندما كنا صغارا كنا نذهب لمزرعه الرجل المسن الذي يسكن بجانب المدرسه ، اردت ان نعيد الماضي فقط ، قالها وهو مطأطئ رأسه ، طردت كل الافكار التي جاءت برأسي عندها وجلست القرفصاء عندما وجدت قطه صغيره تمشي ، بدأت اداعبها وهي مستمتعه بذلك ، سألني عندها
مينهيوك : هل تحبين القطط ؟
هانا : اجل كثيرا
مينهيوك : هل كنتي تربين واحده عندما كنتي بسيول ؟
هانا : لا لم افعل ، هارو كان يخاف منها
مينهيوك ( يضحك ) : لم اعلم انه جبان هكذا
- رمقته بنظره غاضبه وسرعان ماتراجع عن كلامه : كنت امزح فقط كنت امزح ، جلس القرفصاء بجانبي وظل ينظر للقطه بعدها عاد يتحدث
مينهيوك : اتعلمين ؟ منذ ان جئتي لامريكا وانا آتي كل يوم لمنزلك لاتفقدك لكنك كنت دائما في حجرتك ، انا سعيد لانك خرجتي اخيرا
هانا : شكرا لك ، اخبرتني امي بذلك سابقا لكن نسيت ان اشكرك
مينهيوك : لا لا تحتاجين لشكري لم افعل شيئا ، اذا هل هنالك اماكن تودين زيارتها هنا ؟ او تودين ان تري شيئا معينا !
هانا : لا اعتقد ذلك ، ليس هنالك شيء في بالي
مينهيوك : اممم هكذا اذا ..... اذا هل اشتقتي لسيول ؟ هل تودين زيارتها
-نظرت له نظره غير مصدقه مصدومه : هل يمكن ذلك ؟
مينهيوك : بالطبع
هانا : لكن والدتي ، لا اعتقد انها ستسمح لي بذلك وانا جئت منذ شهر واحد فقط
مينهيوك : لا تقلقي استطيع اقناعها
هانا : اجل اجل ارجوك اريد ان اعود لسيول ولو قليلا
مينهيوك ( بابتسامه عريضه ) : انتظري لعده ايام فقط لارتب جدولي وسأحجز فورا
-لن تصدقو كيف تغيرت نفسيتي بعدها ، عدت الى المنزل وانا سعيده جده لدرجه جعلت امي تستغرب ، سألتني لعده مرات عن السبب لكني كنت اكذب عليها لاني لا اريد ان اخبرها بالموضوع حتى يخبرها به مينهيوك ، وكما قال بالفعل بعد عده ايام اقنعها اخيرا وحجز لي وله تذاكر الطائره ، رحله الذهاب كانت قصيره بنظري ولم اشعر بها ابدا ، عندما وصلنا سيول فورا توجهنا لشقه هارو ، دخلت مسرعه واحضر مينهيوك حقيبتي معه ، وضعها لي في الحجره وخرج عندها قائلا : سأدعك ترتاحين ريثما اذهب واضع امتعتي بالفندق ثم سنذهب لتناول العشاء ان اردتي ، نظرت له مستغربه : لما حجزت بالفندق ؟ يمكنك البقاء هنا ، رفض وهو يبتسم : لا بأس انه مكان خاص بك لا اريد مضايقتك ، لم ارد اجباره فقد يكون المكان غير مريح بالنسبه له لذلك تركته يذهب كما يحلو له ، بعد ساعه تقريبا عاد مجددا واخذني لاحد المطاعم ، تناولنا طعام العشاء بهدوء دون ان يكون هنالك موضع شيق نتحدث به ، لكن الصدقه كانت انه عند عودتنا لشقه هارو صادفت سوها وه يمر من امام المبنى ، عندما رأيته صرخت من بعيد وانا اقفز والوح بيدي : ياااه سوهااا ، الفتى الاحمق سوهااا ، التفت مفزوعاً ، جاء فورا والقى التحيه : ياااه كيف حالك منذ ايام العزاء لم ارك
هانا : اه اسفه انشغلت لوقت طويل
سوها : سمعت انك ذهبتي لامريكا
هانا : اه اجل منذ شهر تقريبا يبدو انني سأبقى هناك ، اه صحيح هذا مينهيوك ، صديق قديم
سوها : اوه هذا انت ، سمعت عنك بالفعل من هارو
مينهيوك( يضحك) : هل الجميع يعرفونني وانا لا اعرف احدا
سوها : لا بأس تشرفت بمعرفته ، اذا هل علي دعوتكم للعشاء ؟
هانا : لا اعتقد ذلك سنعود قريبا ولا نملك وقتا للاسف ، سآتي مره اخرى لا تقلق
سوها : اوه حسنا اذا ، الى اللقاء اراك مجددا
-ودعني وقتها ولم تفارقني الابتسامه منذ ذهب ، سأل مينهيوك مستغربا
مينهيوك : هل انتما مقربان لهذه الدرجه ؟ انتي حتى تناددين باسمه حاف دون اي لقب
هانا : اجل نحن كذلك ، تستطيع قول انه ثاني او ثالث شخص انا مقربه منه جدا بعد هارو لذلك الالقاب لا تعني لنا شيئا ، هو ايضا يملك اختا بعمري لذلك يعتبرني كأخته
مينهيوك : اوه اذا انتما صديقتان
هانا : يستحيل ذلك ، رغم انها تدرس خارج سيول ولا تأتي الى في العطل لكنها اسوأ شخص قابلته في حياتي لذلك يستحيل ان تكون صديقتي
مينهيوك: لماذا اشعر بالحماس لمقابلتها
هانا : ستموت بسببها ان قابلتها صدقني
- اوصلني يومتها وعندما دخلت لمنزل هارو استلقيت فورا على الفراش متعبه ، فراشه الذي احبه لذلك غطيت في نوم عميق ، في صباح اليوم التالي ارسلت له رساله ( اسفه لكنني لا استطيع البقاء معك اليوم اريد الذهاب لمكان ما ، لا تقلق بشأني ) ، منذ ان وصلت لسيول وانا اريد زياره قبر هارو لكني لا اريد سحب مينهيوك معي ، لا اعلم لما لكنني احسست اني سؤضايقه بذلك لذا اردت الذهاب لوحدي ، تناولت اسرع شيء وجدته امامي وخرجت ، زرت قبره كما اردت ، ظللت عنده لعده ساعات ، لا اخفي عليكم انني بكيت وقتها ، اعدت ايضا الفيديو الذي قد سجله لي ، ولاول مره تفقدت الصور التي جمعها ، لن تصدقو كم كان عددها ، كنت اعلم انه كان يصورني ببعض الصور لكن البعض الاخر؟ كنت مصدومه حتى متى اخذها ، عندما كنا نسير معا واسبقه ببضع خطوات التقط لي صورا وقتها ، بينما انا ادرس ، بينما انا مركزه على مشاهده الفيلم معه ، حتى وانا نائمه سواءا لوحدي ! او حتى بحضنه ، صور ايضا اخذت لي وانا في المقهى المفضل لنا ، العديد والعديد لا استطيع عدها اخترت احدها كنا نظهر فيها سويا ووضعتها خلفيه لهاتفي ، تنزهت بعدها في عده اماكن كنا نذهب لها سويت ، نهر الهان ، مقهانا المفضل ، الحديقه التي بقرب منزله ، حتى عدت منهكه مساءا من الاجول لوقت طويل ، عندما وصلت للمنزل وجدت ورقه ملاحظات معلقه على الباب : وضعت لك العشاء على الطاوله تناوليه جيدا ، ايضا طمنيني عندما تعودين ، كما كتب وجدت العشاء موضوعا على طاوله غرفه المعيشه ، بدا مختارا بعنايه اكثر من ان يكون عشاءا عاديا لذلك التقطت صوره له وارسلتها : سأتناوله جيدا ، فورا اجابني برساله اخرى : اتمنى ان يعجبك ، تناولت عشائي بهدوء حتى قاطعني صوت رساله وصلت لهاتفي ، عندما رفعت كانت من مينهيوك ايضا : هممم اذا هل يمكنني المجيء ؟ اشعر بالملل في الفندق ، اجبته : بالطبع يمكنك ، كما توقعت لم يستغرق الامر منه سوا عشر دقائق حتى وصل ، دخل وهو محمل باكياس مليئه بالوجبات الخفيفه ، اعطاني اياها بابتسامه كبيره وانا اقول له : لما كل هذا نحن سنعود بالغد كيف احملها كلها الان ؟ ، ضحك : لا بأس انا اعرف اننا نستطيع ان ننهيها جميعها الليله ، جلس بغرفه المعيشه وقدمت له عصيرا ، واحد من التي احضرها فلا يوجد في ثلاجه المنزل اي شيء ، لم يبدو مرتاحا ابدا اثناء جلوسه لذلك قلت له : يمكنك اخذ راحتك لا تقلق انا لن اتضايق من اي شي
مينهيوك : ليس الموضوع هكذا ، انا فقط اشعر انني دخيل في مكان ليس لي ، تعلمين ! انه مكان هارو
هانا : انه ملكي الان تستطيع فعل مايحلو لك
مينهيوك : اذا هل تحبين سيول كثيرا ؟
هانا : بالطبع ، احبها حتى اكثر من القريه التي عشنا فيها سابقا ، ففي القريه كان عمي يسبب لي الرعب لكن سيول ؟منذ ان بدأت بالعيش فيها والاحداث الجيده تتبع الاخرى لذلك احبها
مينهيوك : توقعت ذلك ، ربما لم تلاحظي ذلك لكن نفسيتك قد تغيرت الان بشكل ملحوظ
هانا ( بابتسامه ) : هل انا واضحه هكذا
مينهيوك : هل لا بأس ان بقيت لوقت متأخر ؟ لا اعتقد انني سأستطيع النوم اليوم لاختلاف التوقيت
هانا : لاتقلق انا على كل حال لا انام مبكرا افضل السهر على الاستيقاظ مبكرا
مينهيوك ( متفاجئ ) : حقا ؟ انا ايضا كذلك ، وااه انها اول صفه مشتركت بيننا ، انا افضل السهر ايضا حتى لوقت متأخر جدا ، لكن منذ بدأت العمل بشركه والدي اصبح الامر صعبا لكن في الايام التي آخذ فيها اجازتي ستجدينني مستيقظا طوال الليل
هانا : لم اتوقعك هكذا ابدا
مينهيوك : لا انا مثلما تتخيلين
-ظللنا نتحدث وقتها عن امور كثيره ، ليست بالاشياء المهمه لكن بدا علينا الامر واضحا اننا ابتعدنا عن بعضنا البعض لوقت طويل لذلك كنا نبدو اننا للتو تعرفنا على بعضنا ، تحدثنا وتحدثنا لعده ساعات وبالاخير قال لي : هانا ... هل تعلمين ، سألته : ماذا ؟ ، لكنه غي الموضوع فورا : اه ليس الان يبدو ان الوقت تأخر ويجب عليك النوم رحلتنا غدا لذلك تصبحين على خير ، خرج فورا ولم اره بعدها حتى اليوم التالي ، امنيت لو نبقى لمده اطول في سيول لكن بسبب عمله لم نستطع البقاء اكثر من هذا ، عندما عدت كان واضحا جدا اني تغيرت كثيرا ، لذلك امي كانت اسعد شخص وقتها
-مرت الايام سريعا ، عدت للدراسه مجددا في امريكا ، اصبحت افضل حالا كثيرا ، لا استطيع انكار ان الفضل كان يعود لمينهيوك ولامي التي كانت المدبر وراء كل هذه الخطط ، لكن في احد الايام ، اليوم الاغرب على الاذلاق ، ارسل لي مينهيوك انه يود دعوتي على العشاء ، بدت طريقه دعوته غريبه بعض الشيء لذلك احسست ان هنالك شيئا ما خلفها ، لم ارفض فانا اريد معرفه الذي يجري ، عندما حل المساء وجاء موعد دعوته وقفت امام المرآه انظر لنفسي ، كنت خائفه من الافكار التي تدور في رأسي ، ماذا ان كان مايجول في رأسي صحيحا ؟ كيف يتكون رده فعلي وقتها مالذي علي فعله كنت اخطط لارتداء شيء جميل لكني سرعان ماغيرت رأيي وارتديت كنزه صوفيه لهارو ، كانت المفضله لديه ، لا اعلم لكا فعلت ذلك لكنني احسست اني اريد ان اشعر به بقربي ليشجعني ، جاء ليصطحبني وكما هو متوقع من مينهيوك كان اكثر شخص مريح بالتعامل وبابتسامه لا تفارق وجهه ، تناولناا عشاءنا كعادتنا لم يكن شيئا مميزا ، بعد ان خرجنا اخبرني انه يريد اصطحابي لمكان ما قبل العوده للمنزل ولم ارفض ذلك ، وقتها اخذي لمكان قريب من البحر ، بعسد عن منزلنا قليلا لكن لازال امنا ، جلسنا على احد الكراسي الطوله سويا وبقينا صامتين ، انتظره ان يتحدث ويخبرني بما لديه وهو ينتظر ان تحل الشجاعه عليه من مكان غير معلوم ، بعد انتظار دام طويلا اخيرا تحدث : هل لي ان اخبرك شيئا ، آمأت دون ان احرك لساني ، اخذ نفسا عميقا : اسف قبل كل شيء ان كان كلامي سيغضبك او يضاقك لكني مصر على قوله ، يجب علي ذلك لاريح ضميري وقلبي ، انا اعلم انك لازلت متعلقه بهارو ، اعلم جيدا كيف تشتاقين اليه وكيف تفكرين به كثيرا ، انا الاحظ كل شيء هانا ، قد اتظاهر بعدم الانتباه لكني اعلم جيدا ان الملابس التي ترتدينها الان له ، لن اقول اني اعارض ذلك او اكرهه انا اتفهمك جيدا ، كنت احمق عندما وجدتك بعد غياب طويل مع هارو وتمنيت ان تنفصلى عن بعضكما باي لحظه لاعود انا مجددا ، لازلت اندم على تفكيري ذلك حتى الان ، بعد فتره ، بعد ان رأيتكما سويا لعده مرات ورأيت سعادتك عندما يكون موجودا تجاهلت كل مشاعري وتفكيري بك فانا اقنعت نفسي جدا انني تخليت عنك رغم ان مشاعري ابت ان تختفي ، تستطيعين قول اني يأست من ذلك تماما ، لكن هارو اعاد لي الامل مره اخرى في اخر مره زرتمونا بها ، قد لا تعلمين بذلك لكن في مره كنا جالسين فيها لوحدنا انا وهارو وانتي قد ذهبت مع ابيك لمكان ما ، جعلني وقتها اقطع وعدا معه ، لا استطيع نسيان كلامه يومتها عندما اخبرني انه يأتمنك عندي ، اخبرني ان ابقى بحانبك مهما حصل وان لا اجعلك تعانين بعد غيابه ، لكني احمق لم استطيع التحتفاظ بالوعد وجعلتك تتعذبين وحدك ، لم يكن ذلك ماقاله فقط ، اخبرني وقتها بوجه يتظاهر بالقوه : انا اسمح لك ان تعود لهانا ، بشرط ان لا تحزنها يوما ، اعلم حيدا امه قالها وهو يتألم فقد جربت هذا الشعور قبله واعرف مقدار المه ، كنت سانجاهل كلامه هذا لكن بعد ان ذهب بدأت احس ان كلامه ذاك كان وصيته لي لذلك لم استطعع تجاهله ، لكن ارجوك لا تسئي الفهم وتفكرين انني الان اريد الاعتراف لك محددا بسبب هارو فقط ؟ صديقيني ليس هذا السبب الحقيقي الوحيد ، مشااعري هانا تحاهلك لم تختفي يوما ، حتى عندما اردتها ان تختفي ظلت كما هي صامده ، اراكما سويا واشعر بالراحه لانك سعيده معه لكن لازالت مشاعر الغيره تحترق بداخلي ، امسك بيدي وقال وهو ينظر لي مباشره : لازلت احبك هانا ارجوك عودي لي
كنت انظر لوجهه وانا ارتعد خوفا من الموقف ، اكثر احتمال كان يخيفني حدث بالفعل ، لم استطيع الرد عليه فانا مضطربه داخليا قبل ان يبدو ذلك واضحا على وجهي لذلك نهضت وابتعدت بضع خطوات عنه ، لم انظر اليه مجددا ابدا ولم انطق باي حرف حتى اعادني للمنزل بحجه ان الجو بارد وقد امرض وذهب هو الاخر بصمت ، لا اعلم مالذي انتابني يومها ، ظللت ابكي وابكي عندما اتذكر كلامه بين الدقيقه والاخرى ، اعتراف هارو انعاد امام عيني لمئات المرات ، كنت خائفه من اقبل مشاعره ، ولا اريد رفضها في نفس الوقت ، هارو ايضا قد اخبرني بان لا ارفض ذلك ، او بالاحرى لمح لي بذلك ، في اليوم التالي ايضا جاء لمنزلنا ليتناول الغداء معنا وكلانا لا نستطيع النظر لوجهي بعضنا ، رغم ان والداي احسا بالجو الغريب الا انهما فضلا الصمت على السؤال وزياده الامر سوءا ، مرت هذه الليله الاخرى كسابقتها تماما ، بكاء لوقت طويل حتى التعب ، وبمجرد احذ راحه بسيطه تعود نوبه بكاء اخرى ، لكن المختلف هذه المره انني اتخذت قراري اخيرا ، في اليوم الذي يليه ، قرابه العصر ارسلت له رساله : هل لي ان ادعوك انا هذه المره على العشاء ، لم يجب برساله بل اتصل بس فورا : هل حقيقي ما ارا ، اجبت ببرود : الا تريد ذلك ؟ اذا لن ادعوك مجددا ، قال متحمسا : بلا بلا اريد ذلك سأغلق الان سأذهب لاتجهز وداعا ، لا اعلم لما بدا لي الامر لطيفا وقتها ، نهضت انا الاخرى واستحممت ووقفت امام المرآه انظر لنفسي بعدها : انت قويه هانا تستطيعين فعلها ، لا بأس انتي لا تخونين هارو انتي فقط تتبعين كلامه وتكملين حياتك جيدا ، تذكرت عندها قراري في الليله السابقه عندما احسست اني وقحه حمقاء برطيقه ردي على مينهيوك فلا شأن له بما حصل وهو اخبرني بكل شيء بصدق بينما انا لم اعامله جيدا مننذ ان اتيت لامريكا ، كنت آخذ منه كل العنايه بينما انا ؟ لم اقدم له سوا العبوس والكئابه لذل قررت تغيير كل شيء اليوم ، ارتديت يومتها فستانا قد ااعطتني اياه امس لارتديه لمناسبه سعيده ما ، هىحسنا مناسبه اليوم ستكون سعيذه لذلك ارتديته ، وضعت القليل من مساحيق التجميل لتخفي وجهي الباهت وانتظرت قدومه ، بوقت قياسي جاء واصطحبني ، لا استطيع وصف شكله السعيد يومتها ، منذ ان ركبت السياره حتى وصلنا المطعم لم تفارقه ابتسامته ابدا هو لم يستطع اخفائها اساسا ، كنت قد حجزت مسبقا طاوله لنا خصيصا في مطعم باهض الثمن ، شيء يليق بمناسبتنا ، طلبنا مانشاء من طعام واكلناه ببطئ خوف ان يمضي الوقت سريعا ، سأل عندها
مينهيوك : اذا ما مناسبه دوعتك المفاجئ هذه؟
هانا : لا شيء خاص ، فقط ردٌ للجميل
مينهيوك : اييييييه ليس عليك فعل ذلك
هانا : لا بأس اردت فعلها منذ وقت لكن بدا لي اليوم مناسبا
مينهيوك : لذلك تبدين جميله جدا اليوم
- ابتسمت بخفه وانا ارتجف دون ان يعلم ، اريد قول ما لدي لكن لما الامر يرعبني لهذه الدرجه ، استجمعت قواي عندها ونطقت بعد دقائق من الصمت
هانا : لاكون صادقه دعوتك اليوم لاني اريد اخبارك بشيء ما
مينهيوك : ماذا ؟ هل هو شيء جيد ؟
هانا ( تنظر للطبق الذي امامها ): انا لم اتجاهل ماقلته لي قبل يومين ، لم يختفي عن ذهني ولو لدقيقه لكني احتجت بعض الوقت لاستجمع شجاعتي مجددا ....
مينهيوك : حسنا ! ماذا بعد ؟
هانا : انتظر دعني ارتب الكلام في رأسي ، اه الامر مرهق ، حسنا انا موافقه على طلبك
مينهيوك : ماذا ؟ اعيدي كلامك مجددا
هانا : ماذا ؟ لن اعيد شيئا
مينهيوك : ارجوك مره واحده فقط
هانا : انا موافقه موافقه
- نهضت من مكانه وقتها وصرخ ، افزعني واقزع كل من حولنا ، حملني من مكاني واحتضنني بقوه ، ابعدته وانا انظر له بتفاجؤ : مالذي تحاول فعله الان ، ضحك عندها : اعبر عن فرحتي ، عدت لمكاني وتظاهر باني لا ارا هذا الفتى المخبول لكنه لم يستطع البقاء ساكنا بعد ان عاد لكرسيه ، بين كل سؤال وسؤال يسأل مجددا : هل حقا ماتقولين ؟ هل انتي جاده عندما قلتي انك موافقه ؟ انتي لا تخدعينني صحيح ؟ هانا اقسمي سريعا انك صادقه ، في كل مره كان يقولها اتفاجأ برده فعله الغريبه هذه ، بعد ان انتيهنا وركبنا السياره ، لم يشعل المحرك ، وظل ممسكا بالمقود ويتنفس سريعا ، نظر لجهتي : لا اريد العوده اشعر انني بحلم ، قلت وانا اربط حزام الامان : ان كنت لا تريد العوده انا سأعود لدي محاضرات صباحا ، اعتقدت انه سيتضايق من كلامي لكن الامر الغير متوقع كان عندما فجأه اقترب مني وقبلني بقوه وابتعد ، صرخت عندها : يااا هل سمحت لك بذلك ؟ ، قال ضاحكا : لست مؤدبا لدرجه اني سأطلب اذنك قبل فعل اي شي ، ايضا فعلتها لاني اريد تصديق مايدور حولي الان ، عدت بعدها لمنزلي مضطربه ، لست خائفه كالمره السابقه لكن مضطربه بسب هذه المشاعر التي غابت عني لوقت طويل وعادت مجددا لكن هذه المره مع مينهيوك ، لم اكن اعلم ان ذلك الاحمق مندفع هكذا لكنت توخيت الحذر على الاقل ، لكن لا اخفي عليكم اني كنت سعيده بكل ماحصل يومتها ، لا احتاج ان اخبركم بالتفاصيل بعدها فأنتم تعرفون جيدا مايدرون بين اي شخصين يحبان بعضهما صحيح ؟ ✨

One love in one day ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن