زيارة منزلي الحقيقي ✨(part1)

140 9 0
                                    

✨ اخيرا بعد اشهر من الدراسه المتواصله جاءت عطله التشوسوك المنتظره ، عطله طويله مقارنه بباقي العطل السخيفه التي يعطونها لنا ، كنت ابحث عن خطه رائعه لافعلها في هذه الاجازه الثمينه ، لكن رميت كل خططي جانبا عندما اقترح علي والداي ان آتي لزيارتهما في امريكا حيث يعيشان ، سعدت جدا بفكرتهم هذه وتحمست جددا ، لذلك اخبرت هارو بتلك الفكره ، اعجب بها هو الاخر عندها قلت : وبالطبع لن اذهب وحدي ستأتي معي انت ايضا
هارو : ايجب علي ذلك ؟ لكن ماذا ان كنت سأزعجكم ؟ ربما والداك يريدون ان يحظو بوقت عائلي سويا
هانا : كف عن قول السخافات هذه ، عندما عرفاني بعذ كل هذا الانقطاع عرفاك معي لذلك يجب ان يقبلو بنا الاثنان سويا او يتركوننا سويا
هارو ( يضحك ): حسنا حسنا سآتي معك ، في الايام القليله التي كانت تفصلني عن تلك العطله المنتظره كنت ارتب فيها امعتي يوميا ، كل يوم افرغ محتوى الحقيبه واتأكد من اني لم انسى شيئا واعيدها لمكانها ، حتى جاء اليوم الذي يسبق الرحله ، كنت ارتب امتعتي للمره الاخيره ، وانا انحدث لهارو واخبره كم اني متحمسه للرحله ، وهو صامت لا ينطق باي كلمه حتى تحدث بعد فتره
هارو : اذا يجب عليك ان تستمتعي برحلتك هذه جيدا
هانا : بالطبع سنحضى بالمتعه سويا لا تقلق
هارو : لا اعتقد ذلك ، انا لن استطيع الذهاب معك هانا
هانا : اتمزح ؟ لقد حجزنا كل شيء بالفعل مالذي تقوله ؟
هارو : اسف حقا ، لكن اليوم عندما كنت بالمستشفى اخبرني الطبيب انه يجب علي اخذ جرعات اخرى من العلاج الاسبوع المقبل
هانا : اجلها اذا ، اسبوع اخر فقط وستعود لاخذها
هارو : لا استطيع ، انه شيء الزامي هانا
هانا : هارو ارجووك ، لن استطيع الذهاب وحدي هكذا يجب ان تكون معي
كنت اقول كلامي بوجه حزين بعد ان توقفت عن ماكنت افعله ، اقتربت هو وبدأ يجمع امتعتي الباقيه ويضعها في الحقيبه وهو يخبرني : لا يجب ان تكوني حزينه هكذا وانتي ستذهبين لزياره والديه ، ايضا يمكنك الاتصال بي متى ما اردت او احتجتي الى شيء ، لا تقلقي سأتحمل نقود المكالمات هذه لن اغصب صدقيني ، قال كلامه هذا يحاول تغيير الاجواء الحزينه التي اعيشها لكني كنت مستمره على نفس الحال ، حتى في اليوم التالي عندما ذهبنا الى المطار ليوصلي ، جلسنا على احد الطاولات نحتسي بعض القهوه حتى يحين موعد رحلتي ، بينما انا اتحدث بدأ نداء رحلتي ، تجاهلته واكملت حديثني ، بعذها بدأ النداء الثاني وانا اتظاهر باني لا اسمعه ، اخيرا كان النداء الاخير للرحله وانا لا ازال جالسه بمكاني غير مباليه ، عندها نظر لي بقلق : يااه ستفوتك الرحله الن تنهضي الان ؟
هانا : لا بأس قليلا ايضا
هارو : انه النداء الاخير هيا ستتأخرين
هانا : لا اريد هارو قررت عدم الذهاب
-عندها اوقفني وسحب حقيبتي معه ، ذهبنا الى حيث البوابه وقال لي : ان فعلتي هذا سيكون امرا سيئا لوالديك الذان ينتظرنانك بفارغ الصبر ، سيشعرون بالحزن صدقيني ، اذهبي الان واستمتعي ستعودين قريبا وسأستقبلك هنا كالآن تماما ،  قبل ان ادخل احتضنته وانا اقول : سأذهب بشرط ان اترد على مكالماتي ورسائلي سريعا ، اياك وان تلهو بالارجاء دوني ، ضحك وهو يمسح على ظهري : حسنا حسنا كما تشائين ، ودعته وذهبت مسرعن لالحق بالطائره قبل ان تقلع
-كما توقعت كانت تلك اسوأ رحله في حياتي ، اسوأ ١٣ ساعه قضيتها وحيده ، لم يبقى شيء لم افعله واجربه لكن لا فائده انا اشعر بالوحده حقا دونه ، بعد معاناه ال١٣ عشر ساعه وحيده هذه اخيرا وصلت بسلام لامريكا ، بمجرد ان وصلت للمطار واستطعت الحصول على شبكه انترنت ارسل له رساله فورا (وصلت اخيرا بسلام ، كانت اسوأ رحله على الاطلاق ، ايضا اشتقت لك كثيرا ) ، اخذت حقائبي وذهبت بها لاستأجز سياره اجره لكن في تلك الاثناء سمعت صوتا يناديني من بعيد مألوف جذا ، عندما التفت وجدته مينهيوك ، جرى لحيث اقف واحتنني فورا ، ابتعدت وانا مقطبه حاجباي ، ضحك وبرر موقفه : حضن اصدقاء فقط لا تكبري الموضوع ، اذا وصلتي اخيرا كيف كانت رحلتك ؟
هانا : سيئه جدا
مينهيوك : اوه هكذا اذا ، اين هارو لا اراه ؟
هانا : لم يستطع المجيء للاسف تعارضت وقت رحلتنا مع مواعيد مراجعاته
مينهيوك ( باسف ) : اوه للاسف كنت متحمسا لقدومه وقد خططت للعديد من الامور لفعلها سويا
هانا : اتحاول اقناعي انك وهارو اصبحتما صدقين ؟ اتحاول اقناعي بانكما لن تتشاجرا اذا اجتمعتما ؟
مينهيوك : بالطبع ، تعلمين في الاونه الاخيره كنت اتي لسيول كثيرا وكنت التقي به كثيرا ايضا لطلك لم نعد نتشاجر كالسابق اصبحنا اصدقاء ، اه ايضا بما اني شركات والدينا قد عقدو صفقه جيده بينهما اصبحنا نرا بعضنا كثيرا بالشركه ونتحدث عن امور تخص العمل ، لم تعد هنالك حواجز بيننا صدقيني
هانا : حسنا يبدو الامر منطقيا
- في طريق ذهابنا للمنزل سألني عن ان ماكنت متحمسه لرؤيه منزلي اخيرا وما هو شعوري ، في الحقيقه انا احس بشيء غريب ، انا حقا اتطلع لرؤيه المنزل الذي يعيشان فيه والداي ، المنزل الذي يفترض بي ان ابقى به واعيش به انا ايضا لكن لازلت لا اشعر بذلك الاحساس بالانتماء ، مقتنعه تماما تماما ان بيتي هو ذاته الذي في سيول لا غير ، ضحك : ستغيرين رأسك ستغيرينه صدقيني ، في اثناء سيرنا لاحظت شيئا غريبا في الطرقات ، كنا نسير في وسط المدينه لكننا بدأنا نبتعد تدريجيا عن وسط المدينه ، خرجنا لمكان اشبه بالريف ، مكان هادئ مثالي للعيش فيه بهدوء ولم يكن بذلك البعد عن المدينه لذلك كل شيء قريب ومتوافر حوله ، في بالي كنت اتخيل اني سأرى بيتا متوسط الحجم ، يكفي لشخصين للعيش فيه ، لكن الواقع صدمي عكس ذلك تماما ، فمجرد ان قال لي مينهيوك باننا وصلنا حتى مررنا من بوابه ضخمه ، دخلنا بعدها الى حديقه كبيره جدا تكفي لان يركض به عده خيول ، دخل بالسياره الى ان وصل الى امام باب ذلك المنزل ، او بالاحرى ذلك القصر ، نزل بفاه مفتوح متعجبه مما اراه ، بمجرد ان خطوت خطوه داخل ذلك المنزل حتى انحنى لي كل الخذم الذين كانو واقفين امام الباب لاستقبالي وبغمضه عين اخذو مني حقيبتي ومعطفي حتى انهم احضرو لي حذاء للمنزل ، دخلت بهدوء متعجبه مما اراه حتى وجده والدي اخيرا يقف بانتظاري ، احتضنني كما احتضنني اول مره  عند لقائنا في سيول ، لم تدع امي ذلك الحضن يدوم طويلاً فهي تلح ان آتي واحتضنها هي الاخرى بسرعه ، بدأ بعدها نظام الاستقبال من ترحيب وضيافه وسؤالي عن احوالي ، كل ذلك كان يحدث وانا مشغوله البال بذلك الشخص الذي لم يجب على رسالتي ، كنت اتفقد هاتفي كل بضع دقائق انتظر رده لكنه للاسف لم يقرأها اصلا ، اثناء حديث والدي سألتهم : لماذا تعيشان ببيت مثل هذا ! بيت يسع عائله كبيره وانتما مجرد شخصان فقط ؟ ، اجابني ابي : انا لم اختره اساسا ، هذا المنزل كان عباره عن هديه شكر من احد شركاء شركاتنا بعد ان ربحنا صفقه ضخمه رابحه لكلينا ، كنت انا من عمل عليها برمتها لذلك اهداني هذا المنزل كشكر منه ، ايضا نحن لا نعيس وحدنا مينهيوك يأتي في كثير من الاحيان وينام هنا ، تظاهر ذلك الاحمق بانه ممتع : وسائل الترفبه هنا افضل من بيتنا وايضا لايوجد احد يزعجني ان نمت مبكرا او سهر لوقت متأخر 
هانا : كيف تعرفان مينهيوك اساسا ؟
والد هانا : اه انها قصه طويله ، في السابق عندما هربنا من كوريا ولجأنا لامريكا ، كنا ضائعين بلا مأوى او  نقود لذلك ذهبنا حيث معروف بسكانه الكوريين ، عندها استقبلنا والد مينهيوك بصدر رحب واسكننا عنده ، هو ايضا من وظفني بشركته ، في ذلك الوقت لم تكن بتلك الشركه الكبيره لكن بعد ان عملنا عليها سويا واخذت كل طاقتنا اصبحت بهذا الحجم بعد سنوات ، ومينهيوك عندما كان صغيرا كان دائما مايتركانه والداه لنعتني به عندما ينشغلان او يسافران ، هو ايضا من دلنا عليك
مينهيوك : لن تصدقي ذلك لكني تفاجأت بان الفتاة التي كانو دائما مايخبرونني عندها كانت انتي ، كنت متفاجئا لدرجه كبيره ، بعد ان وجدت رقمك لم استطع ان اخبرهم بذلك حتى اتأكد من انها انت والتقيت بك لاطمئن بعدها اخبرتهم بذلك ، بعد عده ساعات من هذا الحديث المتواصل اخيرا قررنا ان نخلد للنوم ، اخذتني امي لحيث هي غرفتي وارتني هيا : هذه غرفتك بنيتي ، هذه غرفه مخصصه لك منذ ان استلمنا هذا المنزل لم يلمسها احدا ابدا ، في كل مره كنا ننتقل فيها للسكن بمكان جديد كنا نفعل الامر ذاته على امل ان نجدك وها انتي ذا اخيرا في منزلك حيث تنمتمين ، لم استطع فعل شيء ذلك الوقت سوا شكر امي لمئه مره وانا امسح دموعي التي تخرج غصبا من عيني ، قبل ان انام تفقدت رسالتي للمره الاخيره وكما هي لم يقرأها حتى ، نمت تلك الليله بصعوبه بسبب المكان الجديد بالنسبه لي . ✨

One love in one day ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن