بداية المأساه ✨

125 10 1
                                    

منذ ان عدت من امريكا وانا لم اشعر باني بخير ، اعتقدت ان الامر عادي لكن الامر يزداد سوءا كل يوم كنت اشعر بتعب اكثر من سابقه ، لا اعلم مالذي كان يجب علي فعله لذلك كنت اخذ العديد من مسكنات الالم لعله يختفي ، يختفي بالفعل لكنه يعود اكثر الما من قبل ، كنت اعاني وبشده
-هانا: رأيته يسقط امامي ، كان منهكا ومتعبا جدا ، كنت احمله بين يدي وابكي بشده ، احسست بالاختناق وقفزت من سريري فجأه ، كنت اتنفس بصعوبه ونظرت حولي ، انها غرفتي ، الهدوء يحيطني لاشيء غريب ، بينما انا اتصبب عرقا فزعه من ذلك الحلم المرعب ، اخذت هاتفي واتصلت بهارو فورا
هانا : اين انت
هارو : في المنزل لماذا ؟
هانا : هل انت بخير ؟ هل معك احد ؟
هارو : كل شيء بخير ماذا دهاك ؟
هانا (بعد تنهيده طويله): حمدا لله ، ان احسست باي تعب اتصل بي سآتي فورا
هارو : انا بخير لما انت قلقه هكذ ؟
هانا : اخبرتك ان تتصل بي ان احسست باي شيء افعل ذلك رجاءا انا لا امزح الان
هارو : حسنا كما تشائين سأفعل ماتريدين ، هل استيقظتي للتو ؟
هانا : اجل ، ساتجهز للذهاب للجامعه ان اغيب طويلا انتبه على نفسك جيدا
هارو : اخبرتك انني بخير
هانا ( بعصبيه ) : هارو !
هارو : يا الاهي هذه الفتاة ، سؤعطيك اخباري كل ثانيه لا تقلقي ، سؤغلق الان لتذهبي
هانا : انتظر
هارو : ماذا ؟
هانا : تعلم انني احبك صحيح ؟
هارو ( يضحك): ماهذا الان ؟ للتو كنتي تصرخين علي
هانا : فقط ... اردتك ان تعلم ، وداعا
نهضت لاتجهز وبينما انا ارتدي ملابسي فكرت ! هذه التنوره ستكون عائقا ان ماحصل شيء طارئ لن استطيع الحركه بسببها ، اخرجت بنطالا قصيرا لكن كما هو حال التنوره غيره واخترت بعدها بنطالا طويلا حتى استطيع الحركه جيدا ، ذهبت ذاك اليوم للجامعه وانا قلقه جدا ، كل دقيقه كنت اتفقد هاتفي ان كان قد اتصل او ارسل شيء ما ، لكنه اخذ الموضوع مزحه وبدأ يرسل صور سخيفه ، تاره يصور نفسه وهو يشرب الماء وتحتها تعليق ( اشرب الماء ) ، صوره اخرى له وهو يرتب غرفته ( ارتب غرفتي ) ، وتاره اخرى صوره له وهو مستلقي ( استنشق الاكسجين ) ، كنت اضحك خلسه دون ان ينتبه لي احد بسبب صوره الحمقاء ، بمجرد ان انتهيت ذهبت لمنزله مسرعه ورجدته مستيقظا كما اعتقد ، دخلت اخبرني عندها : اترين ؟ انا بخير تماما لا اعلم مالذي يجري معك بالضبط لكن كفي عن القلق هكذا انتي تتعبين نفسك ، غيرت الموضوع : لا تهتم ، الان ما رأيك ان نخرج للتنزه ؟ انت قد امضيت يومان بالفعل بالمنزل دون ان تخرج ، لم يمانع ونهض ليغير ملابسه ، عن قصد تبعته : دعني اختر لك ملابسك ، فتحت خزانه وانا ابحث عن شيء بروقلي : سأجعلك تبدو فتى رائع اليوم ، ماذا ان لفت انظار الفتيات الاخريات ؟ ، سأقتلع اعينهن ببساطه ، ضحك من كل قلبه : ياااه مابالك عنيفه اليوم هكذا ، لا شيء فقط اريد ان اكون قويه بما فيه الكفايه تحسبا لاي امر طارئ ، اخرجت عده اطقم ملابس ، جعلته يجربها كلها حتى اخترت اخيرا بنطالا طويلا ، مع قميص وكنزه صوفيه ، نظر الي مستغربا ؟ تمزحين ؟ الجو ليس باردا لهذه الدرجه ، اعلم تحسبا لان ندخل لمكان بارد فقط ، تنهد : انتي ستصيبينني بالجنون اليوم ، خرجنا قرابه العصر ، تجولنا باحد الشوارع المزدحمه بالسياح ، كان الامر ممتعا فانت تستطيعون رؤيه العديد من الثقافات في مكان واحد ، بعد ان مشينا لساعات دون توقف احسسنا بالجوع لذلك قررنا الذهاب لاحد المطاعم ، اصريت هذه المره ان اقود انا السياره ، في طريقنا الى احد المطاعم الفاخره جدا جدا ، التي بالرغم من غلائها الا انها لا تعني شيئاً لوريث عائله غني هكذا ، في الطريق كان يحدق بي وهو مبتسم ، كان اشبه بانه موجه رأسه اتجاهي وليس اتجاه الطريق
هانا : هل هنالك شيء خاطئ بي ؟
هارو : لا ابدا ، لكن هل هذه اول مره تقودين فيها السياره ونحن معاً ؟
هانا : لا اعتقد ، لا لقد قدتها لعده مرات معك انت من علمني اتذكر ؟
هارو : لما اشعر وكأني اراك تقودين لاول مره ؟لما تبدين كشخص ناضج الان ؟
هانا : انا كذلك بالفعل
هارو ( يضحك ) : في احلامك 
-في المطعم طلب كلن منا ما يريد ، هو شريحه لحم مشويه مع صلصه الفطر ، بينما انا معكرونه بالخضروات ، تناولنا طعامنا على مهل بينا نتحدث ، استغرقنا الكثير من الوقت بالفعل دون ان ندرك ، ام نخرج من المطعم حتى اخبرنا النادل ان هنالك اناس ينتظرون دورهم ونحن نعطلهم ، خرجنا مجددا ولازال الوقت مبكرا للعوده ، لذلك تابعنا تجولنا بالارجاء ، بينما نمشي اخبرته اني اريد بعض الايسكريم ، كنت اخبره بذلك وانا متطلعه ان نذهب سويا وهو سيتناول معي ايضا لكنه على غير عاده اخبرني انه لا يريد ، قال انه ممتلئ بعد الطعام لذا لا يريد ، اخبرني ايضا انه تعب من المشيء لذلك سيجلش لينتظرني على احد الكراسي ،لم ارد ان اقلق بشأنه ويغضب فانا قد جعلته يمل من اسئلتي الكثيره اليوم ، ذهبت واشتريت لي ما اريده وعندما عدت كان يجلس مطأطئ رأسه ويده على معدته ، لم استطع البقاء صامته لذلك سألته : هل انت بخير ؟ اتشعر بالتعب ؟ ، ابتسم : قليلا فقط ، يبدو انني تناولت الطعام سريعا لذلك اشعر بالم خفيف ، دعينا نكمل هيا ، سرنا لبعض المترات القليله لكنه سرعان ما اوقفني وهو يتظاهر انه بخير : ما رأيك ان نعود للمنزل ، سألته للمره المئه : هل علي اخذك للمستشفى ؟ لا تبدو بخير ، رفض ذلك قطعا واصر ان نعود للمنزل ، اخذته الى منزلي ليلتها لاني يستحيل ان اتركه وهو بهذه الحاله وسيكون انام عيني طوال الوقت هكذا ، طوال طريق عودتها كان يتنهد بصوت مسموع ، كنت اعلم انه يتألم لكن لم اعلم مالذي يجب علي فعله ، عندنا وصلنا خلع حذاؤه بصعوبه ورمى بنفسه على الاريكه ، اقتربت وانا امسك برأسه : هل احضر لك بعض المسكنات ، لا شكرا سأتحسن بعد ان ارتاح قليلا ، اذا هل احضر لك شيئا لمعدتك ؟ سيخفف الالم صدقني ، آمأ برأسه وذهب مسرعه احضر له شراب الاعشاب الذي اعرفه ، بينما انا احضره دخل هو المطبخ ، كان يمشي بتثاقل ويترنح ، وقف ورائي ، لكن سرعان نا استند على طهري واحاط يديه بخصري ورأسه على كتفي ، انفاسه كانت ساخنه جدا بينما يداه اشبه بقطعه ثلج ، قال بصوت مختنق : اشعر بالتعب ، لا استطيع الصمود اكثر ، ما ان انهى كامه تلك حتى سقط على الارض بقوه ، هرعت لاحمله واضعه على قدمي واهزه واقول بنبره ترتفع تدريجيا : هارو هل تسمعني هارو ؟ هارو ارجوك لا تغلق عينيك انهض ، لم يكن لصراخي اي فائده فهو قد غاب عن وعيه بالفعل ، نهضت اجري لهاتفي واتصلت بالاسعاف باقصى سرعه ، لم يستغرق الامر وقتا طولا حتى اتو وحملوه للمستشفى ، بعد ان اتصلو بالسيد لي واتى سريعا ، دخلنا انا وهو للطبيب الذي فحص على هارو ، اول شيء سألناه اياه : ماذا تناول اليوم ؟ ، اجبته كان بخير طوال اليوم اخر شيء تناوله شريحه لحم ، تمتم بصوت خفيف : يبدو انه فايروس انتقل له عبر وجبته هذه ، قلت فجأه : لكنه ليس طعاما ملوثا انا متأكده انه مطعم نظيف جدا ، هزت رأسه نافيا : الامر لا يعتمد على ان كان المكان نظيفا ام لا ، جسده الان ضعيف جدا واقل فايروس سيصيبه بالاذى ، حتى اوضح لكم الامر الفايروس الذي اصابه نحن نتعرض له يوميا لكن بما ان مناعه اجسادنا قويه لا نشعر به لكن بالنسبه لحالته ! سيضره هذا الفايروس الصغير كما ترون ، على كلٍ اعطيناه مسكناً للالم ومضادات حيويه يتوجب ان يظل تحت المراقبه حتى نتأكد من حالته جيدا ، يمكنكم الدخول لغرفته ورؤيته ان اردتهم ، انحنيت له بسرعه وذهبت اجري لغرفه هارو ، فتحت الباب بهدوظ لكي لا يستيقظ واقتربت منه وهو مستلقي على سريره نائما ، تحسست جبينه ولم يكن ساخنا ، لكن وجهه شاحب وشفاهه جافه ، دخل والده واقترب ليراه هو الاخر لكن عن طريق الخطأ اصطدم بجانب السرير لذا استيقظ هارو من الهزه ، نظر الينا بتعب : اوه ابي انت هنا ، لم يكن عليك المجيظ فانت مشغول
والده : لا تقل هذا الكلام ياولد ، اذا لم آتي لرؤيتك من علي ان آتي من اجله ، وايضا جئت لابقى مع هذه المسكينه التي كانت ترتعد خوفا لوحدها ، نظر لي باعين ذابله وابتسامه متعبه : اسف اخفتك ، انا بخير الان ، لم يدعه والده يتحدث اكثر وغطاه جيدا ليخلد للنوم مجددا ، جلسنا انا والسيد لي على الاريكه سويا وبدأ يتحدث معي : هل سقط بقوه ؟ جيد انك كنت معه لو كان لوحده لما عرف احد بذلك ، يبدو انك خفتي كثيرا ، اعتقد ان حالته جيده الان ، تنهدت بعمق عندها ، سألني
السيد لي : ماذا هل هناك شيء ما ؟
هانا : لا اعتقد انه بخير
السيد لي : اييييه لا تكوني هكذا ، انه امر طبيعي لحالته
هانا : لا ابي انه ليس كذلك ، منذ فتره وانا الاحظه ، وجهه يشحب بشكل اكبر كل مامر الوقت ، منذ ان عدنا من امريكا وهو متعب وبالكاد يقوم بالاعمال اليوميه الطبيعيه ، حتى جسده اصبح انحف ، اردت ان اتابع كلامي لكن صوتي خانني ، سالت بضع قطرات من دموعي وانا اتحدث ، ابي بدوره كان متفاجئا وحزينا لما اقوله ، لا يستطيع ان ينفي ذلك لكن بالوقت نفسه لا يستطيع المساعده ، لم يكن بوسعه وقتها سوا ان يربت على كتفي ويردد : كل شيء سيكون بخير ، كل شيء سيكون بخير ، عند حلول المساء عاد السيد لي لجيجو بعد ان تطمن على حال ابنه ، كان قد استيقظ بالفعل لذلك لم يبقى سوانا ، اجلسني على السرير امامه وبوجه نشط قال : اذا لن تذهبي غدا للجامعه ، هززت رأسي نافيه : لا لست في مزاج جيد للذهاب غدا ، ايضا اشعر بالتعب الشديد بعد احداث اليوم اريد ان ارتاح فقط ، بوجه متحمس واعين تكاد تشع من الحماس : مارأيك اذا ان نلعب لعبه ، قلت بتعب: اوه لا ارجوك لا املك طاقه لفعل اي شي ، قال بينما يفتح يديه : اذا تعالي نامي هنا ، اتكأت على صدره بينما اريح رأسي على ذراعه وانا اقول : لا تمرض مجددا ، خفت عليك كثيرا اليوم حتى كاد قلبي ان يتوقف ، انت وعدتي انك ستهتم بي وليس العكس صحيح ؟ ، ضحك بخفه: اوه لهذا انت متضايقه هكذا ، اذا سأبدأ بالاعتناء بك من الان ، غطاني جيدا معه بالغطاء وقبل جبيني واخر ما اذكره من ذلك اليوم كلمته : حتى ان ساءت حالتي سأظل اعتني بصغيرتي ، تصبحين على خير ✨

One love in one day ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن