في الفتره الاخيره ، طلب هارو تغيير غرفته بالمشفى ، فبدلا من ان يكون في غرفه خاصه لوحده ، اراد ان يكون ضمن الغرف المشتركه مع عده اشخاص لكي لا يشعر بالوحده والملل ، لذلك انتقلنا ال غرفه اخرى من ٣ مرضى اخرين ، لم يكن يفصلنا عن المريض الاخر سوا ستارة خفيفه نستطيع سماع ماحولنا جيدا ، في تلك الغرفه كان احد المرضى مريضا جذا ، لم يكن مصابا بالسرطان كهارو لكنه مصاب بالتشنج والصرع ، في كل مره يأتي احد لزياره ويضايقه بالحديث سيتشنج فورا ، او حتى عندما يكون لوحده ويشعر بالوحده والحزن لوقت طويل سيتشنج ايضا ، اصبحت معتاده تقريبا على دخول الممرضه فجأه لمساعدته عندما تصدر اجهزته اشعارات انذار ، لكن الغريب في الموضوع ! ان هارو منذ انتقل الى ذه الغرفه حالته تتدهور اكثر فأكثر ، حتى انه في مره كنت جالسه عنده وهو قد نام منذ دقائق ، وفي منتصف الهدوء بدأت اجهزه القياسات خاصته تصدر اصواتا عاليه ، نهضت فزعه لا اعلم مالذي علي فعله لكن فورا جاءت احدى الممرضات ، تبعها فورا الطبيب وعدد من الممرضين معه ، فور ان جاء امر احد الممرضين بابعادي واقفل الستائر بوجهي انهرت عندها ، قدماي لم تعد تحملانني ابدا ، جلست على الارض وانا ابكي انتظر اي خبر منهم لاموت انا الاخرى ، بعد دقائق هدء من كان خلف الستار ، دقيقتان اخرى حتى توقفت صوت الاجهزه ، عندها توقف قلبي انا الاخرى التي رميت بالخارج ، توقفت انفاسي ولم اعد استطيع البكاء حتى ، خرجت احدى الممرضات وعندما رأتني جلست بجاني وحاولت جعلي انهضت : سيدتي مابك ، انهضي ارجوك انه بخير لا تخافي ، سألته وانا اكاد اموت رعبا : لما توقفت اصوات الاجهزه ؟ لما هل حصل له شيء ، اجابتني فورا : لا لا لم يحصل له شيء ، اعطيناه مسكنات فورا وعاد وضعه طبيعيا لذلك توقفت الاجهزه ، عدت ابكي بعدها مره اخرى بعد التعب النفسيي الذي احسسته بوقت قصير ، نهضت وتفقدته بعد ان ذهب الجميع لكني لازلت لا استطيع الوقوف بعد تلك الصدمه لذلك استلقيت وانتظره حتى يستيقظ مجددا ، غفيت دون ان احس وبعد وقت طويل استيقظت لكنه مازال نائما اقتربت منه ومسحت على رأسه ويديه عندها نهض اخيرا ، فتح عينيه الذابله ، اقتربت منه وانا قلقه : حبيبي استيقظت ؟ هل انت بخير ، ضحك عندها بخفه رغم تعبه ، استنكرت رده فعله هذه : ماذا ؟
هارو : لا شيء ، هل نمت لعده ساعات ام لعده سنوات ، لاول مره تناديني حبيبي
هانا ( باحراج ): يااه ، اخبرني هل تشعر بتحسن الان ؟
هارو : اجل لكني اشعر بثقل في جسدي ولا استطيع الحراك
هانا : اخبرني ماذا تريد وسؤحضره لك
هارو : الماء ارجوك
- احضرت له كوب ماء واسقيته اياه ، جلست عندها بجانبه حتى تحدث مجددا
هارو : كيف كنتي تنادينني قبل قليل ؟
هانا : لا اعلم
هارو : هيااا لمره واحده
هانا : انسى ذلك
هارو ( يمثل ): اه اشعر بالتعب ، اه جسدي يؤلمني بشده
هانا وقد صدقت مايفعله : حقا ؟ هل انادي لك الطبيب ؟
هارو : لا لا احتاجه ، احتاج كلمه واحده فقط
هانا : ييياااه كف عن هذا
هارو : عاد الالم مجددا
هانا : الن تتوقف ؟
هارو : ابدا ابدا
هانا : حسنا حسنا ...... هل انتي بخير ؟، حبيبي
- غطى وجهه بالوساده عندها وضل يضحك سعيدا كأنه قد فاز باعظم جائزه ، ندمت عندها اني لم اخبره بها سوا متأخرا
- مر شهر ونصف تقريبا على بقاءه بالمستشفى ، من سيراه الان سيشك بانه نفس الشخص الذي دخل قبل شهر ونصف ، ذلك الفتى العريض ذو الجسد الرائع ، طويل القامه ذو الشعر الكثيف اصبح العكس تماما ، اصبح شاحبا لدرجه مفزعه ، وجهه بلا روح ، عيناه ذابله وشفتاه دائما جافتان ، شعره قد سقط حتى تبقى اقل من نصفه ، بينا جسذه اصبح نحيلا جدا جدا ، كان بالكاد يرفع نفسه ويسير ، حتى الذهاب للحمام وحده اصبح امرا شاقا ، انا حقا لا اعلم الى متى سيصمد الى هذه الحال لكن الاكيد انني لازلت متمسكه بامل ان يتعافى مهما كان احتمال ذلك ضئيلا ✨
