كل مايجري حقيقي انا لا احلم ✨(١)

118 10 5
                                    

منذ الصباح الباكر وانا اشعر بشعور سيء جدا ، ليس صداعا ولا حتى الما ، شيء ما يخبرني ان حدث سيء سيحصل ، لكني تجاهلته فهو يراودني منذ عده ايام ، وانا ليس لدي الوقت لاعيره اي اهتمام فانا احتاج لمساعدخ هارو المسكين ، هارو الذي اصبح مختبئا تحت غطاء السرير ، منذ ان استيقظت صباحا وهو يشعر بالم شديد بانحاء جسده لدرجه تجعله يصرخ ويبكي ، وفي كل مره انادي فيها الممرضات يخبرنني انه ليس في استطاعتهن شيء لفعله فالمسكنات لم تعد تنفع معه ابدا ، كان يتألم كل دقيقه وانا اتقطع بكاءا بجانبه فليس بيدي حيله لمساعدته ، بعد ان تألم كثيرا غفى ، غفى لوقت طوييل استيقظ بعدها يتألم مجددا ، ناداني عندها بصوت متقطع ، عندما اقتربت اشار للدرج بجانبه ، فتحته ووجدت حاسبه المحمول موجودا ، عندها امسك بيدي وقال : خوذي حاسبي هذا واذهب لمكان هاادئ جدا وضعي سماعات الاذن ، عندما تفتحينه ستجدين على سطح المكتب فيديو يحمل اسمك شغليه وتابعيه ، تأكدي من متابعته كاملا قبل ان تعوذي حسنا ؟ ، تركت الحاسوب وعدت امسك يديه : في وقت لاحق ليس الان لكنه قال بغصب : الان هانا ، ارتعدت عندها وحملت الحاسوب ، نظر الي عندها ، بدا يتفحص وجهي بنظراته تلك ، ابتسم بعدها : تأكدي من ان تشاهديه كله دون توقف حسنا ؟ ، احبك هانا ، لا اعلم لما المني قلبي بشده وقتها ، لا اريد الذهاب قدماي تأبى السير لكن لا اريد ااغضابه وهو متعب هكذا ، خرجت من الغرفه وعيناي لم تفارقه ، مشيت لبضع مترات وعندها وجدت ممرا مظلما ، كان قريبا من الغرفه وذلك سيشعرني بالاطمئنان ، دخلت ذلك الممر وجلست في اخره ، فتحت حاسوبه وكما قال وجدت فيديو باسمي ، كانت مدته قرابه الساعتين لكن لا بأس سؤحاول مشاهدته كله ، بنجرد ان فتحته حتى ظهرت صوره هارو ، هارو النشيط في بدايات مرضه ، كان شكله رغم بدايه مرضه الا انه في اتم صحته ، بمجرد ان بدأ الفيديو تحدث : مرحبا هانا ، كيف حالك ، ستسغربين من اشياء كثري لكن تعرفين كل شيء فقط يجي عليك الانتظار طويل ، هذا الفيديو صورته في الاوقات التي كنت تغيبين عني فيها ، كنت استغل فرص غيابك واصور لهذا الفيديو، لا اعلم متى سأنتهي منه لكن اتمنى ان يكون مليئا بالذكريات الجيده ، اه صحيح ، مهما حصل لا توقفي الفيديو ابدا مهما كان السبب ، ستعلمين في وقت لاحقا سبب اصراري هذا لكن المهم الان ان اخبرك عن محتوى الفيديو ، صورت في هذا الفيديو عده مقاطع لي بينما اقرأ لك من مذكراتي لربما قد اكون اعطيتك اياها في الوقت الذي تشاهدين فيه هذا المقطع ، ايضا هنالك فيديوهات لك قد صورتها خلسه دون علمك (يضحك) لا تغضبي رجاءا ستعجبك، اه صحيح هنالك ملف ايضا باسمك ابحثي عنه في جهازي ستجدين كل صورك التي قد صورتك اياها منذ ان تعرفنا على بعضنا وحتى وقت قريب ، قاطع تركيزي بحديثه صوت اقدام عده اشخاص يجرون ، حاولت تجاهلهم لكن عندما رأيتهم يجرون باتجاه الغرفه التي فيها هارو لم استطع البقاء ساكنه ، رميت السماعات دون ان ادرك ولحقت بهم ، عندما وصلت وجدتهم قد دخلو بالفعل ، جالت عيناي بالمكان وانا خائفه من ان تكون ظنوني صحيحه ، وللاسف كانت كذلك ، عندما وقفت امام الباب وجدتهم الاطباء والمرضى متجمعين عند اخر سرير بالغرفه ، سرير هارو ، ذهبت اجري لهم لكن احدهم اوقفي وهو يقول : لا يجب عليك الاقتراب الان سيدتي ارجوك ابتعدي ، حاولت ابعاده عني وانا ابكي واقول به : انه هارو ، هارو هارو انا اعرفه ، دعني اذهب واراه ، لكن سرعان ماسحبني الى خارج الغرفه واغلق الباب بوجهي ، كنت واقفه انظر من الزجاج وانتحب بحرقه ، اريد الدخول والبقاء معه لكنهم يطردونني ، رأيتهم يتحركون بالارجاء سريعا وبدا الامر خطيرا ، اصوات اجهزته تتعالى ، فجأه ؟ صعد احدهم على السرير وحاول انعاشه مرارا وتكرارا ، لمده خمس دقائق وهو يبذل قصارى جهده ، بعدها امسكه الطبيب وانزله من على السرير ، اعتقدت انه استيقظ لكن عكس توقعتي للابد، غطى وجهه بغطائه، لا اعلم مالذي حصل لي لكن توقفت عن البكاء حينها ،لاول مره لم اصدق عيناي ، وقف بمحاكي حتى خرج الطبيب ، نظر لي بحزن : اسف بنيتي تعالي معي للغرفه المجاوره ،لم اتبعه وعدت حيث كنت اجلس قبل قليل ، لا اعلم لما قادتني قدماي لهناك لكني عدت مجددا ومازال الفيديو يعمل ، جزء كبير منه قد فاتني وانا بعيده عنه وعندما وضعت السماعات كان هارو يتحدث وقتها : في اثناء استماعك لهذا قد اكون قد احتضر او مت حتى ، خططت لذلك فعلا ان اعطيك اياه في هذا الوقت كي لا تريني بتلك الحاله المزريه...، كانت ذلك اخر شيء سمعته ، فجأه احسست ان المكان حولي اصبح فارغا كنت ابكي لكن لا احد يستطيع سماعي ، بعد ان غبت عن الوعي لعده ساعات استيقظت ووجدت والداي يجلسان بجانب السرير الذي انا مستلقيه عليه ، نظرت لهم بفزع : كيف جئتما ، عندها انهمرت دموع امي : الحمد لله انك بخير ، لما نمتي طويلا اعتقدت انك ستذهبين من بين يدي ، عندها تذكرت ماحصل وشهقت ، حاولت النهوض من فراشي والسير لكن جسدي لايحملني : هارو اين هو اخبروني اين هو ، لم تستطع امي الحديث فقد اجهشت بالبكاء وابي يجاول تهدأتي : ابنتي ارجوك اهدأي ، سؤخبرك بكل شيء اهدأي ، دخل عندها والده ، تمسكت بيديه بقوه : اخبرني انه بخير ارجوك ، لم ينطق باي كلمه ، لكنه مجرد مسحه يده على شعري اخبرتني بالاجابه ، عدت ابكي لساعات وساعات على فراشي ، لم يستطع احد ايقافي ، الشخص الوحيد الذي كان يستطيع ذلك ذهب بالفعل ، بعد ان تعبت من البكاء وخارت قواي التفت لحيث تجلس امي : اين هو الان ؟
والدتها : اخذوه
هانا : اعلم لكن الى اين ؟
والدتها : انه ... في ثلاجه الموتى
- كان وقع الكلمه ثقيلا على اذني ، انا اعلم انه مين بالفعل لكن قولها هكذا اشعرني بالالم الشديد ، تنهدت بقوه وانا احاول استجماع نفسي ، احاول ان احبس البكاء الذي عاد مجددا
- هانا : اريد رؤيته
- والدتها : لكن ...
- هانا (بغضب) : ارجوك امي دعوني اراه قليلا ، لم يدعوني اراه عندا تعب قبل ان يموت ارجوكم دعوني اراه قليلا
- والدتها : حاضر حاضر ابنتي سؤخبرهم بذلك
- عندما همت والدتي بالخروج فتح مينهيوك الباب ، دخل بوجه مفزوع ، جاء يجري لي وانا مستلقيه على الفراش : انتي بخير ؟ لم اعلم انك استيقظتي حمدا لله ، فور ان رأيت وجهه تذكرت كلمات هارو تلك ( انظري حولك جيدا ستجيد احدهم يحبك بالفعل ) ، توقيت تلك الكلمات كان سيئا ، اردت تجاهلها لذلك لم انظر لوجهه حتى ولم اجبه على اي من اسئلته ، اخبرته امي عندها بما اريد وذهب ليحد احدا يخبره لمساعدتنا ، عاد بعد دقيقتين ومعه كرسي متحرك ، ساعدني على النهوض واجلسني على الكرسي وذهبنا لحيث مغسله الموتى ، لم يسمحو لنا بالدخول جميعا لذلك دخلت انا ومينهيوك فقط ، دب الرعب بجسدي بمجرد ان احسست ببروده المكان ، سار الى الداخل ايضا حتى وصلنا الا شيء اشبه بطاوله كان جسد هارو عليها ، وقفت عندها ومينهيوك خلفي يحاول مساعدتي خشيه ان اقع ، مددت يداي التي ترتجفان ونزعت الغطاء عن وجهه، لك ان تتخيلو القشعريره التي سرت في جسدي عندما رأيته مغمضت عينيه هكذا بوجه ازرق ، كدت ان اقع لولا ان ساعدني مينيهوك ، اخبرني ان اجلس لعده مرات لكني مصره على ان ابقى واقفه لاراه جيدا ، اقتربت اكثر وبدأت اهمس : اتسمعني ؟ اخبرتني في تلك المره انك احببت تلك الكلمه مني لكني حمقاء لم اسمعك اياها بالقدر الكافي ، اشعر بالندم على كل مره قلت لك لا فيها ، لذلك ... حبيبي ... هارو .... ارقد بسلام ،انهيت حديثي بقبله طويله على جبينه المتجمد ، سالت دموعي عندها ولطخت وجهه ، ابتعدت ومسحت وجهه ورأسه بيدي ، لم ارد ان افارقه وانا اعلم اني لن استطيع رؤيته مره اخرى ، لم يقاطعني عندها سوا صوت الممرضه من خلفي : سيدتي يجب عليك الخروج الان انت تتجمديت ويجب علينا اغلاق الغرفه ، ابتعد واجلسني مينهيوك على الكرسي ، اقترب هو الاخر من هارو وتمتم بعده كلمات بجانبه لم استطع سماعها ، سحبني بعدها للخارج ، لا اعلم مالذي اصابني لكني تعبت اضعاف ماكنت عليه ، رأسي اصبح ثقيلا ولم استطع رفعه حتى ، عندما دخلنا الى غرفتي تفاجأت بوالد هارو : كان ظاهرا على وجهه التعب والحزن لكن على عكس والداي ، كان قويا متماسكا بمجرد ان دخلت ابتسم ، اقترب مني واحضتنني : شكرا لك بنيتي على عنايتك له طول هذه المده ، انا شاكر لك جدا ، حتى هارو انا اعلم انه شاكر لك جدا ، باءت محاولات حبس دموعي بالفشل وبكيت وهو يحتضنني هكذا، بعد هذه الحادثه المفزعه مرضت لعده ايام ، لم يبقى مرض لم يصبني وقتها ، ارتفاع في درجه حرارتي ، سوء تغذيه وانفلونزا وحتى التهاب معوي ، كلها كانت تتابع خلف بعضها لعده ايام لدرجه اني اصبح نحيله جذا ، ظللت اعاني هكذا لعده ايام ولم يستطيعو ان يقيمو مراسم العزاء بدوني، لكن بعد ان بدأت اتعافى قررو اقامتها اخيرا فهم تأخرو جدا ، تلك الايام كانت الاسوأ على الاطلاق، لم ارى اشنع منها ، كنت ارد بعض الهدوء ، اريد العدله اريد البقاء وحيده لكن جموع الناس التي كانت تأتي لتعزيه السيد لي ليست بالهينه ، في كل مره كنت انسحب خلسه لارتاح من كل هذا الازعاج ينادونني لتعزيتي ، فكما خدعناهم مسبقا ! انا خطيبه ابن السيدلي ، خطيبه الفتى المتوفى ، كنت اتظاهر بالقوه امام الناس لا اريد ان اشعر بعطفهم وشفقتهم تجاهي وعندما اعود لعزلتي اجهش بالبكاء مجددا كأني لم ابك قط .

One love in one day ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن