ضعف..♡

316 40 10
                                        

سواد قاتم.....رؤية معدومة......وأصوات بكاء فى كل مكان....!
هل تلك الأصوات تصدر منه؟! هل هذه نفسه التى تبكى؟!! هل هذا مايخفيه بداخله؟!!
هل..؟! هل مات!!
__________

حلم ام حقيقه؟!!
واقع أم خيال؟!!
فى الحقيقة لم يعد يهمه....ليس هناك أى إختلاف....هم أسوء من بعضهم ....!!!

حتى الأحلام التى تمثل المهرب الوحيد من واقعه اللعين...! اصبحت كوابيساً قبيحة..!!
لايريد سوى ان يرتاح من هذا.....يريد أن تصمت تلك الأصوات اللتى في أذنيه....يريد الصمت والظلام الصافى....ذلك الظلام الذى يراه كلما اغمض عيناه....صافى دون اي احلام....أقصد كوابيس!!
ألا يحق له ان يفعل ذلك؟! ألا يحق له ان يرتاح..؟!؟

مازال الجرح الذى في رقبته يؤلمه....حتى فى احلامه يتألم...
صوت آخر يرن فى اذنيه...لكن ذلك الصوت مألوف..!!
انه صوت نور:
احمد....رد عليا.....احمد انت كويس؟!! احمد...!!
_______
فتح احمد عيناه فى صعوبة بالغة....رؤية مشوهه....قد تحسنت بعد فترة..... ليرى نور بجانبه تنظر إليه بعينين قلقتين..!! وقد ظهرت الدموع فى عينيها....
نظر أيضا لذلك الجرح الذى على رقبتها....
أشار إليه بيد متهالكة.....لتنتبه نور إليه وتصاب بقشعريرة خفيفة عندما تذكرت مشهد ذلك الشيء...نفضت تلك الأفكار عن رأسها وقالت بإبتسامة باهتة:
دا...دا جرح خفيف والدكتور قال انو....هيخف بمرور الوقت...
لم يسمع ما قالته بوضوح لذا تأكد انه ليس الوقت المناسب لهذا السؤال....
هم بالنهوض من على السرير لكن نور منعته فى حنان وأعادت ظهره إلى الوراء....
استلقى على السرير ونظر لسقف الغرفة فى شرود وهو يتذكر ما قاله ذلك الشيء...
تلك الجملة التى لا تفارق عقله:
[لازم تدوق من كل داا.....لازم تدووق....الوريث...انت الوريث...وريث الدم!!]
عقله مشغول بتلك الجمله....وجسده ساكن....لا يقدر على تحريك أى جزء منه....مستلقيا على السرير...ينظر إلى جسده المتهالك أمامه فى عجز تام....يشعر بالضعف عندما ينظر لحاله...
لقد عاد ألم رقبته من جديد....هذا الشاش الذى يغطى جرحه الأليم....يحجب الناظرين عن البشاعة التى تختبىء تحت ذلك الغطاء...
لم يستعد وعيه كاملا....فقط يكاد يشعر بكل شيء حوله...لايستطيع السماع....ولا يقدر ان يتكلم....
لحظات من الملل والقلق تمضى فى بطىء شديد...
_________
[هل ستظل حياتك هكذا إلى الأبد؟! ألن تفعل شيء حيال هذا؟!؟]
فقط نفذ ماتؤمر به.....افعل ذلك فقط...ستتغير حياتك صدقنى...هذا هو الأختيار الصحيح....إما هذا وإللا....!! سـتمووت!!
إختر الآن...!!!
_______________

اختفى الصوت وأصبح يسمع ماحوله بوضوح تام !!
إذا لم يكن من تأثير المخدر كما كان يعتقد ؟؟!
نظر حوله ليتأكد...نعم انه يسمع...
قال بصوت مبحوح وهو يضع يده على رقبته:
ايه اللى حصل؟!
انتبهت نور إليه وقالت:
انت المفروض تقول ايه اللى حصل !!
فرفع حاجبيه وأشار إلى جرحها فى سخرية قائلا:
احنا الأنتين لازم نقول ايه اللى حصل
صمتت قليلا وأغمضت عينها بقوة كأنما تحاول ان تتذكر شيءا قاسيا ثم قالت بهدوء:
انا كنت نايمه فى اوضتى سمعت صوت خبط خفيف على الباب....كنت فاكراه انت!! قولت مين؟! محدش رد¡¡ الخبط بقى اقوى على الباب لدرجه تخوف وسمعت صوت الباب بيتفتح !! وصوت مرعب جاى من برا...عمال يقول مفتحتوش الباب ليه؟! فاضل خمس ايام وكان عمال يكرر الجمله كذا مره...
لحد ما ظهر..!!
قاطعها احمد فى شرود وكأنما يتذكر ذلك الشيء:
وش اسود محروق ملفوف فى كفن وسنانه شبه سنان الكلاب....
لتجاوبه نظرات الدهشة التى على وجه نور
فأكمل قائلا:
اظن انا وانتى عرفنا ايه اللى حصلنا....اللى حصلك نفس اللى حصلى بالضبت...
_انا مابقيتش فاهم....مفيش اى حاجه من اللى بتظهرلنا قالت حاجه بخصوص اللعنه وللا الكلام دا !!
_كل الحاجات دى بتأمرنى انى أخلص فصول الكتاب....الكتاب دا آخره ايه؟!
هم بالقياة من على سريره لكن نور منعته للمرة الثانية....لكنه نظر لها...نظرة حادة تحوى القليل من التوسل لتجعلة يذهب.....وجدت نفسها لا إراديا تبعد يدها عنه....تألم قليلا عندما نهض لكنه قاوم ذلك الإحساس بالضعف....لينهض من على السرير تاركا نور ورائه ترمقها نظرات القلق والتوتر.....
_______
_لو سمحت يادكتور انا قادر اتحرك وعايز اخرج احلا!!
_مينفعش يافندم....حضرتك أقل حاجه يوم واحد تستريح فيه عشان نتطمن على ان حالتك مستقره
_

حالة ايه؟! انا فوقت لقيت نفسى هنا وخلاص قومت الحمد لله وعايز امشى لو سمحت...
_الى تشوفه حضرتك....بس انت لازم تدينى اقرار انك خرجت بدون ماحد يجبرك....
_الخرا اللى ف رقبتى دا هيتفك امتى؟!
لم يجد ردا من الطبيب فلم ينتظر وخرج من باب المستشفى بسرعة...
_________
تبعته نور وهى تنظر له بدهشة..
لماذا يتصرف بتلك الغرابة؟!! لقد مضى وقت طويل لم أره غاضباً هكذا
احمد!! استنى انت لسه تعبان...
_لم ينظر خلفه حتى ليرى وجهها وهى ترجوه ان يتوقف
بداخله آلام كثيرة تغطى على ألمه الجسدى...بداخله هموم قد ثقل حملها....يود ان يلتف إليها ويحتضنها لكى تخفف عنه....يريد ان تخبره ان هذا ليس خطأه..انها ستظل بجانبه طوال الوقت....لكنه لا يستطيع!! لم يحن الوقت بعد..
تلك الدموع الساكنة فى عينيه...ذلك الإحساس بالغضب....ألم وضعف يحيط بجسده بأكمله...
_____
لا يزال يسمع خطوات أقدامها وهى تتبعه...
لماذا تفعل كل ذلك؟! لماذا حتى تهتم لما يشعر به؟! لقد أقحمها معه فى أسرار عائلته ومتاعبها...

فجأة توقف وأستدار لمواجهتها...بذلك الأسلوب الفظ ذلك الصرااخ الذى يمقته :
انتى بتعملى معايا كدا ليه؟! دخلتك فـ حوار ملكيش دعوه بيه!! وقلبت كيان حياتك كلها
ولسه بردو مكمله معيا؟!
بدأت الدموع تهطل من عينه...وبدأ يكلمها بأسلوب يشبه التوسل:
إمشى يانور...عيشى اللى باقى من حياتك وسيبينى.. أنا السبب فـ كل دا...وانا اللى هتحمل إللى عيلتى عملته!!
أنا الوريث يانور...أنا وريث الدم!!

لم تعبأ بما قاله....هى تشعر به..
لم تنطق بكلمة واحدة...بقيت تنظر له تلك النظرة المليئة بالمعانى...
نظرة تحمل الحنان والتفهم...نظرة تشعره بالأمان...
تقدمت بضع خطوات بعينين مليئة بدموع الإشفاق والحنان....ومدت ذراعيها لتضمه إليها بحنان كبير...
صمت كل شيء...وهدأت نفسه التى كانت تأن كالطفل الصغير الباكى....
END..!!

رأيكوا بيهمنى جداا ❤
الحاوى..♡

أرض الحاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن