تحامل احمد على قدميه التى لم تتوقف عن الإرتجاف حتى الآن... حمد ربه ان الساعة متأخرة وإللا كان المارين فى الشارع سيقتلونه بنظراتهم المتفحصة...كانت الشمس على وشك الشروق...مما يدل على انه اصبح حيا لمدة يوم آخر...
قدماه تؤلمانه بشدة...تستغيث به طالبة منه ان يتوقف حتى تستريح...لكن بلا جدوى...فلا وقت للراحة...
تقدم بخطوات مؤلمة حتى وصل إلى مفترق طرق تنتشر فيه وسائل المواصلات...
أشار بيد متهالكة لأول سيارة اجرة ووصف له وجهته ونام من كثرة الإعياء...مع ان الطريق ليس بالبعيد لكنه لم يقدر على الصمود أكثر من ذلك....
حاول السائق ان يكون لطيفا ولم يذكر ما كان يقوله أحمد أثناء نومه...
لمس السائق جسد أحمد البارد ف أنتفض بقوة وأفاق ناظرا لما حوله...يحاول ان يرتب افكاره ويستعيد توازنه...
خرج من السيارة منهكا غير مدرك لما يفعله...لكنه لحسن الحظ كان يعرف وجهته...المنزل
فكر فى الإتصال بنور ليعلمها بما حدث
لكنه ألقى بنفسه على السرير ونام !!****
متت...! متصدقيهووشش
ن..نهاايتك قربت !!
هتموتى وهيعيش ... القبرر مكاانك...القبرر !!انتفض جسد نور وأفاقت من ذلك الكابوس الفظيع...
كانت يداها متمسكة بغطاء السرير والرعشة تصيب جسدها...أخذت أنفاسا متلاحقة وظلت على هذه الحالة عدة دقائق...وضعت يدها المرتجفة على رقبتها وأطبقت عليها جيدا فى محاولة فاشلة بأخذ أنفاسها....
حاولت ان تتذكر تفاصيل ذلك الكابوس المروع...
فى الواقع لم يكن كابوسا...بل كان صوتا يشبه صوت الفحيييح...يصدر من العتمة !!
كان الظلام يحاوطها من كل مكان...لم تستطع ان تصم أذنيها عن ذلك الصوت الغريب...
سمعته بكل وضوح...لم تفهم معناه...لكنه صوت يقبض الأنفاس...هل...هل ستموت فعلا؟! هل نهايتها هى وأحمد قد قاربت؟!
لا يهم...
على الأقل ستُنهى حياتها مع الشاب التى اختارته...التى لن تشك به أبدا...ستقف بجانبه وتساعده مهما كلفها الأمر...
ليتها فقط تطمإن عليه....*****
استيقظ احمد على وسادته التى امتلأت بالدماء الجافة...لم يعد يهمه ماحصل له....لم يعد يهمه أماكن الجروح وآثارها...لم يعد يهمه أى شىء سوى ان ينتهى من هذا العذاب....
تحامل على عضلاته المنهكة وقام عن السرير بصعوبة شديدة...
قاوم ذلك الألم الذى يحاوط جسده ونهض ليكمل ما بدأه...
مد يده إلى هاتفه المحمول
ليطلب رقما يمقته بشدة :
_الو...
_ايوا ياعم مصيلحى انا احمد...
بدى الرجل وكأنه تعرف على هوية المتصل :
_ابو حمييد...فينك ياراجل؟! مش قولتلك تيجى عندى نشرب الشاى؟!
_أديك قاعد انت تشرب ف شاى ياعم مصيلحى وتقضى ف مصالح..
قهقه عم مصيلحى بضحكات عالية ورد قائلا:
_عقبال ماييجى معاد شايك....انا مستنيك...فوت عليا ف آااى وقت تحب..
![](https://img.wattpad.com/cover/108780689-288-k283819.jpg)
أنت تقرأ
أرض الحاوي
Terrorإنتهى الأمر.. "لا يوجد سبيل للتحرر منها سوى بالتضحية..بالدماء..بالكذب...بالنفاق" "لا يوجد مكان للمشاعر فى تلك الدنيا البائسة..لايوجد مكان للحب" "لكى تتحرر يجب أن تكون مجرد مسخ لا يشعر" الأمر ليس بيدك..ليس لديك حرية الإختيار! نحن أسياد الأرض....سلاطي...