ملعون

294 27 10
                                        

بعد يوم دراسة طويل رجعت نور وهى مرهقة
إلى منزلها الذى يقع فى مساكن الجامعة....
سارت نحو السرير بملل شديد وتركت جسدها يُرمى على السرير..

إعتدلت فى جلستها وأغلقت الأنوار وتركت نور ال{أباجورة} مشتعلة...ليضيف إلى المكان بعض الهدوء الذى حرمت منه لفترة طويلة...

أغمضت عيناها ببطىء وتركت خيالاتها وذكرياتها تتمايل وتتشكل أمامها...
شردت فى أول لقاء جمعها ب(أحمد) ذلك الساكن الجديد الذى غير مجرى حياتها بالكامل...أضاف إليها الأحداث الجديدة والمغامرات
وقصة حب قصيرة تأمل أن تكتمل...
أبعدها عن حياتها الروتينية المملة...التى إفتقرت إلى الحماس والتجدد فى أحداثها...
أول لقاء بينها وبين ذلك الفتى الغريب...ذا العائلة الأغرب..
إستغرقت قليلا فى التفكير حتى أتتها أول ذكرى تجمعها معه...كان ذلك منذ ثلاث سنوات...
كان لقرب شقتها من شقته التى تقع فى نفس البيت دورا كبيرا فى توطيد العلاقة بينهما...
ولحسن الحظ أنهما كانا فى نفس العام الدراسى...
كان يكبرها ببضع أشهر فقط... ولكن طبعا لم يؤثر هذا على التواصل بينهما
عرفت منه أنه إنتقل إلى هنا بغرض تقليل المسافة بين بيته وجامعته...
ليضمن لنفسه الأستقرار و لتفادى مشكلات السكن...

لم ترى أى فرد آخر من أسرته....
ولم تهتم بذلك...
لكنه كان دائم الحديث عنهم...
فشعرت أنها جزء منهم وهى لم ترهم من قبل... !!

لطالما كانت عائلته غريبة...لم تر أمه تغادر المنزل من قبل..
فأدركت أنها لربما تكون غير قادرة على المغادرة لشىء صحى...
لم ترد أن تسأله لكى لا تصعب عليه الموقف...لكنه كان فى المقابل يحكى لها كل شيء عن عائلته...
أخبرها أن والده قد توفى قبل إنتقاله إلى هنا بفترة بسيطة...

أخبرها أيضا أنه وحيد...يعيش مع أمه وجده الذى أضاء له حياته وعوضه عن والده...

أصبح يحكى عن عائلته بالتفصيل بعد موت جده...

أخبرها عن المواقف التى حصلت معه هو وأمه فى البيت...وقد فعلت مثل مافعل أهلها بالضبط...لم تصدقه ولم تؤمن به.. !! حتى تخلت عنه هى الأخرى كما فعلت معها عائلتها...
لاتعلم حقيقة شعور أمه تجاه أحمد...
لكنها متيقنة أن أهلها لايريدونها مجدداً :
لم يفكروا فى الأتصال بها...
إختاروا أن يخفوا عار أبنتهم التى ترى أشياء غير موجودة...بدل من مساعدتها والوقوف بجانبها...

إختاروا الإبتعاد عنها ف إختارت نفس الإختيار مرغمة...

وأصبحت تعيش داخل قصص أحمد وأمه التى ملأت الفراغ التى كانت تشعر به...

منذ أن إبتعدت تلك اللعنة عنها وهى إفتقدت شىءا كبيرا...
عقلها توقف عن التفكير...فقد ضاع منها كل شىء تقريبا فى حياتها السابقة...لم يبقى لها شىء هنا...
حتى أحمد أصبح مهتما بإخراج تلك الجثة اللعينة..وصار التواصل بينهما قليل جدا... لقد إشتاقت له

أرض الحاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن