الطريق للغرفة الخلفية...

586 45 5
                                    

احداث من الجزء الاول:
_انه حائط اسود ضخم.. يهتز بقوة كأن هناك اشخاص يدفعونه من الجهة الأخرى... نفس الأصوات التى يسمعها مجددا...لكن هذه المرة سمع صوت رجل يبكى.... صوته واضح جدا فى وسط هذه الأصوات...يقول:
انا مش هسيبك هنااا... مش هتموتى صدقينى...

_انا كمان بشوف الحاجات دى...ومش هكدب عليك واقول انى ماخفتش...لا انا بخاف منهم...بس مش هسمح لخوفى دا انو يوقفنى....

احمد انا عارفه انك ملكش دعوه بالموضوع دا...بس انا كمان ماعدتش قادرة استحمل...

الكتاب بتاع جدى دا كان بيكتب عن الحاجات دي...يعنى احنا مش مجانين....اللي بنشوفه دا حقيقي....

احنا لازم نجيب الكتاب عشان نعرف ازاى هنخش الأرض دى..وبعدين اى حاجة هتحصل هتبقى احسن من اللي احنا فيه...
احمد بص انا معاك ف اي حاجة المهم اننا نخلص من الجن والحاجات اللى بنشوفها دى....
احنا لازم نجيب الكتاب...

بعد حديث احمد مع نور شعر احمد انه امام مسؤولية كبيرة تقع على عاتقه...وهى اخراج نفسه ونور من هذه اللعنة واستعادة حياتهم العادية....لكن هل سيجلس هنا فى المستشفى مكتوف اليديد ام ان عليه ان يفعل شيءا حيال هذا.....
جلس احمد على سريره وأخذ الهاتف من المنضده التى بجواره وأتصل بأمه:
_اللو ايوا يماما....انتى عامله ايه دلوقتى
_الحمد لله ياحمد...وحشتنى يابنى والله...اخبارك ايه
_الحمد لله ياماما....المكان كويس هنا وانا مرتاح
_ماما انا عايز وانتى جايه تجيبى معاكى كتاب جدى اللى عندك عشان عايز اقرأ اللي فيه....هتلاقيه فى اوضتى
_ايوا بس ياحمد الكتاب مش مكتوب فيه حاجه هتقرأ فيه ايه؟!
_تذكر احمد انه لايمكن لأحد رؤية هذه الأشياء غير المصابين بهذه اللعنة....فبسرعة تدارك الأمر وقال لها:
آااه قصدى اكتب فيه...شكلو كتاب جميل كدا وهو يبقى هدية من جدى الله يرحمو....
_حاضر ياحمد هشوفهولك وهجيبو معايا....

استلقى احمد على السرير وشغل الموسيقى من هاتفه ولكن هذه المرة لم يستخدم السماعات...
استرخى احمد على السرير ونظر لسقف الغرفة وهو يستمع إلى الموسيقى....ثم بدأ كعادته فى التفكير.....
يفكر فى كل شيء....يفكر فى بداية الأمر:
طيب نفرض ان دى فعلا لعنة...ليه جدى ماحاولش يدخل الأرض دى...ليه اختار انو يعيش الحياه دى ويشوف الكلام دا....ليه ماخاطرش بنفسو عشاننا....ليه يحملنى مسؤولية زى دي...حتى لو قال انو شاف فيا راجل وقد المسؤولية....
الله يرحمك يابابا....كان زمانك دلوقتى انت اللي في الموقف دا...انت وحشتنى اوى...تفتكر لو كنت مكانى كنت عملت ايه...اختار انى اعيش كدا طول عمرى وللا ادخل الأرض دى وخلص نفسى ونور من كل دا....انا مش قادر افكر....قام احمد وسحب كرسيه وقام بجره حتى وصل إلى شرفة المستشفى....نظر احمد إلى النجوم فى ظلمات هذا الليل تضيء وتنير ذلك الظلام....ذلك المنظر الذى يشتاق إليه....ذلك الليل القاتم.....تلك النجوم الساحرة....الرياح الباردة الهادئة....بعيدا عن ضوضاء ومشاجرات النهار....فهذا النهار للعبث....وهذا الليل للمفكرين والحالمين....استلقى احمد على كرسية وأخذ كوب الشاي... وجد احمد شقا صغيرا فى صور الشرفة....لكنه لم يهتم به كثيرا.....نظر إلى الفضاء الذى تحته.... ذلك الظلام القاتم بدون نجوم تضيء وترشد تلك الناس....فبدون تلك النجوم الناس لن تستطيع الروئية....لن تستطيع التمييز....سوف يمضون بلا هدف....بلا وعى...بلا روئية للواقع....فى ظل تأمل احمد ذلك الكون لقد لمح نفس الشق الذى كان موجود مسبقا....لكنه الآن يتضاعف بصورة مخيفة...فقد اصبح صدعا في الشرفة يمكن ان يوقعه في اي وقت...خاف احمد كثيرا وأراد ان يسحب الكرسى ويخرج من هنا....لكنه لم يستطع ان يحركه ولو سم مترا واحدا....إذا انه محبوس فى تلك الشرفة التى يمكن ان تهوى به فى اية لحظة....ولكن ليس ذلك فقط.... فقد وجد طفلة صغيرة تخرج من ذلك الصدع فى الجدار....ليس لها اي ملامح...سوداء متفحمة...جلدها منزوع منها والدم يسيل فى كل ارجاء المكان...تصدر صوت ضحكات اطفال ولكنها مرعبة وتصدر هى نفسها اصوات غريبة لا استطيع فهمها....تقترب منى في بطىء وهدوء قاتل.....حينها علمت انه لا مفر لى من الموت....فنظرت إليها وعيني مليئة بالدموع الحارقة وقلت الشهادة وكررتها مرارا ومرارا....وهي تقترب منى...تلعق شفتيها المتمزقتين بلسانها الأحمر القاتم الطويل.....اقتربت منى اكثر....لم يعد يفصلنى عن الموت سوى لحظات قليلة......ولكن الشرفة هوت بى إلى الأسفل لكن للأسف امسكتنى قبل ان اسقط....فلم اجد طريقة سوى ان اخذت قطعة طوب كبيرة من هذا الحطام وضربتها على رأسها ضربة قوية فأفلتتنى....وأكملت سقوطى إلى الأسفل..اعلم اننى سأموت ولكن على الأقل لن أري هذه الأشياء مجددا....ضربت رأسى في الأرض وتمزقت إلى اشلاء...ولكن كيف أرى ذلك؟!! ظللت أرى نفسى وانا ميت عدة ثوانى ومن ثم الرؤية انعدمت ولم اعد أرى او اسمع شيءا....سوى صوت واحد....اسمع صوتا غليظا يقول لى:احمد متروحش هناك....هتندم ياحمد....لو جيت انا اللي هموتك...وصدقنى مش هتعجبك طريقة موتك....شايف اللي بيحصل دا...دا لسه البداية ياحمد....البداية ازاي هو مش انا المفروض متت ولا ايه اللي حصل...أنا فين؟؟! صوت امى بينادي من بعيد:
احمد...احمد فوق ياحمد انت بتحلم يبنى...
وفعلا صحيت من الحلم ولقيت ماما قاعدة جمبي وأول ما ُُفقت قامت حضنتنى وقالتلى مالك ياحمد إيه اللي حصلك؟؟ مارضيتش،احكى عشان ماتقولش عليا مجنون...فقلتلها كنت بس باحلم بس مش فاكر الحلم...
و

أرض الحاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن