متى سينتهى؟!

303 28 4
                                    

احداث من الجزء الأول :

_مين؟!
_افتحى يا ....!!!!
(صوت ارتطام قوى قد هز الباب بقوة !!)

شعرت نور بالقلق الشديد وتوجهت نحو الباب ببطىء شدييد....وأمسكت بالمقبض بيدين ترتجفان...
وفتحت الباب بقدر صغير لكى ترى ما الذى يحدث فى الخارج.. !!
(صرخت نور بأعلى صوتها...!!
_احمد ايه اللى حصلك؟! فوووق !!
_الخناااس...التاببووت...الخناااس

(جعل يتمتم بتلك الكلمات وهو فاقد الوعى !!)
ف سحبته نور إلى الداخل بكل قوتها
ونظرت فى قلق لذلك الوشم المقزز
****

الصمت التام...الرؤية المعدومة...أصوت ضربات القلب المضطربه...
متى يختفى ذلك العذاب؟؟ متى ينتهى ذلك الكابوس القذر !! ألن يستيقظ فى يوم ويكتشف أن كل هذا مجرد حلم قد طال وأصبح غاية فى القبح؟

يالها من حياة قاسية..ذات رتم بطىء...ذات هواء بارد...
لقد سلبت منه تلك الحياة التى كان يراها مملة...وأبدل بحياة مليئة بالرعب والفزع...لايزال يرى حياته الأولى مملة...بل غاية فى الملل...لكنها على الأقل..عادية..
متى سينتهى ذلك العذاب...متى؟!
لقد اصبح قادرا على فتح عيناه...لكنه لا يريد !!
يعلم ماذا سيرى...يعلم كيف هو شعور نور ونظراتها الآن...تلك النظرات التى تشعره بالقشعريرة من طيبتها ونقائها....كيف له ان يورطها فى ذلك الشىء؟؟ كيف لذلك الملاك أن يتألم بسببه ؟؟

***

فتح عينيه مجددا...سمح لذلك النور بالدخول لعينه...إعترف بأنه فى مشكلة كبيرة وعليه حلها وبأسرع وقت...
فتح عينيه فقط...لم يحرك ساكنا...ينظر لذلك الواقع فى ملل وضجر...أخذ نفسا عميقا وأخرجه بهدوء عسى ان يهدأ قليلا...لا يتذكر أبدا انه وصل إلى بيت نور...لكنه كان يريد....حسنا لحسن حظه انه وصل قبل ان يفقد وعيه فى الطريق... !!

حسنا لقد وصل...لذا يجب ان يفسر ما حدث...يجب ان يحكى ذلك الموقف الذى يأمل أن ينساه قريبا...
نهض أحمد وأعتدل فى جلسته على السرير...ونظر لنور التى تلمحه بنظرات الغرابة والقلق...تنتظره لكى يتكلم...لكى يقول أى شيء يريح بالها...
ولكنه لم يفعل ذلك...قام من مكانه ببرود تام وتوجه إلى الباب ليخرج...بخطوات بطيءة...وأمسك الباب بقبضته القوية وهو يسحبه لكى يخرج...وتلك المسكينة ترمقه بتلك النظرات...دون أى كلمة !!
لكنه توقف فجأة بعد أن جال بخاطره انه قد امضى عندها الليل بطوله...لقد استضافته عندها رغم انها تعرف ما سيقال عليها بعد تلك الحركة...لابد انه كان فى حالة يرثى لها فعلا...بعد تفكير دام لمدة دقائق رد احمد الباب فى استسلام وألتفت لها متأسفا لما حصل منذ قليل...ولكن ...أين رفيقتها فى السكن...لقد ذكرت له انها تعيش مع صديقتها هنا....أين تلك الفتاة؟!
لقد أراح ذلك ضميره قليلا...لأنه بذلك هناك شاهد على تلك الليلة الماضية...
لكن هذا لن يريحه أيضا...لن يفترض أشياء من العدم...يجب ان يعرف ماذا حدث بعد دخوله هنا..!
لكنه لا يريد ان يسألها بطريقة مباشرة...يجب ان يفكر مليا فى السؤال الذى سيسأله لها...لكى لا يظهر عليها الحرج

أرض الحاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن