أرض الحاوي

العبد

أحداث من الجزء الأول:

"من سادة الأرض إلى عبيد البشر....."
لا تقربوا الطلاسم التسعة...
وإللا ستضطرون إلى التضحية بروحكم...
من السادة إلى العبييد...

نحن لا ننسى...نحن لا نتهاون
"اللعنة على قارئ تلك الطلاسم..."

لم يبالى بما كتب فى تلك المقدمة الغريبة...كل ما كان يفكر فيه هو شىء يلفت الأنظار..لكى يستخدمه فى روايته...

الصحف بيضاء تماما...على ما أظن !!
هناك نقطة دماء صغيرة وقعت على الكتاب...إنتفض أحمد من مكانه وقام بالرجوع إلى الخلف.. !!
هل يتخيل مرة أخرى؟! لكن تلك النقطة لاتزال موجودة !!
أخرج أحمد من جيبه منديلا وقام بالإقتراب من تلك الورقة...ليثبت لنفسه أنه يتخيل..كما فعل مع غلاف الكتاب !!
أمسك المنديل بيد مرتجفة..ومسح تلك النقطة ببطء.. ولكن أثناء ذلك سقطت على يده نقطة دماء أخرى !!
ماهذاا ؟!
أهذه الدماء حقيقية؟! أبعد أحمد يده من على تلك الصفحة وقام بمسح يده بسرعة.!!
فى حين ظلت تلك الدماء تتساقط من العدم !!
تتساقط بإنتظام واحدة تلو الأخرى...كأنها تشكل شىء معين...

توقفت قطرات الدماء عن السقوط
حينها إقترب أحمد من الكتاب وقرأ تلك الكلمة :

﴿ ملعون ﴾
________________________________

إنتفض أحمد من على سريره فجأة
وأخذ عدة أنفاس متلاحقة...وفمه مفتوح من كثرة الفزع...
نهض من على سريره بقدم مرتجفة والعرق الغزير يغطى جسده بأكمله...لم تستطع قدمه التحمل فسقط أرضا
أنفاسه لاتزال تتصاعد كمن كان يختنق...
ضرب الحائط عدة مرات بيده حتى سال الدم منها!

ذكريات وسخه..يلعن أبو الروايه دى!

لفظها بصوت عال يحمل الكثير من الكراهية...
صرخ عدة مرات لتذكره تلك الحادثة المؤلمة...

إستند على ركبتيه وقام...لم يستطع أن يهدىء ضربات قلبه التى تكاد تكسر أضلاعه....

أمسك رأسه بقوة يحاول أن يوقف عقله عن التفكير...لكن ما من فائدة!

سالت من عينيه الدموع وإستسلم أخيرا لتلك الذكريات البغيضة..

كل ذلك من أجل الشهرة...ضحى ببقية حياته من أجل محاولة فاشلة لأن يكون شخصا ناجح...

ضم قدماه إلى يده وبكى بحرقة على ما أصبح عليه
الآن يتذكر كل ما حدث فى ذلك اليوم رغما عنه..

شريط ذكريات ذلك اليوم لا ينسى!
***
﴿ملعون﴾

لم يقتصر ذلك الكتاب على تلك الجملة...
بل بدأت الكلمات تظهر من العدم!
بخط عريض ولون أحمر داكن يشبه لون الدم! كتبت تلك الكلمات على تلك الصحف الملعونة...