اليوم الثانى

232 27 21
                                    

إنتظر أحمد نور خارج المبنى..إنتظرها بشوق قد فشل فى إخفائه!
حتى وجدها أمامه...

ملاكه الأبيض! روحه النقية..

كان يتأملها فى صمت وهى تقترب منه...أبهرته بذلك الثوب الرائع الذى يظهر بعضا من أنوثتها وجمالها

ينظر فى عينيها بإبتسامة حانية وشرود غريب..

كان يستمتع بالنظر إلى وجهها الذى إحمر من كثرة  الخجل...
فهذا ماتتميز به...مشاعرها صادقة لدرجة تجعلك تستمتع عند النظر إلى تعابير وجهها...
أما هو..فمشاعره تلك مزيفة

كلما إقتربت منه..زاد إستمتاعه أكثر..فمشاعره مزيفة لكن إستمتاعه "حقيقى"

نظرت إليه بوجه طفولى تملأه البسمة وقالت:
_هتودينى فين ياعمو؟!

ضحك أحمد قليلا ثم قال لها ببشاشة:
_عمو هيوديكى فى مكان جميل عشان تقضى فيه سهره معاه..مبسوطه؟!

_طبعا ياعمو..إنت أحسن عمو فى الدنيا

إبتسم أحمد محاولا إخفاء ما فى نفسه من ألم..
هو الآن جريح يحاول أن يظهر متماسكا..
عقله مشغول فى تحذيرات ذلك العجوز..ومدى الضرر الذى سيلقاه عند التقرب لنور..
قلبه يتألم لأنه مكبوت طوال الوقت..لايستطيع أن يحب أو يفرح فهو الآن مجرد عبد!

لايستطيع أن يكون مع نور إللا بجسده..تعبيرات وجهه وجسده المعتادة فقط! لايستطيع ان يعطيها أكثر من ذلك...هى تستحق أكثر..تستحق أن يحبها أحد بصدق ولكن ليس بيده!

ضغط على نفسه أكثر وأوقف عقله عن التفكير قليلا وأكمل حديثه مع نور...
كل ذلك لم يأخذ ثانية من وقته الحقيقى...لكنه يمثل ألم "ثلاث أعوام"

نظر فى ساعته ثم قال:
_يله عشان مانتأخرش

أشار أحمد إلى سيارة أجرة وقال له أن يذهب إلى مطعم "ميراى" فى منطقة "الزمالك" بالقاهرة

دخل كلاهما من الباب البنى الضخم....كان الممر طويلا مزخرفا ببعض الأشكال النحاسية الرائعة..
إنتهى الممر ووجدا نفسهما فى القاعةالرئيسية

الأغانى الكلاسيكية الهادئة تغلف المكان

والإضاءة الصفراء الذهبية تعطى رونقا للمكان وشعور بالإسترخاء...

جلسا على طاولة مربعة  سوداء اللون

على كل حائط كانت توجد لوحات فنية تصميمها يشبه تصميم التحف الفنية...

كان النبيذ الفاخر منتشر فى ذلك المطعم..لكن لم يحب أحد منهم شرب الخمر او أى شىء من هذا القبيل..فقط إكتفوا بعصير العنب الطازج ولإستمتاع بتلك السمفونيات الرائعة..
تكلموا تقريبا فى كل شىء..كان أحمد مرتبكا طوال الوقت بسبب تشابه تفاصيل هذا المكان بالذى فى الحلم
لكنه هو من أتى إلى هنا ليثبت لنفسه أنه يقدر على تخطى ذلك...

أرض الحاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن