مقيد

214 23 2
                                    

أنا بحبك يا نور!

كانت تلفظ انفاسها الأخيرة..
آخر ماقالته له أن ينزع ذلك الماسك الباكى الصادق من على وجهه...فهو لا يلائمه!

ظل أحمد ممسكا بنور وهو ينظر لها بألم وحزن شديد
لم يتخيل حتى أنه سيحزن لفراقها...لكنه بكى من أجلها!

وضع رأسه على رأسها فى خيبة أمل حقيقية..وقد لمست دموع أحمد وجنتيها وتابعت النزول إلى الأرض التى إمتلأت بدمائها...
أصبح لون بشرة نور شاحبا للغاية...وزاد برود جسدها
_____
ي...يأستاذ..إصحى الله يسترك إحنا وصلنا !

_وصلنا فين؟!

_لاحول ولا قوة إللا بالله! يأستاذ إنت قولتلى على مكان أوصلك ليه...ومفيش دقيقه ولقيتك نايم..
ك..كنت قاعد تنادى وتزعق بأسم (نور)...وكلام كتير كدا كنت قاعد تقوله وتتحرك فى الكرسى..

فرك أحمد عينيه وأزال الدموع التى على خده ولم يرد على ذلك السائق...

_يا أستاذ إدينى فلوسى وشيل التابوت النجس دا من العربية الله لا يسيئك...

نظر أحمد بعين ناعسة إلى وجه الرجل ونظراته الخائفة والعرق الذى ينزل من جبينه...وفتح باب السيارة وخرج...وقف قليلا ليستعيد ثباته ووضع يده فى جيبه وأخرج بعض المال وأعطاه للسائق فى شرود...

نزل الرجل وفتح باب مؤخرة السيارة وأخرج التابوت الخشبى وأنزله على الأرض فى سرعة وضجر...
ونظر لأحمد نظرات غريبة..ثم تحرك بالعربة...

كان أحمد قد إستعاد وعيه أخيرا
فقام بسحب التابوت إلى تلك الحديقة الغريبة
أزال السلسلة الحديدية وقام بوضع التابوت..
قام بتغيير ملابسه السوداء المليئة بالدماء وذلك السائل الأسود..بملابس نظيفة
وحفر حفرة صغيرة فى تلك الأرض الزراعية وألقى فيها الملابس وردم عليها
أغلق باب الحديقة وخرج..
سار واضعا يده فى جيبه ناظرا للسماء المليئة بالغيوم...كانت الساعة قاربت على السادسة مساءً

أمضى المسافة كلها فى التفكير فى ذلك الحلم الغريب..
لقد أثر فيه ذلك الحلم كثيرا...
ثلاث دقائق قد لخصت كل تلك السنوات الثلاث التى عاشها مع نور...
هل كانت تلك الدموع دموع إشفاق على حالتها تلك؟
أم أنه فعلا قد بكى لفراقها...
سواء أكانت الدموع إشفاقا أو حبا..
على الأقل إكتشف أنه يمكن أن يشعر من جديد..
ظل طوال الطريق شاردا..عقله لايتوقف عن إلقاء الأسئلة..

وصل إلى غرفته التى فى السكن الجامعى..
وجلس على أول كرسى قابله فى تعب.
إرتاح لمدة قصيرة لم تتجاول العشر دقائق..
قام بالإتصال ب(نور) ليكى يفى بوعده...وقرر عدم التفكير فى ذلك الحلم مجددا...

أرض الحاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن