الخنااس !!

276 32 6
                                    

وصمت كل شيء....للحظة قصيرة...شعر فيها بارتياح....لم يشعر بالسعادة...شعر بنبضات قلبه تهدأ...شعر بكل آلامه تسكن لدقيقة...دقيقة واحدة!!
لم يشعر بحنانها منذ زمن....
لكن سرعان مابرد ذلك الإحساس...وعاد كل شيء لطبيعته...طبيعته التى لم يحبها يوما !!
وجد نفسه يبتعد عنها ببطىء شديد...اصبح الهواء البارد يحل مكان دفء ذراعيها...عاد إلى واقعه مرة أخرى...بعد دقيقة لم يعش مثلها من قبل...
_______
بوجه استعاد جموده وثباته..قال لها بطبيعته الهادئة _أنا آسف...
(كانت تعلم انه لن يقول أكثر من ذلك...ولم تنتظر شيء آخر)
______________
وأكمل فى مشيه...عقله شارد فى ذلك الكتاب...
وما هى الخطوة القادمة...
يفكر فى وضع بعض التشويق لقصته... !!

****

أخذ الطريق مشيا حتى وصل إلى مسكن الجامعة....
وقد غلبت ذكريات الجامعة تفكيره وشروده...لقد دار بعقله كل المشاهد...كل الذكريات...كل شىء...
تذكر كيف كان يتصرف قبل أن يأتى ذلك اليوم اللعين ويفسد كل شىء....لقد كان مثل أى شخص آخر...كانت أقصى طموحاته هو أن يتخطى امتحان الهندسة بدون أن يرسب....لقد كان قاسيا مع نور...لم يعرها أى اهتمام...كانت بالنسبة إليه مجرد جارة ينقل منها فروض المحاضرات...ربما ذلك اليوم لم يكن بذلك السوء....فقد جمعه مع آخر شخص كان يود أن يجتمع معه فى تلك المواقف...تذكر كيف شعر بالحنان وقام بضمها إليه...ضمها مثل أب حنون يواسى ابنه الصغير...ذلك الإحساس الذى لم يشعر به من قبل !!
توقف تفكيره مع وصوله إلى المسكن...
وقد رأى نور تعبر إلى المدخل المقابل له...مسكن فتيات الجامعة...لم يلحظ وجودها حتى...
هناك حركة غير منتظمة وراء أحمد مباشرة...كانت موجودة طوال الطريق...لكنه أنشغل بتفكيرة عنها...إلتفت ببطىء ليرى ما هذا الشىء !!

لا شىء...لاشىء على الإطلاق...فقط رياح مابعد المطر...وهدوء الليل المخيييف....
عاد إلى وجهته وقام بالصعود على سلم المسكن...الوضع هادىء لدرجة غير طبيعية...هدوء وظلام قاااتم...يخيم على المكان !! كيف لم يشعر بذلك من قبل؟! هل شرد فى تلك للذكريات إلى ذلك الحد؟!
*من حقه أن يفعل*
كل هذا لم يوقفه....فهو يريد ان يفتح ويقرأ ذلك الكتاب بأى ثمن...
لم يصرون على عدم قراءتى لبقية الفصول؟!
ما الذى سيحدث؟!
أكمل صعوده على الدرج حتى وصل إلى غرفته...فتح الباب فى لهفة...ووجد الكتاب !!
هذه المرة بدون أجسام سوداء...بدون دماء على الأرض...بون أى شىء يدعو للقلق...الأمر يبدو طبيعيا...غالبا !!

فتح الكتاب وجلس يقرأ فى لهفة وعجل:

[التابوت الخناس]
______________________________________

***
احمد...
عندما تقرأ هذا الجزء من الكتاب.فأعلم أنك قد إجتزت شوطا كبيرا...هذا يعنى اننى أصبت فى إختيارى لك.لكى تجتاز هذه المحنة...أنا فخور بك ياحفيدى...
أنا لا أزال على قيد الحياة...لكنى سجين داخل ذلك التابوت المغلق... _التابوت الخنااس_
عندما اكتشفت سر اللعنة وكيفية حلها إلى الأبد...وضعونى فى ذلك القبر...هم ليسوا من الإنس ياحفيدى...هؤلاء مردة من الجن !!!

أرض الحاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن