المسخ!!

218 26 2
                                    

إلتف أحمد من خلف ذلك العجوز وأخرج سكينا طويلا...وقربها من رقبة ذلك العجوز وقام بذبحه بكل برود...
تلطخت السكين بدماء ذلك القذر وأكملت نزولها لتلطخ المال الذى كان بين ذراعيه...

مع شهقة قوية صدرت من حنجرة ذلك العجوز المقطوعة
...قد أمتعت أحمد وجعلته ينظر إليه مبتسما
رفص أحمد العجوز بقدمه ليسقط على الأرض غير قادر على الإستعانة بأحد

وأكمل أحمد قائلا له:

_ههه..معلش ياعم مصيلحى بقى..لازم تبقى فى جته مكان الجته اللى هتتاخد..
ومفيش أحسن من جتتك النجسه تدخل القبر دا...
عشت طول عمرك كلب فلوس..ومتت كلب ونجس!

****

كان أحمد قد اتفق مع سيارة نقل مشبوهه ستساعده فى نقل التابوب الخشبى الى تلك الساعة المذكورة فى الكتاب

ترك أحمد الجثة ملقاة على الأرض وذهب الى الكوخ الذى كان يقضى  فيه العم مصيلحى الليل...كان باب الكوخ مفتوحا...يصدر منه صوت اغنية لأم كلثوم من راديو قديم الطراز...

كان الراديو موضوعا على حافة نافذة صغيرة تطل على المقابر وعتمة الليل!

تحت هذه النافذة توجد (طبلية) صغيرة موضوع عليها زجاجات من الخمر ورائحة الحشيش تسود الكوخ بأكمله...كان يبحث احمد فى هذا الكوخ على فأس كبير أو اى شيء يساعده فى فتح التربة...

لم ينتظر كثيرا حتى وجد ما يبحث عنه...أخذ أحمد فأسا كبيرا من تحت الأريكة المقابلة لل(طبلية) وخرج من الكوخ مسرعا

 سحب جثة العم مصيلحى حتى وصل إلى القبر...كان قبرا بعيدا عن بقية القبور الأخرى

أكثر ظلمة منهم...وأكثر سكونا
إقشعر جسد أحمد من هذا المنظر....أصوات غريبة تصدر من عدة أماكن..وظلام دامس يجتاح المنطقة...
كلما إقترب من القبر....زادت الهمهمات وقلت الإضاءة..

لم تهمه تلك الأصوات ولم يفكر فى مصدرها..لم يهمه الظلام الشديد..وتربة المقابر الحمراء التى تلمع فى الظلام...

ترك الجثة  بالقرب من القبر..وأمسك بالفأس وبدأ فى اختراق التربة بكل ما أوتى من قوة...كانت تربة حمراء لزجة...تشوبها بعض العظام المتحللة...ورائحة كريهة تفوح كلما أقترب أحمد من تلك الجثة المشؤومة....

أصدر الفأس صوت اصطدام بشىء صلب..فتأكد أنه وصل الى تابوب ذلك العجوز الملعون...

كان يصبر نفسه فى هذا الوقت ويطمأنها ان النهاية قد اقتربت...لامزيد من الكوابيس...لامزيد من الجان والأشياء التى تظهر ليلا...لامزيد من العبودية...اقترب الوقت وسيصبح حرا أخيرا...

لايهم كم أنفق من عمره من أجل ذلك....لايهم كم انفق من انسانيته لايهم كم تحول الى مسخ لايشعر بأى شىء....لايهمه كم الأرواح التى فقدها فى مسيرته تلك...سواء بأرادته او رغما عنه....لاتهمه نور التى تضحى بحياتها ووقتها من أجل مسخ لايكن لها أى اعتبار....لايهم!!

أرض الحاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن