الهواء البارد...الليل المعتم...الساكن !
ياله من إحساس رائع...ذلك الإحساس بالراحة والهدوء...قليل من أدمن ذلك الشعور...قليل من شعر بتلك النشوة الغريبة...قليل من سنحت له الفرصة ان يشعر...
وها هى الفرصة تسمح لذلك الفتى...لكن هذا ليس وقتها...بعد ان كان يعشق الليل بكل تفاصيله القليلة والغامضة...أصبح يهابه ويخاف منه...
كان يمقت ذلك الصباح الممل...ذلك الوقت المعتاد من اليوم...كان يمقته بكل تفاصيله...يحب اليل وغموضه المثير...****
توقفت أقدام احمد أمام تلك البوابة...معلنة بذلك وصوله إلى مبتغاه...
أزاح السلسلة الحديدية عن البوابة وفتحها فى صعوبة بالغة مع إصدارها ذلك الصرير المرعب...كانت الساعة قاربت على تمام الرابعة فجرا...مشى فى تلك الحديقة الرطبة وأحاط جسده بيده من البرد...وكأن ذلك المكان يختلف مناخه عن بقية القرى الجانبية...حمد ربه انه وصل إلى ذلك المكان بعد ان عصر ذاكرته وأستغرق الكثير من الوقت فى تذكر وجهته..
لم يكن صغيرا جدا وقتها ولكن...كان أمر تذكر الطريق صعبا عليه...
أخذ يتجول فى ذلك المكان إلى أن وصل إلى ما كان يبحث عنه...الساعة !! ذلك المكان الذى كان يأخذه جده إليه فى الليل...فى نفس ذلك الوقت...لربما أقل بقليل...يجلس هنا أمام تلك الساعة ويحدق فيها بشكل غريب...وبنظرات قد أمتلأت بالكره والقليل من الرعب !!
كان يحدثنى فى ذلك المكان بأنه يشعر انه تقدم فى السن كثيرا...وأنه يريد منى ان اصبح رجلا يعتمد عليه...أفعل مايطلب منى مهمى كان صعبا...أظن أننى فهمت الآن إلى ماذا كان يرمى....
تلك الساعة العتيقة التى قد أكلت الأرض معظمها بفعل تراكم الأتربة عليها على الزمن الطويل...وتهشم معظم خشبها بسبب الرياح وعوامل التعرية...لقد ورثت كرهها عن جدى...حتى أننى إلى الآن لا أعلم لماذا كان جدى يكرهها...لربما لأنها كانت تذكره بنهايته كما كان يحكى لى....
أصبح يستفيض فى تلك الذكريات كثيرا...فهو لم يعد يريد ان يعيش واقعه الغبى ذاك...
يستغل كل فرصة للهروب والفرار من حياته...فى كومة من الذكريات التى لا تنتهى....
لم لم يقل له جده على هذا الأمر مباشرة؟!
لما يصعبها عليه؟! لما كل شىء فى هذه الحياة يحتاج إلى تعب وشقاء للوصول؟!
هكذا هى الحياة...وهكذا هو أنا
انتبه ثانية لما كان يفعله....إلتقط الكتاب من جيبه الخلفى وقام بفرك الصفحات بسرعة...لكى يصل إلى آخر صفحة...لكى يصل إلى اللغز الأحمق ذاك....
قام بقراءته عدة مرات بأوضاع مختلفة...عسى ان يفهم شىء من هذه الكلمات الغبية...[عندما يحين الوقت..ستخاف النسور وتطير بعيدا...ستكون العذراء فى اتجاه الضوء...
ذلك الضوء هو المفتاح...]زفر أحمد فى ضيق بعد عدة محاولات فاشلة:
_يووووه !! وبعدين بقى ف شغل على بابا دا؟؟
أنا معندييش خلق للكلام داا
أنت تقرأ
أرض الحاوي
Korkuإنتهى الأمر.. "لا يوجد سبيل للتحرر منها سوى بالتضحية..بالدماء..بالكذب...بالنفاق" "لا يوجد مكان للمشاعر فى تلك الدنيا البائسة..لايوجد مكان للحب" "لكى تتحرر يجب أن تكون مجرد مسخ لا يشعر" الأمر ليس بيدك..ليس لديك حرية الإختيار! نحن أسياد الأرض....سلاطي...