دائما هناك احساس بالوحدة يصيبني.... دائما هناك احساس بالنقص....!!
من بعد موت ابي وانا فى سن صغيرة....والحياة في عينى اصبحت بلا معنى...شيء داخلي قد تحطم ولن يعود مجددا
كل شىء قد سكن لبعض الوقت...لبعض الشهور....فترة قليلة ربما..لكن عذابها كان شديدا...حتى اتى منقذي من تلك الظلمات.."جدي"...كانت ظروف مجيأه غامضة....فما لبث ابي ان توفي إللا ووجدناه يهاتفنا وينتظر بفارغ الصبر حتى يأتي إلى منزلنا ليقيم فيه.....لم اعرف الكثير عن حياته فى الماضي....لكن كل ما اعرفه انه كان يعيش وحيدا حياة مملة فى إحدى القرى على أطراف مدينة القاهرة....اصبح جدي يعني لي الكثير......فمنذ تلك اللحظة التي دخل فيها حياتي...والأمور بدأت تأخذ منهجا طبيعيا.....أخيرا بعض الأمان بعد تلك الفترة البائسة!
كان يعرف انني اختلف عن عائلتى قليلا...لم أكن ممن يهوى الدراسة وتلك الحياة الروتينية المملة...لذا قربني منه...كان يأمل ان يراني شخصا افضل مما انا عليه الآن...
كان دائم اللعب بالشطرنچ الخاص به.....تلك القطع الخشبية البالية.....اعتقد انها ليست ملكا لجدي فقط... بل هي أقدم من هذا بكثير
ارغمنى على اللعب معه بتلك القطع...
لا انكر انني كنت استمتع بوقتى...لكن استمتاعي الأكبر كان عند النظر لتلك النقوش الغريبة التى غلفت الشطرنج بالكاملتلك الذكريات تمثل جزءا مهما في حياتى....
لكن كما قلت...لقد اصبحت ذكريات فقط...!
فقد انطفأ النور مجددا...رحل جدي ولم يترك سوى هذا الشطرنج البالي ودفتر ملاحظات غبي لم افهم منه شيء...
توقف أحمد عن سرد قصته الحزينة لصديقته وقد بدت عليه آثار الحزن...مجددا ولكنه سرعان ما عاد الى رشده وأكمل:
لقد اشتقت إلي جدي وأشتقت إلى حكاياته الشيقة عن ارض الحاوي.... تلك الارض اللتي ثبت في دماغي اسمها وشعرت انني اريد ان اعرف كل المعلومات المتاحة عنها..... لكن للأسف لقد كانت قصة خيالية من محض خيال جدي فقط....
*****
في شرفة منزله وقف ينظر الى نجوم السماء اللامعة متذكرا ذلك الموقف...يستمتع بنسمات الهواء الباردة التي تخترق جسده الدافىء في هدوء....مثل كل يوم يقف في نافذته الكبيرة مرتديا فقط ما يستر عورته من الملابس...ويترك باقي جسده للهواءكانت الساعة تجاوزت الثالثة بعد منتصف الليل...عليه ان يخلد للنوم الآن لكي لا يتغيب عن المحاضرة مثل كل يوم
دخل احمد إلي السرير وقد نام علي ظهره وجلس يفكر في هذا اليوم الكئيب ويتذكر آخر مرة شاهد فيها جده
لا يشغل باله سوى سؤال واحد...لم كان جده حريص على كتابة تلك المذكرات التافهة وهو يعلم ان أيامه أصبحت معدودة؟!
ظل هذا السؤال يشغل باله حتى تعب عقله واستسلم للنوم
في صباح اليوم التالي كان احمد مستيقظا في وقت مبكر عن العادة...يبحث في الأنترنت عن القصة التي تسمي (ارض الحاوي) لكن الأبحاث لم تفيده في شيء فكان كل ما قد رآه هو أرض للبيع في شارع يسمي الحاوي... ونتائج اخري عن شركة مغمورة تسمي الحاوي لبيع أغراض منزلية
أنت تقرأ
أرض الحاوي
Terrorإنتهى الأمر.. "لا يوجد سبيل للتحرر منها سوى بالتضحية..بالدماء..بالكذب...بالنفاق" "لا يوجد مكان للمشاعر فى تلك الدنيا البائسة..لايوجد مكان للحب" "لكى تتحرر يجب أن تكون مجرد مسخ لا يشعر" الأمر ليس بيدك..ليس لديك حرية الإختيار! نحن أسياد الأرض....سلاطي...