"الرقصة الأخيرة"

423 33 39
                                    

إستلقى على الطريق وأغمض عينيه

يصدم وجهه ذلك المطر الغزير...يغسل جسده من تلك الدماء القذرة...

لم تفتح نور فمها...فهى لا تدرى ماذا تقول

فقط قامت بتقليده وإستلقت بجواره مستمتعة بتلك القطرات التى تلامس وجهها...وأغمضت عينها تتذكر تلك الرقصة الغريبة وتحاول بقدر الإمكان أن تنسى ماحدث بعدها...

______________

كانت الساعة الثانية عشر مساء!!

لم انقضت الثلاث ليالى بتلك السرعة؟! لم عليه أن يتألم مجددا؟! لم عليه أن يضحى ثانية؟!

أن يكون ذلك المسخ من جديد..نعم هو لم يعد مسخا الآن...إعترف أنه تغير لأجلها..أصبح "إنسانا" من جديد

هل سينتهى ذلك اللحن الرائع؟! تلك السمفونية العذبة...ستذهب روحها النقية هكذا...تلك الفتاة التى جعلت الدماء تجرى فى عروقه مجددا...أعادته للحياة بعد ما فقد الأمل...علمته كيف يبتسم ويحب ويعشق..

لايزال يشعر بدفىء عناقها الذى احتواه بعد ما فقد الأمل...جعلته يبكى بين ذراعها ويعبر عن مشاعره

فتح عيناه لينظر بشوق لتلك الملاك الراقضة بجانبة...تغمض عينها تستمتع بقطرات المطر وعلى وجهها ابتسامة رقيقة..

هل هى فعلا راضية بحالها الآن؟! أم أنها فقط ابتسامة مزيفة...هو لايستطيع التمييز "الأمر عنده سواء"

أطال النظر فى وجهها ثم أغمض عينيه ثانية

لم ينتظهرها أن تسأل فقام بالحديث عن ماحدث بالداخل:

_كان نفسى اليوم يعدى عادى..كان نفسى ولو ليوم واحد بس أحس فيه إنى شخص طبيعى ممكن يسعد اللى بيحبها..كان نفسى يبقى أحسن يوم قضيناه مع بعض..

كان ينظر إلى السماء لكنه لاحظ أنها نظرت نحوه بشرود وقد إزدادت إبتسامتها..

جاءت الجملة التى قد زادت الآلام فى قلب أحمد..

_أنا فرحانة وأنا معاك..

كانت تلك الجملة تقتله من الداخل...لكنه فضل أن يغمض عينيه ويبتسم على أن ينظر فى عينها

هل قالت أنها سعيدة معه؟! بعد كل تلك الآلام التى قاستها بسببه؟!

كلما بدأ قلبه ينبض ويعبر عن حبه لتلك الفتاة...كلما زاد ألم ذلك الوشم أكثر..
يصبح كالجحيم الذى يشوى رقبته...لايستطيع التظاهر بالبرود وعدم الإحساس بالألم هكذا دائما..سيأتى وقت يستسلم لذلك الألم ويبكى!

ولكن ليس اليوم..لم يحن الوقت بعد..فقط سيدوس على قلبه لآخر مرة فقط...سيفتح ذلك الجرح مجددا بيده! ولكنه يعد نفسه أنها ستكون آخر مرة يفقد فيها أعز ما يملك.. "ستكون آخر مرة يتألم فيها"

أرض الحاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن