الفصل التاسع والعشرون(الجزء الثانى)

9.8K 234 4
                                    

توالت الأيام ليمضي اسبوعان كان محسن قد سافر مع زوجته بعد ان اعلمهم بثلاثة ايام دون ان يعلم اى من مالك وعمر الأسباب الحقيقيه لسفره ...بينما دوامت ملك على الحضور فى الشركه فنهاية الشهر سوف ينتهى تدريبها وتعود مره اخرى الى جامعتها ....كما فى نهاية الشهر ايضاً سيكون موعد زفافها حيث كانو قد قررو الموعد مسبقاً مع محسن بحجة ان انس لديه صفقات مهمه فى المانيا ويجب ان يسافر وسيأخذ ملك معه ....تحسنت علاقه ملك مع انس كثيراً فهى الأن اصبحت تفهمه جيداً واسلوبه معها قد تغير جذرياً فأصبح مهذب فى التحدث معها ويقدر عملها الجاد جيداً حتى انه يمتدح عملها امام الجميع ...واحياناً كان يطلبها للغداء معه فى مكتبه فكل من فى الشركه يعلم بأنها خطيبته وهى لم تجد عذر لترفض فهم قد عقدو هدنه فيما بينما حينما قالت ملك له فى يوم بأن حياتهم فرضت عليهم التعامل الدائم سوياً لذلك فليصبحو اصدقاء ..تعجب انس كثيراً من حديثها آن ذاك حتى انه اخذ يفكر مع نفسه انه لن يتمكن من فهم شخصيتها مطلقاً فهى قد اصبحت لغز محير بالنسبه له ،حيث يوجد بها مزيج من الحده فى التعامل والذكاء والبراءه التى تملأ محاياها والصدق والرقه فى التعامل ...لتشغل تفكيره بكل صفاتها ...
ملك وهى تتناول معطفها وترتدى حقيبتها الكروس الصغيره هاتفةً:
-عمر ...انا ماشيه وانتَ اقعد هنا ذاكر كويس معدش وقت على امتحاناتك.

انصت الى حديثها بسأم فمنذ رحيل والديه اصبحت هى ومالك يأخذو دورهم ليُحكِمو عليه فى كل شئون حياته وهو الذي كان يظن انه بسفر والديه سيتمتع له ببعض الوقت .

خرجت من بوابة العماره وهى تحس بنشاط لم تشعر به من فتره لتتزكر حديث انس امس حين اتصل على هاتفها ليعلمها بأن الاطباء قد عاينو حالة محسن ونسبة الشفاء اكثر مما توقعو فحالته كانت ميئوس منها .

اخرجت هاتفها من حقيبتها لترى ان الوقت مبكر جداً على موعد دوامها ،لتقرر ان تتمشي قليلاً ومن ثم تأخذ تاكسي يوصلها عندما تنتهى من سيرها .

وصلت ملك الى الشركه بعد نصف ساعه لتجد الساعه تشير الى الثامنه الا خمس دقايق فتبتسم :
-لسه خمسه دقايق كويس.

لتتوجه ناحية المصعد فتجد نوران صديقتها تدخله معها فتحيها ويتبادلا القليل من الكلام ..
تفاجئت عندما قالت لها :
-الف سلامه على مستر انس يا ملك بجد زعلت لما عرفت انه تعبان ...دا الموظفين بيقولو انه عمره ما غاب ابداً حتى لما لما كان بيمتحن اخر سنه فى الجامعه كان بيحضر .

-تعبان ...ازاى ما هو كان كويس امبارح.
-هو انتِ متعرفيش ولا ايه انا بحسبك عارفه عشان انتِ خطيبته وكدا.

توترت ملك من سؤالها :
-لا...هو كان مكلمنى بلليل كان كويس ..طب متعرفيش عنده ايه .

توقف المصعد عند الطابق المنشود ..

لترد عليها نوران :
-مش عارفه واللهِ مدخلتش فى تفاصيل تلاقى يارا عارفه اسأليها .

-شكراً يا نوران ..يلا سلام اشوفك بعدين .
-سلام يا حبيبتى .

اسرعت ملك فى خطواتها لتصل الى مكتب يارا الواقع امام مكتب انس ...

كان القلق بادى على يارا لتهتف فور رؤيتها لملك :
-ملك كويس انك جيتى .
-فى ايه خير !!مال وشك مخطوف كدا.
-فى ورق مهم محتاج يتمضي ضرورى ويتبعت لشركة### ولو اتأخرنا هنخسر الصفقه دى والشرط الجزائي بتاعها عالى اوى هيخسر الشىكه كتير .
تسرب القلق الى ملك لتقول :
-طب فين الأستاذ يوسف حتى .

-مستر يوسف عنده شغل فى الأسكندريه وقالنا ان مستر انس تعبان ومش هيجي النهارده.
ملك :
-طب وهنعمل ايه .
-انتِ ممكن تروحيلو الفيلا عشان يوقع على الورق .
نظرت اليها ملك بتوتر:
-انا هو مينفعش اى حد يروح .
-لا طبعاً ....دا ورق مهم جداً وكمان انتِ خطيبة مستر انس واكيد الورق هيكون فى امان معاك.
وبعد نصف ساعه

كانت ملك واقفه امام بوابة الفيلا ...ليعرفها البواب فوراً ويسمح لها بالدخول ومن حسن حظها تجد اسيل جالسه بالحديقه ...وقفت اسيل فور رؤيتها لملك ،وتوجهت نحوها لتحتضنها هاتفةً:
-لوكه ايه المفاجئه الجميله دى...وحشتينى خالص اخبارك ايه .
-انتِ اكتر واللهِ يا اسيل.
ثم تنحنحت بحرج قائلة :
-هو كنت جايه اصل فيه ورق مهم محتاج امضة مستر انس بس هو مش موجود فقلت اجيب الورق ليه يمضي احسن هنا.
ابتسمت لها اسيل :
-هو فوق نايم فى اوضته استنى هنادى لفاطمه تطلعك .
ومن ثم نادت بصوت عالى:
-فاطمه ...يا فاطمه .
لتأتى فوراً هاتفةً :
-نعم يا اسيل هانم .
-خدى ملك وصليها اوضة انس بيه.
كانت ملك تعرف جيداً مكان غرفة انس جيداً فهى قد دخلتها ذلك اليوم عندما تركتها اسيل وحدها .
وصلا الى امام غرفته لتقول فاطمه :
-دى اوضة انس بيه يا هانم .
ملك بأبتسامه رقيقه:
-شكراً فاطمه .
ومن ثم رحلت فاطمه فجمعت ملك شجاعتها لطرق الباب عدة طرقات ولكن لا يوجد اجابة ،وقفت  فى حيره من امرها هل تدخل او ماذا تفعل؟ هى ليست معتاده ان تدخل غرفة شخص غريب وخاصةً  وهو موجود فيها ،ولكن الأن انس ليس غريب عنها هكذا قالت لنفسها فهو زوجها بحكم الشرع وايضاً لقد اصبحت تثق فيه كثيراً عن ذي قبل  .
فتحت الباب بخفه لتسلط انظارها ناحيه السرير الكبير الذي يتوسط الغرفه الضخمه
فتجد انس نائماً مُتدثر بالعديد من الأغطيه ويتصبب عرقاً ...فتتوجه نحوه بقلق فتقف بجواره ...وبلا شعور تجد نفسها تضع يده على وجنته تتحسس حرارته مثلما تفعل مع اخويها اذا مرضا ..
لتصدم بحركة جفونه ...فتح انس عينيه ليصدم من وجود ملك واقفه بجواره هى  فى منزلهم وفى حجرته تحديداً ويدها على وجنته .

ملك روحي(الجزئين ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن