***المتمرده***
حزن دافئ غلف المنزل حتي كادت جدرانه تبكي حزنا لحزنهم ورغم ذلك واصل العم قطيعته ولم يأتي لأخذ عزاء اخيه بل وتجاهل رسالة عبير زوجته التي تحثه علي ضرورة الرجوع وأخذ العزاء والوقوف بجانب زوجة أخيه وابنتيه في تلك المحنه..
اما عبير فأسرعت لمواساة صديقتها لتجدها صابره علي عطية الخالق كما عهدتها دائما
مرت ايام تليها ايام تناست فيه العيون دموعها اما القلب فظل أسير حزنه ونكبته
عملت هند في محل اشبه بالكشك امامه بعض الكراسي ويأتي اليه الزبائن لتناول مشروبات كالقهوه والشاي..كان دخله بالكاد يكفي حاجيتهم فهي قررت العمل هنا بعد ان رفضت رفضا قاطعا مساعدة اقاربها لها بالمال فهي لا ولن تقبل الشفقه من احد حتي ولو كانت عبير
مهما بقي لها من عمر فهي ستنفق علي بناتها من كدها وتعبها فقط...
*****/*******,******/***********
مازال الوضع متأزم بين راكان ذلك الطفل ذو الستة اعوام وبين مروه التي يشهد عليها قلبها وكل انش في المنزل انها تحاول جاهده لتعوضه امه الذي فقدها لكن هو ما يرضي ابدا بذلك خاصة وان خالته تتصل به يوميا لتواصل بخ سمومها في قلبه قبل اذنه..وزاد كرها لها اكثر عندما علم من والده انه سيأتيه اخ بعد تسعة أشهر
فتحت الباب لتجده نائم كم يبدوا كالملاك وخو نائم اما في استياقظه فيبدوا ناقما كارها لوجودها زفرت بضيق وأقتربت منه توقظه بحنان: راكان يا حبيبي أصحي..
لم يستقيظ فعبثت بشعره وقالت بدفئ: راكان يلا اصحي الشمس طلعت خلاص .
تملل في رقدته فأبتسمت وطبعت قبله علي خده وفتح عينيه ليجدها امامه وهي تقول بأبتسامه مشرقه: صباح الخيرر..
لتعبس ملامحه وينتشل نفسه من احضانها ويزيحها بقوته الصغيره عنه..
علمت انه سيفعل ذلك فأبتسمت واكملت: يلا انا جهزتلك فطورك زي ما بتحبه..
قال بتقطيبه: لا مش عايزه حاجه منك ويلا اخرجي من اوضتي..
هي: ليه يا راكان انا عملت حاجه تزعلك..
راكان بسخريه: كفايه انك خدتي بابا مني ..
هي: بس انا عملت كده عشان افضل جنبك واخدي بالي منك ..
راكان: متحاوليش تكدبي عليا لاني مش هصدقك ...لو جايه عشان افطر فانا مش هفطر ولو عندك كلام تاني تقوليه فانا مش عايز اسمعه...اظن كده فهمتي قصدي ..
لتطأطأ رأسها بانكسار وهي تهمس بخفوت: فهمت عن اذنك ...
بعد ان اغلقت باب الغرفه ورائه مسحت تلك الدمعه التي تسللت من جفونها ودعت الله بقلبها ان يهديه لها....
........................................
بسمه: ماما انتي لابسه كده ورايحه علي فين.
عبير : رايحه بيت عمك..
بسمه بلهفه: طب استني هغير وآجي معاكي..
عبير: لأخليكي انتي هنا عشان تاخدي بالك من اخوكي..
بسمه: لا يا ماما انا عايز اشوف روبا ونرجس مشفتهمش اديلي فتره..
عبير بحيره: طب وتيم..
بسمه: خليه ييجي معانا..
عبير: خلاص روحي قوليله يجهز نفسه..
لتهتف بسمه بمرح وهي تهرول نحو غرفة تيم: يس يس...اهو كده الكلام...اجبر علي الذهاب معهم بعد ان اخبرته بسمه بانه سيبقي وحيدا ان لم يذهب معهم ...
وها هم أمام المنزل وتطرق عبير الباب
لتفتح لها هند وتستقبلها بين احضانها وكذلك بسمه وتيم..
ودلفوا ليجد نفسه داخل الصالون الذي يبدوا بسيطا جدا في زينته وجدرانه المتهالكه
يذهب خلف بسمه التي سألت عن ابنتي عمها لتجيبها هند ان نرجس هي من بالغرفه وان تذهب لها
لتسعد نرجس بوجودهم وتسلم عل بسمه بأحتضانها وإيماءه مرحبه ب تيم.. ليبادلها بأيماءه مرحبه دون كلام .....وبعدها يتركهم ليثرثروا علي راحتهم
جلس في بهو المنزل وحده منتظرا بفارغ الصبر انتهاء تلك الزياره
ولم ينس بالطبع اخذ لعبته المفضله لتسليه في تلك الزياره والتي كما توقعها ممله..فاخرجها من جيب جاكيته وبدا بالأندماج معها فتلك لعبته التي يعشقها بجانب الالعاب الأخري
تدخل روبا في تلك اللحظه وتجد لعبتها المفضله بين يديه فتغتاظ فهي لا تحب ان يلمس احد العابها مهما كان فركضت نحوه مسرعه تنتشل منه اللعبه تحت ذهوله وتخفيها خلف ظهرها محدثه اياه بغضب: انتي ازاي تلمس العابي لأ وكمان تاخدها وتلعب بيها..
لم يفهم ما قالته فهو لم يمس اغراض احد بل اكتفي بالأنزواء وحده ليتسلي بلعبته هو.
قطب حاجبيه بغضب هادرا: بت انتي رجعلي لعبتي انا بقولك اهو...
فوارتها اكثر خلف ظهرها وهي تحدثه بعند: لا ..دي لعبتي انا وانت سرقتها من الاوضه..هما باباك ومامتك معلموكش ان اللي بيسرق بيخش النار يا شاطر.
تحمر عيونه بغضب لا بل بشئ اعظم بكثير من الغضب انه شعور بالأهانه من تلك الوقحه التي اخذت لعبته وتدعي بأنها لعبتها
تيم: الزمي حدودك ورجعيلي لعبتي وإلا هضربك انا ماسك نفسي بس عشان انتي بنت..
ضحكت بصوت عالي بل مسموع بل بصوت طفله متمرده لأ يهزها تهديد من احد وخاصة منه:اتكلم علي قدك يا شاطر ..دا انا في مدرستي مسميني البلدوزر يعني محدش دخل مدرستي الا وجرب علقه مني ولاد وبنات وكلهم بيخافوا بس يعدوا من ادامي. فأنت مين اصلا عشان تكلمني كده.
كاد ان يتعارك معها ويضربها فهي استفزته بل ويأخذ منها لعبته قسرا عندما اتاه صوت والدته:.فيه إيه يا تيم انت وروبا صوتكم عالي لي..ليلتفت لوالدته : ماما البنت دي خدت لعبتي ومش عايزه تدهالي..
هند الواقفه بجوار عبير وبجوارها نرجس وبسمه: صحيح الكلام ده يا روبا...
روبا مدافعه عن نفسها: لا يا ماما دا كداب دي لعبتي انا وهو سرقها من اوضتي..لو مكانتش نفس لون لعبتي كنت قولت دي لعبه تانيه..
لتصرخ بها هند بحزم: روبا عيب تقولي كده لأبن عمك..انا علمتك ان تكرمي ضيفك كده..يلا اعتذريلي واديله اللعبه..
روبا : مامااااااا
لتقاطعها هند بحزم: انا قولت اديله اللعبه..
لتتدخل عبير: خلاص يا هند انا هشتريله واحده تانيه غيرها..
تقاطعها هند وهي تنظر لأبنتها بأصرار: لأ مش هتشتريله غيرها ..وهي هتديله اللعبه ودلوقتي حالا..
أغتاظت بل وتزاحم في عقلها كل شياطين الجن والانس خاصة بعدما لمحت بسمة انتصار وشماته علي وجهه..
مدت يدها بأستسلام لتعطيه اللعبه فتمتد انامله لتلتقط اللعبه ومازالت عينيه مسلطه عليها وفيها لذة الانتصار عليها وقبل ان تلمس اصابع يده اللعبه يجدها تسقط علي الأرض وتتهشم الي قطع متناثره هنا وهناك..ينقل نظره بين اللعبه المتكسره وبينها ليجد بسمة الانتصار والتشفي علي وجهها فهي من افلتتها عمدا..
وجدها تبتسم له وتقول بأسف مصطنع: معلش وقعت غصب عني...
أقتربت منه لتهمس في أذنيه: وبكده مش هتكون ليا...غمزته بلؤم وأكملت : ولا ليك..
لتغادر بعدها الي غرفتها دون كلمه متجاهله نظرات والدتها الغاضبه والخجلي بشده من تصرف ابنتها...
هكذا هي روبا لا تدع احد ينتصر عليها ويأخذ منها شئ بدون إرادتها..
طلب من والدته الذهاب فورا للمنزل ولبت طلبه بعد ان طمأنت صديقتها ان ما حدث وارد بين الأطفال...يا تري ايه اللي هيحصل بين تيم وروبا بكره..
وإيه اللي راكان هيعمله يخلي ابوه ينقله لمدرسه داخليه.....هنكمل بكره بأذن الله ...يهمني رأيكم
أنت تقرأ
جنيه غزت قلبي(الجزء الاول كامل) للكاتبه/آيه سيد قرني
General Fictionاعتاد ان يأخذ كل شئ مهما كان.. هو قاسي متجبر حد النخاع متكبر.. لتواجهه هي بجبروته وتتصدي له.. فيقسم ألا يدعها إلا وهو بين براثن انتقامه... سيذيقها من العذاب الوان فهل ستخضع له بعد ان تخلي عنها الجميع وبقيت وحدها في مواجهة الذئب