الحلقه(13)

20.1K 374 5
                                    


(عش الدبابير)

كانت واقفه في المطبخ تقطع البطاطس والباذنحان لعمل طاجن مسقعه.. وفي نفس الوقت تنظف المطبخ وتغسل الأطباق
فزوجة عمها تركت عليها اعمال المنزل كما تفعل دائما وأبنتها المدلله تخرج مع صديقاتها للفسح والملاهي ولا تكلف نفسها عناء مساعدتها....
رتيبه هذا هو اسم زوجة العم القاسيه جدا في معاملتها..
تقف عند مدخل المطبخ وهي تكتف ذراعيها قائله بوجهها القاسي ملامحه: يلا همي شويه عمك زمانه جاي هو  وصابرين....
صابرين هي ابنة عمها وحيدة أبويها...
ندي وهي تنظف بعمق الحوض بعد ان انتهت من غسيل الأطباق: حاضر يا مرات عمي كل حاجه هتكون جاهزه بمسافة ما يوصلوا  ‘‘اطمني..
مصمصت الواقفه وهي تلوي شفتيها قائله:  وانا هطمن ازاي طول ما انتي وشك في وشي علطول..ثم همهمت وهي تغادر: أمتي بس ييجي اليوم اللي تغور فيه منها..وعنيا متشوفهاش تاني..
سمعتها ندي ففرت دمعه من عيونها لكن سرعان ما مسحتها وعادت لتكمل ما تفعله..فهي اعتادت علي كلماتها اللاذعه معها
أعتادت علي ان تري كرهها لها في عيونها  منذ ان جاءت للعيش معهم وهي في سن صغير
ماتت أمهما فلم تشعر بعدها بمعني كلمة الام فقط تسمع هذا وذاك يتحدث عن امه اما هي فتسمع بصمت يقتل روحها تريد ان يكون لها هي الاخري ام ...غادرها كل حبيب امها وأبوها وحتي أخيها سافر ولم يعد...اعتادت علي حياة الشقاء منذ الصغر فهي منذ ان وعت للدنيا وهي تعمل لتكفي تكاليف دراستها ولولا ذلك لكانت الأن غير متعلمه فزوجة العم كانت تعمل جاهده لفعل ذلك لكن ستر الله وفشل مخططها

في المساء وقبل وصول عمها كانت تضع الأطباق علي السفره
حينها وصل عمها وألقي عليها السلام بعد ان قبلها قبلته المعتاده علي خديها الايمن والأيسر
هي بأبتسامه: ادخل خد شاور  علي ما احط الأكل علي السفره...
هو بحنان: حاضر يا قلب عمو...طبخلنا إيه النهارده..
قالت بأبتسامه أظهرت غمازتيها : مسقعه باللحمه المفرومه...
هو : يا سلام اهو كده أحبك اكتر ...
ثم قبلها مره آخري ودلف ليفعل كما قالت له أميرته..

أثناء تناول الطعام...
العم والذي يسمي مراد: صابرين يبقي روحي انتي وندي المعرض ونقوا اللبس اللي انت عايزينه...عشان تحضري عيد ميلاد صاحبتك بيه...
وما ان سمعت رتيبه كلماته حتي تراكبت شياطين الجن فوق رأسها وتركت الشوكه والسكينه من يدها علي الطبق لتصدر صوتا يسمعه الجميع فينظرون لها جمعاء..
رتيبه: طب ولزمتها إيه تكلف نفسك وتجيب فستانين هو فستان واحد كويس يبقي صابرين تجيبه تحضر بيه العيد ميلاد ولو ندي أحتاجته تستلفه منها عادي.. دول ولاد عم بردوا وعادي يستلفوا من بعض لبس وكده...
لتنطر ندي اليها بحزن فقد اوجعتها كلماتها ولم تتكلم
اما مراد فقال: لأ طبعا ندي تجيب ليها لبس زي صابرين ولو عايزين يستلفوا من بعض لبس  بعدها عادي بس اجيب للأتنين زي بعض...
لتبادره ندي قائله : لا يا عمي انا مش عايزه حاجه انا عندي لبس كتير ومش لزمني حاجه.
مراد: بس يا ندي
لتقاطعه بتصميم: خلاص بقي يا عمو لو احتجت اجيب لبس هقولك ...بس انا دلوقتي مش لزمني حاجه..صدقني
مراد بأستسلام:طيب يا بنتي اللي يريحك..
لتتبادل رتيبه وصابرين النظرات المنتصره بينهم ........
ما افظع اليتم وما اصعب ان تشعر بأنك دخيل علي غيرك وبأن وجودك غير مرغوب فيه..
من فقد أمه فقد بعدها كل جميل في حياته‘‘‘

‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘ً‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘
اليوم خطبة تيم ونرجس
في بيت تيم قبل ان يذهب للخطبه بساعه ..داخل غرفته
يقف امام الشباك ينظر  منه للناس الماره في الخارج..فهذا يده في يد محبوبته وذاك الصغير يسير جنبا الي جنب بجوار امه
ومن خلفه تقف بسمه التي تحاول جاهده لتجعله يتراجع عن قرار هي متأكده انه سيحطم حياته....
بسمه: تيم فكر مره تانيه احنا لسه علي البر ولسه ممكن تقول لأ ...اقتربت اكثر وربتت علي كتفه بحنان: روحلها يا تيم أعترفلها بكل ثانية وجع مريت بيها وانت شايفها حزينه قدام عنيك..قولها ان طفولتي تشهد عليا انها اقسمت علي الولاء الأبدي لحبك...قولها عن الليالي اللي شهدت عليك وانت بتقعد كل يوم هنا عشان ترسمها علي دفترك وكل ورقه تشهد بكده ....قولها ان كل ذره بعقلي وقلبي مبطلتش يوم تفكر فيكي من يوم ما قلبك حبها.قولها انك دايما كنت خيالها اللي بيحميهاوقولها انك انت المجهول اللي بيكلمها دايما بالتيلفون عشان يخفف عنها همومها ويشاركها فيه عشان تكون قريب منها وتعرف تحل مشاكلها من غير ما تعرف انه انت..انت اللي استحملت كرهها ليك ولينا وكنت بتسمعها وهي بتحيكلك عن الكره ده وانت بتتقطع من جوه بس بردوا كنت  بتسكت وتسمع..قولها انك العاشق ليها بجنون وانها لو لفت الكون ده كله مش هتلاقي حد يحبها اادك...
لينظر لها من فوق كتفيه قائلا ببرود يناقض مابداخله: يلا احنا كده هنتأخر وأستعجلي ماما
لتنظر له بغيظ وتزفر بضيق ثم تغادر صافعة الباب خلفها بعنف....
                        ******** 
حفل بسيط في زينته يوجد به الكثير من المعازيم الذين أتوا لتهنئة العروسين

كان يجلس علي اريكه موضوع خلفها بالونات تراصت لتصنع قلب به صورة تيم وقلب آخر بجانبه به صورة نرجس وبجانبه علي بعد سنتيمترات تجلس نرجس الخجوله بشده فها هي تجلس بجوار من احبته وتمنته ان يكوم حبيبها وزوجها اخيرا سيتحقق حلمها الكبير وبعد ثوان فقط سيلبسها خاتم الخطبه ....اما هو فيصطنع رسم البسمه علي وجهه كي لا يثير شكوك من حوله ينظر بين الحين والاخر اليها يتابع  كل حركه لها كل ضحكه ويتوه في ملامح وجهها..فقط اخته بسمه من تفهم مشاعره بتلك اللحظه ولكم هي حزينه عليه لكزته امه في كتفه كي تنبهه انه عليه وضع خاتم الدبله حول اصبع مخطوبته فهي تميل اليه بجزعها حامله علبة خاتمي الخطبه..
اعطته الخاتم بيده وامتدت انامله تلقائيا وبدون استيعاب ما يفعله وكأنه يحفظ الخطوات التي سيقوم بها عن ظهر قلب دون مشاعر وقبل ان يلبسها الخاتم ظل ينظر لتلك الواقفه الجاهله بنظرات العشق التي يكنها لها لاحظت نرجس نظراته المصوبه ناحية روبا لكنها تجاهلت ذلك عندما سري في جسدها قشعريره آثر وضعه للخاتم حول اصبعها وأكتفت فقط بفرحتها التي لا تسعها الدنيا الأن....
وانتهت الخطبه بفرحه وتعاسه......
.........................
بعد مرور ايام
في المساء
كان جرس الباب يرن بأزعاج شديد ومقلق
همت ندي تفتح لذلك الكائن المزعج الذي يرن الجرس بتلك الطريقه الهمجيه..
لتفتح الباب وتصدم بالكائن طويل القامه عريض الكتفين  ذو البنيه الجسديه ضخمه الذي يقف امامها
لتهمس بصدمه:انت!!!!

جنيه غزت قلبي(الجزء الاول كامل) للكاتبه/آيه سيد قرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن